رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«إحداهن تسببت في حريق».. أغرب حكايات أغنيات حكيم

جريدة الدستور

كان الاتفاق أن يثني الفنان حميد الشاعري "حكيم" عن طريق الغناء بعد اتفاق مع شقيق الثاني، لكن الموهبة فرضت نفسها وتبدل الاتفاق ليشارك حميد الشاعري في صياغة شكل جديد للأغنية الشعبية بتدعيم إنتاجي من شركة "سونار"، وتبدأ مرحلة مهمة في تطوير الأغنية الشعبية عما كانت عليه من ناحية الألحان والكلمات، فضلًا عن التغير الشكلي لمظهر المطرب الشعبي الذي ظهر به"حكيم"، الشاب ذو العيون الملونة، المهندم، الوسيم، الذي مزج العاطفي بالشعبي، أدخل كلمات الناس اليومية في قالب عاطفي بألحان رشيقة.
كان من بين المشاركين في صياغة الشكل الفنيلـ"حكيم" الشاعر الغنائي أمل الطائر والملحن الموسيقى عصام توفيق، بعدما وقع عليهم الاختيار على "الطائر" من شركة"سونار" كونه من الأسماء البارزة في مجال تأليف الأغنية الشعبية وقتها، وشارك في نجاحات عديدة مع مطربين كبار أمثال حسن الأسمر، مجدي طلعت، عبد الباسط حمودة، وغيرهم، أما"توفيق" تعاون مع حكيم في ألحان أغنياته.
"الطائر" و"توفيق" يروون للـ"الدستور" حكايات بعض أغنيات كانوا شاهدين على صناعة في ألبومات"حكيم".

أغنية "نظرة"
«كلمة كلمة منى كلمه منه نظرة نظرة منى نظره منه، قلبى قالى أنه قالى أنه هو ده اللي بحس بيه، كلمة كلمة منى كلمة منه نظرة نظرة منى نظرة منه»، كتب الشاعر الغنائي أمل الطائر كلمات أغنية"نظرة" لتكون عنوان شريط الكاسيت الأول لـ"حكيم" عام 1991.
يقول"الطائر"،شركة سونار للإنتاج الفني اختارتني بعد رحلة من البحث عن أشهر الأسماء في سوق الأغنية الشعبية، المحققين لنجاحات من المطربين، فالتقيت بالفنان حميد الشاعري والملحن حسن إش إش، واتفقنا مع لجنة مكونة من الشركة على صياغة شكل جديد من الأغنية الشعبية يتوافق مع طموح الشركة الفني، ويلائم صوت وشخصية"حكيم".
ويضيف، خلال مسيرتي الممتدة مع"حكيم" منذ فترة التسعينات إلى الآن، نادرًا ما أكتب أغنية ثم تُلحن، ما يحدث هو العكس، أكتب الكلمات بناءً على اللحن وهو ما حدث في أغنية"نظرة" التي لحنها حسن إش إش، وخلقنا جو من البهجة الفنية بعيدًا عن الكآبة التي كانت تسيطر على معظم كلمات وألحان الأغنية الشعبية آنذاك.

أغنية"نار"
أما الملحن عصام توفيق، يقول، في وقت طرح شريط كاسيت"نظرة" لـ"حكيم" صدرت أغنيات من ألحاني مع المطرب مجدي الجندي، ولاقي لحني لأغنية"أعمله إيه ابو قلب قاسي" إعجاب "حكيم" فزارني في مكتبي بشارع سليمان باشا(طلعت حرب حاليًا).
فتّش"حكيم" في كلمات الأغنية الموجودة بمكتب"توفيق"، ولم يعجبه شىء، لكنه سمح لحن أغنية"نار"، فهلل وفرح، يقول ملحن الأغنية الشعبية:"بعدما سمع اللحن، طار وفرح، ده كان صياد شاطر، بيعرف يختار اللحن الحلو والكلمات اللي تناسبه، وأثناء تنطيطه وفرحته ولعت النار في العمار اللي كنّا فيها".
صدرت شريط"حكيم" بعنوان الأغنية"نار"، لكن الرقابة على المصنفات الفنية اعترضت على كلمة"نار" المكتوبة على غلاف شريط الكاسيت، فغيرنا العنوان بكلمة "حبيت" وكُتبت بشكل كبير، وكتبنا أيضًا كلمة "نار" بشكل أصغر منها، ونجح الشريط نجاحًا كبيرًا.

أغنية"افرض"
اعتزل أمل الطائر العمل الفني حزنًا على وفاة شقيقه إنسان الطائر شريكه في نجاحات كبيرة بالأغنية الشبابية والشعبية، لكن "حكيم" يجهز لألبوم غنائي جديد، واقترح شكل موسيقي معين وطلب من الملحن عصام توفيق تنفيذه بكلمات من أمل الطائر.
يقول عصام توفيق، نفذت اللحن لكن بقيت الكلمات، فذهبت لمنزل أمل الطائر الذي طردني من منزله، بسبب حزنه وعدم رغبته في التأليف مرة أخرى، لكنه لم يفلح، وأصريت على يخرج من حزنه بالعمل، فاستجاب قائلًا:"طب سمعني اللحن خلينا نخلص".
يروي الملحن متعجبًا، سمعت كلمات الأغنية من أمل الطائر وكأنه يحفظها منذ سنوات، وكأن ملاكًا من السماء يلقي بالكلمات في أذنه، ويرددها هو علىّ، وكانت كلمات أغنية"افرض":(افرض مثلًا مثلًا يعني إني خاصمتك یوم م انت تاعبني ومغلبني ومنسیني النوم).
لكن "حكيم" لم يحسم أمره من الكلمات، بعدما سمعها من عصام توفيق وأمل الطائر في منزله بمدينة نصر آنذاك، وتملكهما الإحباط، فاتفقا على أن تكون الأغنية كاملة من نصيب المطرب الشعبي الراحل مجدي طلعت الذي أعجب وتحمس لها، بعدما سمعها لحنًا وكلمات من خلال الهاتف.
بعد عدة أيام، قرر"حكيم" أن يعدل عن رأيه، ويغني الأغنية، يقول"عصام توفيق":"لقيت حكيم تحت البيت عندي بالعربية، وعاوز الأغنية" قولتله:" م هو احنا إدناها لمجدي طلعت بعد م عجبتكش"، رد:"لا أنا مقولتش حلوة أو وحشة، والأغنية دي بتاعتي".
اتجه"حكيم"و"توفيق" لمنزل أمل الطائر الكائن بمنطقة فيصل بالجيزة، واعتذروا للمطرب مجدي طلعت، لتكون من نصيب"حكيم".

أغنية"بيني وبينك خطوة ونص"
أما حكاية الأغنية"بيني وبينك خطوة ونص" يروها "حكيم بنفسه، في أحد حوارته، يقول:"كان لدي كلمات أغنيتين، فدمجت كلماتهما، بعد اتفاق مع المؤلفين، وجلسة عمل لمدة 10 أيام، وضفرّت اللحن".