رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«روح الفراعنة».. مهندسو المتحف الكبير يروون رحلة البناء (فيديو)

جريدة الدستور

صرح عظيم يلتف حوله المهندسون والعمال، بعضهم انشغل في أعمال وضع الرخام الخاص بالحوائط، والبعض الآخر انغمس في ترتيب القطع الأثرية، التي انتقلت مؤخرًا إلى المكان الذي فتح أبوابه أمام بعض الوفود السياحية؛ ليشاهدوا المراحل الأخيرة للانتهاء من المتحف الذي يتم افتتاحه العام المقبل، هنا المتحف المصري الكبير.

«الدستور» رافقت الجنود المجهولة في رحلة بناء المتحف خلال المراحل النهائية قبيل افتتاحه، من خلال جولة مصورة داخله.




المشرف على المشروع: «أنجزنا ٩٥٪؜ من المتحف.. وأعمال التشطيب الأكثر دقة»

المهندس مصطفى طارق، الاستشاري المشرف على مشروع المتحف الكبير، يقول: «بدأنا العمل في المشروع منذ عام ٢٠٠٢، وخلال هذه السنوات عملنا بجهد كبير ليكتمل المشروع كما وضعه المصممون، وبالطريقة التي تُبهر العالم ليس فقط بالآثار الهامة التي سيتم عرضها بالمتحف، ولكن أيضًا بالتصميم الذي وضع للمبنى الجديد».

يضيف: «تضافرت جهود العديد من شركات المقاولات المصرية لتنفيذ المشروع بالشكل المبهر، والذي بدأت ملامحه في الظهور»، مشيرًا إلى أن المشروع مصري ١٠٠٪؜ فالأيادي التي نفذته مصرية والمواد المستخدمة مصرية والشركات المنفذة والمشرفة محلية.

٦٠٠٠ عامل ومهندس في كل التخصصات، وقفوا في الموقع لمدة 24 ساعة يومية، مقسمة بين ورديات للانتهاء من المشروع في الوقت المحدد له، وتم إنجاز ٩٥٪؜ من المشروع ونعمل الآن في مرحلة التشطيبات النهائية.

يرى المهندس أن الهدف الأساسي في وسط تكدس العمل، هو الحفاظ على أرواح العمال ولم تحدث إصابة واحدة قوية منذ بدأنا التنفيذ، وحتى الآن نتيجة إجراءات الأمن والسلامة التي اتبعها في جميع مراحل العمل التي مرت بالمشروع صعبة.

يختتم: «كانت المراحل الأكثر أهمية هي المراحل الأولى والأخيرة، من حفر ورم خرسانة احتاجت مجهود ضخم؛ نظرًا لكمية الخرسانة التي تم وضعها ومراحل التشطيب النهائية أيضًا صعبة، لأنها تحتاج إلى تركيز كبير ودقة حتى يخرج المشروع مطابقًا لما تم رسمه».


مدير السلامة المهنية: «مهمتي الحفاظ على أرواح العمال»

خلف تلك الجنود المجهولة، يقف رجل آخر مهمته هي الحفاظ على أرواحهم، وسواعدهم التي سيحتاجها الوطن في مشروع قومي آخر فور الانتهاء من المتحف المصري الكبير، هو المهندس أيمن سيد، مدير السلامة والصحة المهنية بالمشروع.

"سيد" مهمته الأولى والأخيرة هي تأمين العمال منذ دخولهم باب المتحف في الثامنة صباحًا حتى الانتهاء من عملهم في الخامسة مساءً خلال الثمان ساعات عمل، وعودتهم سالمين إلى ذويهم مرة أخرى.

يقول مدير السلامة المهنية، في حديثه مع "الدستور": الإصابات شيء وارد في كل موقع عمل، لكن وجودنا يقللها وربما يمنعها نهائيًا، ونحافظ قدر الإمكان عليهم، فصنعنا ممرات آمنة للسير عليه، ودربناهم على الصعود باستخدام السقالة، وكيفية استخدام المعدات والنقاط الآمنة بالموقع".

يستخدم "أيمن" في عمله علامات ملونة لإرشاد العمال على المناطق الآمنة، فيعرف في الموقع اللون الأخطر بآمان الاستخدام، أما الأصفر فيعتبر تحذير من المرور أو استخدام الآلة، وهو ما جعل معظم الإصابات للعمال بسيطة تكون ناتجة عن سوء التصرف منه فقط.

وعن شعوره بالمشاركة في ذلك المشروع القومي، يقول: أهلي فخورون بعلمي كأحد أفراد أكبر مشروع قومي مصري، ويشاهدون الصور دائمًا ويشجعونني، وفي انتظار يوم الافتتاح لأكبر متحف في مصر والشرق الأوسط".
 
مهندس الواجهات: «نستخدم اللغة الهيروغليفية للتعبير عن شخصية المتحف»

واجهات المتحف هي أول شيء سيقابله الزوار عقب الافتتاح، فلا بد أن تحكي تراث مصر الحضاري وتتحدث بلسانها ولغة الأجداد من الفراعنة، كانت تلك مهمة سامح صدقي، مهندس معماري ومسؤول واجهات المتحف المصري الكبير.

عمل "صدقي" في مشروع المتحف منذ عام 2016، وتخصص في واجهات المتحف والتي تبدأ من نادي الرماية القريب من المتحف حتى الطريق الدائري، ومن خلالها ستظهر روح المتحف للزائرين.

عن ما يميز تلك الواجهات، يقول: "الواجهات تحكي تراث مصر الحضاري، وبها أكثر من مادة بداية من الرخام حتى الزلط وأخيرًا الكريستال، إلى جانب الأضواء التي ستنير طريق السياح ليلًا إلى المتحف".

يبدأ كل يوم عمله في السابعة صباحًا حتى الخامسة مساءً، وأحيانًا يظل حتى الوردية الليلة التي تبدأ في الخامسة حتى السابعة صباح اليوم التالي، ويعمل معه 5 مقاولين، جميعهم يتحدثون اللغة الهيروغليفية، حتى يستطيعون تصميم الواجهات بتلك اللغة الفرعونية.

ويوضح أنهم انتهوا من 95% من الأعمال، ومن المقرر أن يتم تسليم المشروع بالكامل خلال عام 2020، مشيرًا إلى أن دلالة قرب الانتهاء هو التصريح للسياح بالدخول في الوقت الحالي لمشاهدة التشطيبات النهائية.

يضيف: "لقد زرت متاحف كثيرة حول العالم، منها متحف اللوفر، لا أحد يضاهي المتحف المصري الحالي، فيضم قطع آثرية تخطى عمرها 4 آلاف عام لا يوجد منها في العالم سوى في هذا المتحف، ومنها قطعة تخص "توت عنخ آمون"، و10 آلاف قطعة ذهبية لم تعرض في أي متحف آخر، فالمتحف المصري يضم أكبر وأقدم عدد من القطع الأثرية".

ومن المتوقع أن يستقطب المتحف بعد افتتاحه أكثر من 5 ملايين زائر سنويًا وسيكون أكبر متحف خُصص لحضارة واحدة، ويضم مباني الخدمات التجارية والترفيهية ومركز الترميم والحديقة المتحفية، التي سيزرع بها الأشجار التي كانت معروفة عند المصري القديم، وتقدر تكلفته بحوالي 550 مليون دولار.