رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المنتجون يبررون و النقاد مستاءون

المنتجون يبررون و
المنتجون يبررون و النقاد مستاءون

انتقد جميع النقاد السينمائيين أفلام موسم عيد الأضحى الموجودة بدور العرض الآن وهى فيلم "هاتولي راجل" بطولة شريف رمزي وإيمي سمير غانم، "عش البلبل" بطولة مي سليم، كريم محمود عبد العزيز، "القشاش" بطولة محمد فراج وحورية فرغلي، "8%" أوكا وأوتيجا ومي كساب، بالإضافة إلى "قلب الأسد" لـ محمد رمضان، وذلك بعدما أصبحت الأغاني والفرق الشعبية هي القوام الأساسي فى كل الأعمال فى حين اعتبر العديد من المنتجين هذه التركيبة هى سر نجاح هذه الأعمال.

انسحاب النجوم

رأى الناقد طارق الشناوى، أن أغلب نجوم الشباك ابتعدوا عن الشاشة الكبيرة، وتوجهوا إلى الصغيرة، خاصموا السينما، لأن التليفزيون يضمن لهم أجورهم المليونية، وقال هناك عددًا محدودًا من المخرجين والشركات لم ترفع الراية، ولا يزالون يقامون، المؤكد أن الجميع سوف يتنازل عن جزء من الأجر حتى تستمر السينما، لكن كم هو عدد النجوم الذين من الممكن أن يضحوا بجزء من أجورهم ليمنحوا السينما قبلة الحياة، وأضاف المنتجين رفعوا شعار "اللى تكسب به العب به" , وتابع ميزانيات محدودة وعدد أيام تصوير لا يتجاوز أسبوعين، سيل منهمر من الأغاني الشعبية والأجواء العشوائية والألفاظ البذيئة، الإرهاصات الأولية لا تشي بشيء له قيمة، وتساءل هل نوقف إنتاج الأفلام فى انتظار أن تعود السينما بـ"مومياء" شادى عبد السلام و"دعاء كرون" هنرى بركات و"بداية ونهاية" صلاح أبو سيف و"باب حديد" يوسف شاهين , وقال من حقنا أن نلعن هذه الأفلام التجارية إلا أننا فى كل الأحوال لا ننسى أن وجود حركة سينمائية رديئة أفضل كثيرًا من الانسحاب، بل إن الفيلم الرديء من المحتمل أن يلمع من خلاله موهبة ما، بينما الصمت لا ينجب سوى الموت!

غياب القانون

أكدت الناقدة خيريه البشلاوى على أن هذه الأفلام ما هى إلا انعكاس لغياب القانون والانقلاب على بعض المفاهيم مؤخرا للدرجة التى أصبحنا فيها نمجد الخروج على القانون، ونشيد بمن يسعى لنيل حقوقه بيديه فى ظل انهيار القيم والتعليم , ورفضت المقارنة بين هذه هذه الأفلام بالسينما الحقيقيه، مشيرة إلى أن الظروف حينها والوعى المجتمعى كان مختلفا عن الوضع الحالى تماما بعد أعوام طويلة من انهيار منظومة التعليم والقيم المجتمعية وبالتالى فالسينما لم تخترع شيئا بل تقلد الواقع ومحمد رمضان وصعوده كبطل يحصد الإيرادات كنموذج هو تعبير حقيقى عن الواقع الذى نعيشه , وطالبت خيرية أولا بتعليم الناس احترام القانون من خلال نظام تعليمى وطبى ومجتمعى صحيح فالبلطجة لا تعنى فقط حمل السلاح فمن يذهب للمستشفى ويتم معاملته بطريقة نعرفها جيدا فهى لا تقل بلطجة عما يحدث فى الشوارع.

