رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسيون لـ"الدستور": رئيس لبنان استفز المتظاهرين بسلاح حزب الله

جريدة الدستور

أثارت تصريحات الرئيس اللبناني ميشال عون، التي أدلى بها خلال حديث تلفزيوني مساء الثلاثاء، غضب اللبنانيين، إذ اعتبروها مخيبة لآمال السياسيين أو المتظاهرين، الذين كانوا ينتظرون أن يدور الحوار حول تشكيل الحكومة المقبلة، فيما انطلقت الدعوات للتظاهر فور انتهاء الرئيس اللبناني من حديثه.

وفي السياق، قال الكاتب والمفكر اللبناني محمد الرز، إن الفجوة تتسع كثيرًا بين المطالب التي يرفعها الحراك الشعبي وبين أركان السلطة متمثلة في رئيس الجمهورية ميشال عون، وأن الحديث الذي أجراه عون أول أمس تضمن نقاط استفزازية، شعر بعدها المحتجين أنه لم يدرك مطالبهم التي نزلوا إلى الشارع من أجلها.

وأشار الرز في تصريحات لـ"الدستور" إلى أن عددا من الجمل التي جاءت على لسان عون كان من شأنها إثارة غضب المتظاهرين، قائلًا: "مطالبة اللبنانيين بالهجرة من بلادهم في حال لم يجدوا شخصًا قياديًا نظيفا يتولى إدارة البلاد في هذه المرحلة"، لافتًا إلى أن حديث "عون" يؤكد أن وزير الخارجية جبران باسيل هو من رتب لهذا اللقاء وكتب الخطاب الذي تناول فيه.

وأوضح أن خطاب عون، أدى إلى انسحاب كثير من القوى السياسية من حوله، إذ أعلن الحريري عدم مشاركته في تشكيل الحكومة أي كان نوعها.

من جانبه، اعتبر الكاتب الصحفي اللبناني فادي عاكوم، إن حديث عون كان مخيب للآمال، وأن الجميع كان ينتظر إعلان رئيس الجمهورية بدء الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة المرتقبة، لافتًا إلى أن الأمر يبدو وكأن النظام اللبناني لا يرى الشارع ويريد استفزازه سياسيًا.

وأضاف عاكوم في تصريحات لـ"الدستور": "رئيس الجمهورية ألمح إلى سلاح حزب الله وأنه معه ولن يسمح بالمساس به، وهذا أمر يستفز مجموعة كبيرة من اللبنانيين"، مؤكدًا أن عون كان متخبطًا في الكلام حتى وصل به الأمر إلى دعوة اللبنانيين المعارضين للهجرة.

من ناحية أخرى، قال: "من المنتظر أن تحقق زيارة المبعوث الفرنسي تهدئة للأوضاع وجمع كافة الآراء الأقطاب السياسية في لبنان للوصول إلى حل يرضى الجميع"، لافتًا إلى إصرار فرنسا على حكومة تكنوقراط، كما أن فرنسا لديها علاقات جيدة وقوية مع جميع الأطراف التي من الممكن الاستفادة منها؛ للوصول إلى طرح ربما يوصلنا إلى تشكيل حكومة حتى وإن كانت مؤقتة.

وكشف أن المبعوث الفرنسي لديه طرح من خلال قائمة لحل الأزمة، مؤكدًا أنها لا تضم ما بينها سعد الحريري ولكنها بمباركة وموافقة من "الحريري".

وحول الطرح السياسي الذي يقدمه المبعوث الفرنسي إلى القوى السياسية اللبنانية، كشف عاكوم: "حكومة تكنوقراط مع تقليص عدد الوزراء، مع الاستعانة ببعض الوزارات الحاليين، ومعهم خبراء لديهم القدرة على معالجة شبه الانهيار الاقتصادي، ولكن تبقى العقبة الوحيدة للطرح الفرنسي وحتى السياسي في لبنان حول من سيمثل وزارة الخارجية اللبنانية، بالإضافة إلى أن الطرح الفرنسي يتضمن حلا للبيان الوزاري ومن المتوقع أن يكون شبيها للسابق لكنه يتضمن نقاطا جديدة خاصة بالوضع الاقتصادي فقط".

وكان قال عون، إنه لم يتلق ردا من المتظاهرين على مبادرة الحوار التي طرحها في منتصف الشهر الماضي، معترضًا على رفع المتظاهرين شعار "كلن يعني كلن"، قائلًا: "هذا شعار يعني أن لا "أوادم" في البلد، وهذا خطأ لأن في لبنان أشخاصًا لديهم الكفاءة للنهوض بالبلد"، فيما طالب المتظاهرون المعترضون على الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان بالهجرة خارج البلاد.