رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاعترافات العاطفية لزوج أم كلثوم.. كيف اكتشف أنوثتها؟

 أم كلثوم _ زوجها
أم كلثوم _ زوجها

تغني السيدة أم كلثوم كل ليلة خميس من أول شهر بسينما قصر النيل، والرجل صعيدي النشأة الدكتور حسن الحفناوي يجلس في أول المقاعد ساكنا، منصتا، يكفيه حلاوة الصوت الذي يطرب له الشجر والطيور قبل البشر.
طابور من العشاق ممن يرتقبون فرصة الموافقة لترتبط كوكب الشرق بأيهم. ترفضهم جميعا، وتختار دكتور الأمراض الجلدية حسن الحفناوي، متزوج ولديه أولاد، أصغر منها سنا. رغم أن أقرب صديقاتها اعترضن على فمرة الزواج من"الحفناوي" لكنها وافقت، واعترضت على فكرة طلاقه لزوجته الأولى، بل شددت عليه بالاهتمام بها وبأولاده.

وقع الزواج، بلا حب أو رومانسية، أقرب إلى تبادل المنفعة، الرجل الطبيب العالمي في تخصصه سيتزوج كوكب الشرق وهي"أم كلثوم" ستطمئن لوجود طبيب بجوارها خاصة بعد إصابتها بالغدة الدرقية، فهو ٣٩ عاما، لا يزال شابا، وهي ٥٦ سنة.
في رواية للصحفي مصطفى أمين بجريدة أخبار اليوم عام ١٩٥٤، حكى عن حديثه مع أم كلثوم ومسألة الزواج من دكتور الأمراض الجلدية حسن الحفناوي، وعن شعورها بالوحدة ومدى احتياجها لرجل تستند إليه.

وقع الزواج عام ١٩٥٤، في وضع أقرب للسرية التامة، أول خبر نشرته جريدة الأهرام بعد عقد الزواج بثلاثة أشهر، فيما لم تظهر صورة العروسين"حسن"،"أم كلثوم"، نشر الخبر بصورة مفردة لكل منهم. وبعدها تدخل جمال عبد الناصر ونشر خبر الزواج وكأنه بيان عسكري، جاء فيه:"أعلن أمس عقد قران أم كلثوم على الدكتور حسن الحفناوي طبيب الجلد وأستاذ مساعد الأمراض الجلدية - بكلية القصر العيني بجامعة القاهرةِ وستستمر أم كلثوم في الغناء بعد الزواجِ وقد تم الزفاف منذ وقت قصير، وأحيت أم كلثوم حفلة نادي الجيش بمناسبة 23 يوليو الماضي وهي متزوجة فعلاِ وطلبت أم كلثوم من الصحف ألا تذيع نبأ زواجها إلا بعد أن تنتهي من تسجيل قصيدة الجلاءِ وقد تم تسجيلها أمس الأول".
كان قرار عدم النشر برضا كوكب الشرق فقد رفضت نشر الخبر بجريدة أخبار اليوم إلا في شهر سبتمبر، خاصة وأن الزواج تم في شهر يوليو ١٩٥٤.
الرئيس"عبد الناصر" كان له دور في إخفاء خبر الزواج، فقد حاصر البوليس الحربي مجلة أهل الفن" لرئيس تحريرها حسن أمام عمر، وصادرت النسخ فبل خروجها من المطبعة، رغم أن"حسن" كان قد نجح في إقناع الجميع بأنه لن ينشر الخبر صراحة، بل سينشر قصة رمزية تشير من بعيد بعنوان"أخيرا تزوجت" يحكي فيها قصة مجيء كوكب الشرق من مسقط رأسها إلي أم تزوجت بطبيب شاب.
أعدمت نسخ المجلة في عابدين، مقر رقابة الصحف، وصد قرار بتنحية حسن عابدين عن رئاسة تحريرها، وتوقفت عن الإصدار.
حسن الحفناوي، طبيب الأمراض الجلدية، ظل صامتا يستمع لأم كلثوم إلى أن تزوجها، ظفر بها، انفض طموح طابور الوله، العشاق خابت ٱمالهم.
الصمت عن خبر الزواج، وصمت في سماعه لصوت كوكب الشرق، وصمت إعلامي، لم يتحدث الرجل إلا قليلا، كما أن أم كلثوم لم تتحدث عنه أيضا. الصحافة تلتقط لهم صور فوتوغرافية لرحلات العلاج وحضور المناسبات. لكن الصمت يخيم عن الدخول في التفاصيل.
في حوار ربما يكون الوحيد، تحدث حسن الحفناوي لمجلة الشبكة اللبنانية، عن زوجته"أم كلثوم"، وذلك أثناء تواجده في بيروت بمؤتمر عالمي للأمراض الجلدية، وذلك عام ١٩٦٨.
زوج أم كلثوم"الحفناوي" أثنى في حديثه على زوجته "أم كلثوم" فهي سيدة بيت ممتازة، ويراها مثل أعلى للزوجة الفاضلة، اجتماعية مرحة، تنتقي حلو حديثها لتملك لب الحضور.

وأوضح أنها سيدة مستقيمة مثالية في حياتها، في تحافظ على صحتها جيدا، لا تشرب الخمر، لا تدخن، تحافظ على وزنها، مواعيد طعامها، حتى أنها امتنعت عن تناول البيض واللبن اللذين تحبهما حبا شديدا، بعدما تضررت من الحساسية من تناولهما.
و أكد على أنها ترى في نجاحه سعادتين، زوجها وكونه مواطن مصري عربي، خاصة بعدما فرحت له بحصوله على جائزة الدولة عن أبحاثه في الأمراض الجلدية، واختياره عضو شرف من الأكاديمية الأمريكية.