انحدار السينما

أما الناقد نادر عدلى، قال إن وجود مثل تلك الأغنيات الشعبية التي وصفها بـ"المبتذلة" في السينما، يُظهر مدى انحدار السينما المصرية، وتهاويها في بحور السطحية التي وقعت فيها كثير من الأعمال السينمائية خلال السنوات الأخيرة، ما يعبر في الأساس عن حالة من "الفقر الفني" تعاني منها الساحة الفنية , كما قال الناقد محمد قاسم أصبحت الأغانى عاملاً أساسياً للتسويق للعمل السينمائى على الفضائيات ومحطات الإذاعة , وشدد على وجود الرقابه و القيام بدورها فى وقف هذه الأعمال المبتذله.

أفلام تجارية

ومن جانبها رأت الناقده ماجده موريس أن أفلام العيد هى افلام  تجارية فقط ليس بها قضية مهمة أو رسالة مهمة يتم توصيلها للمشاهدين فهى مجرد فيلم لا يصلح لأكثر من أسبوعين كما أضافت أن المفردات العبثية فى الأغانى التى تقدم فى هذه الأفلام تسىء لصناع العمل وبطل الفيلم وسيحكم التاريخ على  هذه الأعمال التى يعتقد أنها ستختفى بعد فترة.

مهزلة فنية

أما الناقده ماجده خيررالله قالت لا أفضل مشاهدة هذه الأعمال لأن الأغانى الشعبية التى تقدم بها مجرد أغان "سوقية" تسىء للفن الشعبى الذى كان يقدمه العزبى ومحمد رشدى وغيرهما الكثير من المطربين الشعبيين قديما وأضافت أن مقدمى هذه الأعمال معروفون لدى الجميع ولكن الرغبة حتى زيادة الإيرادات تدفعهم لعمل هذه النوعية من الأعمال ، وطالبت المنتجين بالاعتماد على الروايات والأعمال الأدبية وتحويلها لأعمال فنية سوف يستفيد منها السواد الأعظم من الشعب المصري، وسوف يقوم الفن بأداء دوره الأساسي في زيادة وعي الجماهير على أتم وجه، دون أن يشارك في "المهزلة" المستشرية على الساحة الفنية الآن، عقب تفشي تلك الأغنيات وانتشارها عبر الإنترنت وفي المواصلات العامة وغيرها.

سلوكيات غير أخلاقية

فيما قال د. وليد سيف أن السينما وظيفتها ترشيد السلوك ومحاولة إيجاد حلول، ولكن ما تقدمه السينما الآن مجرد إثارة وتدعيم لسلوكيات غير أخلاقية , وأشار إلى أنه عند تقديم أعمال عن حالات البلطجة والعنف فإنها من الممكن أن تكون نقلا للواقع، ولكن يجب عندئذ أن نوضح أن هذا الفعل أو السلوك عبارة عن شىء سيئ على المستوى العام، وأن الشغب خروج على القانون، فى الوقت الذى يحتم على صناع السينما توضيح كيفية المحافظة على الأعراف وتحسين السلوك العام , واستطرد قائلا: «الآن انتقل الكتاب ومؤلفو السينما إلى العصر التجارى الابتزازى، واتجهوا إلى سيناريوهات الهدف منها شباك التذاكر وليس تعديل السلوك، وهو ما نلاحظه على تلك النوعية من الأفلام، لذا أطالبهم أن يسترشدوا بما قدمه سابقوهم» , وشدد على أن الفترة الحالية لا تحتاج إلى الكتابة عن البلطجة ولكننا فى حاجة إلى بحث كيفية تعديل الواقع وحل تلك المشكلات التى تواجه المجتمع فى الفترة الحالية.

تبرير السبكية بالحالة المزاجية

في المقابل يبرر المنتجون إصرار بعضهم على وجود الأغاني الشعبية داخل الأفلام السينمائية بالحالة المزاجية للجمهوري، الذي أصبح يتابع تلك الأغنيات، بغض النظر عن مستواه الاجتماعي، فيقول المنتج محمد السبكي أن الشعب الآن "حزين"، وأن تلك الأغنيات تخرجه من حالة الكآبة التي يعانيها، في إطار درامي، ليس منفصلاً عن إطار العمل الفني، ما يتلاقى ورغبات الجمهوري، ويعمل على إنجاح الأعمال الفنية في السينما.