رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الله في حياة يوسف وهبي.. حاول تجسيد شخصية أحد الرسل وبنى مسجدًا في المسرح.. وهذا سر علاقته ببابا الفاتيكان

يوسف وهبي
يوسف وهبي

كثير من المواقف الدينية التي عاشها الفنان الكبير يوسف وهبي في المسرح والسينما، وكان ملتزمًا إلى حد أنه عين إمامًا للصلاة في مسجد صغير ألحقه بالمسرح، وهذه قصة تستحق أن تروى.

سافر وهبي إلي إيطاليا بعد الحرب العالمية الأولى مع صديقه محمد كريم ودرس التمثيل هناك، ولم يعد لمصر إلا عندما علم بوفاة والده ليأخذ ميراثه والذي كان مقداره عشرة ألاف جنيهًا ذهبيًا.

وبحقه في الميراث قام وهبي بإنشاء مسرح وفرقة رمسيس، التي تعد أشهر وأهم مسرح عربي في التاريخ، ليقدم فيه الراويات التي تحض علي الفضيلة والأخلاق والقيم وتبث فيهم روح وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وحتي يؤكد وهبي علي هذه النظرية أنشأ مسجدًا في قلب المسرح وعين فيه إمامًا ومؤذنًا، وكان يعطل البروفات أثناء أوقات الصلاة ومنع التدخين والخمور نهائيًا سواء من الجمهور أو الفنانين، ومن يراه يدخن سيجارة من الفنانين يوقع عليه جزاءً كبيرًا، أو يطرده خارج الصالة من الجمهور.

وكان وهبي دخل في معركة كبيرة عندما أراد أن يقوم بتجسيد شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في فيلم سينمائي، وعندما علم الأزهر الشريف بذلك رفض بشدة، واتصل أبناء الأزهر الشريف بالملك فؤاد ملك مصر آنذاك، ومنعه من القيام بالفيلم بل وهدده بسحب الجنسية المصرية عنه وطرده خارج مصر.

فاستجاب لذلك مما أصدر بعدها الأزهر الشريف وثيقة تمنع فيها تجسيد الأنبياء والصحابة علي الشاشة العربية أو المسرح.

وكان يتمني تجسيد شخصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حبا فيه وليؤكد للعالم سماحة الرسول والإسلام ولكن لم يقصد شئ آخر.

رسخ يوسف وهبي الفن للناس كقيمة وقامة وميثاق شرف ومنبر يجسد فيه أسمي المعاني حتي أن شيخ الأزهر الشريف الدكتور عبد الحليم محمود قال له "نحن كأئمة من الممكن ان نقف على منبر ونعظ منه الناس، ولكن أنتم كفنانين إذا التزمتم ستقومون بالوعظ في ملايين الناس بصورة غير مباشرة".

ومنحه بابا الفاتيكان جائزة تقديرية لدوره البارز في إيعاظ المجتمع وهو المسلم الوحيد الذي يحصل على هذه الجائزة.

يذكر أن يوسف وهبي قدم أهم نجوم الفن في التاريخ العربي، ومن بينهم محمد فوزي لأول مرة في فيلم "سيف الجلاد" عام 1946، وقدم فاتن حمامة في فيلم "ملاك الرحمة" عام 1946، وقدم عبد الحليم حافظ أمام المسرح الغنائي كبديل عن صباح في فقرتها، متحملًا المسئولية.
ومن المفارقات الغريبة و النادرة أنه أول من قدم أنور وجدي في فيلم "الدفاع" عام 1935 وكان أجره 15 جنيه فتأخر أنور وجدي عن الميعاد ليصور آخر مشاهده في الفيلم فعاقبه بأنه لم يعطه أجره 15 جنيه إلي أن دارت الأيام و بزغ نجم أنور وجدي و أصبح من أهم فتيان الشاشة فعرض علي يوسف وهبي الإشتراك في فيلم "غزل البنات" عام 1949 فوافق و في نهاية التصوير حصل يوسف وهبي علي أجره ناقصا منه 15 جنيه وعندما استفسر عن السبب ذكره أنور وجدي بأول أفلامه.

نال يوسف وهبي لقب البكاوية بعد أن شاهد الملك فاروق العرض الخاص لفيلم "غرام و إنتقام" عام 1944.

ظل يقوم بأدوار التراجيدي طوال عمره الفني إلي أن أعاد إكتشافه في الكوميديا المخرج فطين عبد الوهاب في فيلم "إشاعة حب" عام 1960 ويعد من أهم أدواره و أخفها وتلي هذا الفيلم الكوميدي بعدة أفلام كوميديا أخري مثل "اعترافات زوج / شنبو في المصيدة / البحث عن فضيحة".

جسد دور رجل البوليس في أبهي صوره الإنسانية في تاريخ السينما المصرية في فيلم "حياة أو موت" و "مفتش المباحث".

وبسبب كلمة قالها في حوار فيلم "ميرامار"، وهي "الإشتركيين وقعوا في بعض" كاد الفيلم أن لا يعرض لولا تدخل الرئيس جمال عبد الناصر ليوافق علي عرضه.

أحبته بل وعشقته رفيقة درب حياته الفنية و أهم تلميذاته أمينة رزق وعزفت عن الزواج بسبب هذا الحب، بينما تزوج من امرأة من خارج الوسط الفني وكانت متزوجه قبل منه ومعها بنت فقام برعاية هذه البنت كما لو كانت إبنته بحق حتي أنها راحت ضحية ركابها أحد الخيول الخاصة بيوسف وهبي الذي كان يمتلك أسطول خيول وماتت وهي في ريعان الشباب مما أثر عليه جداً و جعله يدخل في أزمة نفسية ظلت معه سنوات عديدة حتي أمها لم تحزن عليها حزنه.