«بشوفهم من البلكونة».. حكاية عائلة أسوانية في مستشفى العزل
«حزنت جدًا أني كنت السبب لنقل الفيروس لأولادي من الأول، يعنى هما كانوا ضحايا لإِصابتي، وأنا والله بحكم شغلى خدت العدوى»، هكذا بدأ محمد عبدالفتاح، أحد المتعافين من فيروس كورونا حديثه بعد خروجه من مستشفى العزل بالصداقة في أسوان، وهو أول مواطن أسواني أصيب بالفيروس.
كشف محمد عبد الفتاح، ضابط أمن طيران بإحدى شركات الطيران، تفاصيل إصابته بفيروس "كورونا" قائلًا إن العدوى انتقلت خلال رحلة عمله بين تَايلاند وهونج كونج، حيث عاد منها 2 مارس الماضي، وبعد مرور أسبوعين ظهرت عليه الأعراض «كوفيد-19»، وشعر بتعب شديد وكان طريح الفراش، إلا أنه عندما شعر بضيق التنفس، اتخذ إجراء على الفور، وتوجه لإجراء التحاليل الطبية، موضحًا أنه ظهرت النتيجة بإيجابيّة إصابته، ونظرًا لإقامته مع أطفاله وزوجته مدة الـ14 يومًا بعد عودته انتقلت لهم العدوى جميعًا.
وقال لـ"الدستور"، إنه بعد ثبوت إيجابية إصابته بالفيروس، كان متوقعًا إصابة أطفاله: "كان عندي أمل أنهم مَيكنش عندهم، بس توقعت وتوقّعي طلع صح"، لافتًا إلى أنه حزن كثيرًا نظرًا لنقل العدوى لزوجته وأطفاله الـ3، لكن الأمر لم يكن بيده أبدًا.وأشار إلى أنه كان يرافقه في غرفته بمستشفى العزل ابنه كريم، 9 سنوات، وفريدة 6 سنوات، وسليم 3 سنوات برفقة زوجته فى غرفتها المجاور له، لافتًا إلى أنه كان يطمئن عليهم بشكل يومى من خلال رؤيتهم من شرفة الغرفة، والتحدث إليهم على الهاتف: "كنت بكلمهم مش أقل من 8 مرات فى اليوم علشان أطمن عليهم، وبَشوفهم من البلكونة"، وإن استغرقت المدة التي قضاها هو وعائلته فى "الحجر الصحى لمدة 10 أيام.
وتابع أن الخدمات والرعاية الطبية التى تم تقديمها في مستشفى العزل طول فترة علاجهم، كانت متميزة للغاية، وأن جميع الأطقم الموجودة بالمستشفى من (أطباء، تمريض،عمال)، كانوا يؤدوا دورهم على أكمل وجه، لافتًا إلى أنه بعد تعافيه من المقرر ملازمة منزله لمدة 14 يومًا وبعدها سيعود ليمارس عمله بشكل طبيعى.واختتم حديثه لـ"الدستور"، بتوجيه نصيحة للأهالي:«المرض ده بيبقى أوله دور إنفلونزا والمرحلة التّانية من الأعراض ضيق التنفس لو حد حس بالأعراض ديه يتوجه للمستشفى على طول، ولازم نرجع استايل الحياة القديمة أن ميكنش بين الناس الاحتكاك الشديد، والحرص على المسافة بين الأشخاص اللى بنكلمهم علشان نحمى نفسنا، وأنه بفضل ربنا ودعوات الناس رجعنا بخير".
