رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا للتنمر.. حكايات خاصة تكشف الألفّة بين المصريين والأفارقة

جريدة الدستور

بمجرد انتشار فيديو الاعتداء على الطالب السوداني "جون منوت" 16 عامًا، حتى لاحق الأمر تنديدات عديدة بفكرة التنمر بالأفارقة في مصر، وتحول الأمر من حالة فريدة لعدة مراهقين لا يعون شيء إلى ظاهرة منتشرة وهو أمر غير حقيقي.

«جون» طالب سوداني، تعرض للتنمر من شباب مصريين، وأحدث ضجة على مواقع السوشيال ميديا، بعدما انتشر فيديو لتعرض طلاب له أثناء عودته من مدرسة «شارلس لوانقا» بالعباسية فهو ملتحق بالصف الرابع الابتدائي بها.

الفيديو ظهر فيه مراهقان يتنمران على الطالب ذو الجنسية الإفريقية، ويسخران منه لكونه من أصحاب البشرة السمراء، محاولين الاستيلاء على حقيبته مع ظهور صوت آخر يمزح ويصور الفيديو، وحاول الفتى الأفريقي الحصول على حقيبته مرة أخرى منهم.

الضجة التي أثارها الفيديو، تمثلت في رد فعل رسمي قوي، بإحالة الواقعة للتحقيق، والقبض على الشباب المتنمرون الذين ظهروا في الفيديو، وهم حاليًا قيد التحقيق أمام النيابة لاعتدائهم على ذلك الطالب.

وفور بدء الأجهزة الأمنية في التحقيق بالواقعة، علق الشاب صاحب الفيديو بأنه كان على سبيل الدعابة لا أكثر، مؤكدًا أنه جاره في المنطقة وأنهم أصدقاء ويقومون بعمل فيديوهات عديدة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي كنوع من المزحة بينهم، وهو ما نفاه الشاب الأفريقي في عدد من الحوارات واللقاءات الإعلامية.

واتساقًا مع أن ما حدث حالة فردية وليس ظاهرة يعاني منها الأفارقة في مصر، «الدستور» أفردت في التقرير التالي عدد من القصص والحكايات لأفارقة طلاب يعيشون في مصر ويعاملون معاملة جيدة بل أن البعض منهم لديه أصدقاء مصريين وليس أفارقة.

«نور» 25 عامًا، طالبة سودانية، جاءت إلى مصر منذ عامان، والتحقت بمنحة دراسية خاصة بجامعة القاهرة، وعلى النقيض ترى أن هناك معاملة جيدة للطلاب الأفارقة في مصر منذ أن أتت والتحقت بالدراسة بها.

وتضيف: «هناك حالات فردية بالطبع تقوم بسلوكيات التنمر والسخرية من بعض الأفارقة في مصر، لكن الغالبية العظمى تتعامل بطريقة أكثر عقلانية من ذلك، بل لنا أصدقاء مصريين وليس أفارقة فقط».

تختتم: «إحنا سودانين وعندنا فخر بلون بشرتنا السمراء، والمصريين متفهمين لهجتنا وسمرنا، واللي بيحصل بعض الحالات الفردية من بعض الأشخاص، لكن مش تصر جماعي أو تنمر من المصريين على الأفارقة»

يوجد في مصر نحو 11000 طالب أفريقي، وهناك 16 ألف طالب أفريقي يحصلون على منح دراسية في مصر، كما يوجد 4 آلاف طالب معظمهم من دول السودان والنيجر والسنغال والسودان وجنوب السودان في جامعات مصر.

وبشكل عام تحتضن مصر 5 ملايين لاجئ من الدول الإفريقية والدول العربية الإفريقية، فيوجد نحو 280 ألف لاجئ من بلاد السودان وجنوب السودان، وحوالي 6000 لاجئ صومالي، ويصل عدد لاجئي دولة أريتريا إلى 5000، ونحو أكثر من 600 ألف لاجئ ليبي في مصر.

«رغداء» أيضًا طالبة جامعية، 24 عامًا، تدرس حاليًا بمنحة دراسية في جامعة القاهرة، بعدما أتت من السودان إلى مصر ترى أن التنمر على أصحاب البشرة السوداء في مصر مجرد حالات فردية وليست تصرفات جماعية.

توضح أنه في حالة وجود تنمر يتم مواجهته بالحديث وليس العنف، ويكون هناك مساحة لذلك: «عايشين مع إخواتنا في مصر، ولم نشعر بالغربة في مصر باستثناء بعض الحالات الفردية فقط».

وتابعت: «كل إفريقي أول ما ينزل مصر هيحس بشوية معاناة في البداية، لكن مع التعود ومرور الوقت، هيبدأ الأهل والجيران والناس المحيطة يتعودوا على وجوده، بل ويدافعه عنه لو حصله حاجة وهو بعيد عن بلده».

يرى الدكتور خالد فهمي، الخبير في الشأن الإفريقي، أن تلك الأفعال مجرد تصرفات فردية، لاسيما أنا تصدر من أطفال صغار وطلاب مراهقين فلا يعول عليها، مبينًا أن مصر وإفريقيا منذ زمن طويل وهم يد واحدة.

يوضح أن مصر توفر منح دراسية وفرص تعليم جيدة للطلاب الأفارقة ومن كل أنحاء العالم، والتنمر عادة ما يحدث بين طلاب المدارس بسبب سنهم الصغير؛ لكن طلاب الجامعات يكونوا متفهمين لبعض البعض.

أما فارس، 23 عامًا، وهو مواطن سوداني، يقطن منذ عام ونصف في منطقة حدائق المعادي بالقاهرة، فلديه صديقان مصريان بحكم دراسته في جامعة القاهرة، ولم يكن منعزلًا عن المصريين منذ دخوله الجامعة.

يقول: «رغم أن مكان الدراسة فيه أفارقة إلا إني متعود على أصحابي المصريين أكتر وهو الأقرب ليا، وبيساعدوني في أي وقت والأفارقة مش عاملين تجمعات في الجامعة، كلنا مختلطين مع بعض وبنتعامل بإنسانية».