رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اصطفاف عربى لإنقاذ المنطقة بقيادة مصر


حان الوقت لاصطفاف عربى بقيادة مصر، كما هو دورها على مر التاريخ.. المنطقة العربية يحوطها الكثير من التحديات والأزمات، وهى بحاجة إلى رجاحة عقل وحسن تصرف.. العدو الإسرائيلى الذى يعمل بالوكالة تجاوز المدى من تدمير واستهداف أوطان وشعوب عربية وإن لم يفلح بعد فى تنفيذ مخططه للنهاية.. عدو متربص بنا بقيادة الأرعن الأهوج «بنيامين نتنياهو»، رئيس وزراء إسرائيل، ماض فى تنفيذ أهدافه، لا يبالى رغم تحذيرات العقلاء له.. مؤخرًا، اعتقد «نتنياهو» أنه قادر على تنفيذ ما يعرف بـ«مخطط الجنرالات»، أو بالأحرى إنتاج فكرة تهجير سكان غزة إلى أرض سيناء، فهذا الأرعن تدور فى رأسه أفكار مستحيلة وغير واقعية، كيف يتسنى له مثل هذه الأوهام بأن يعيد الفكرة مرة أخرى ويتجاوز الخطوط الحمراء، ينسى أو يتناسى الأرعن أن القيادة المصرية أعلنتها منذ بداية الحرب على غزة أن سيناء خط أحمر على مر الزمان.. هل أصاب العمى «نتنياهو»؟  أولم يدرك أن الصقور تحلق فى سماء سيناء؟ أو لم يستمع إلى همهمة الجنود المصريين وهم مرابطون على أهبة الاستعداد والجاهزية؟.. هذا الـ«نتن ياهو» منذ متى حارب جيوشًا وطنية بحجم جيش مصر؟ إنه لا يعرف إلا محاربة المقاومة، التى لا تملك أسلحة ولا مصرح لها بامتلاك بندقية، وإن كانت هذه المقاومة لديها من الإيمان والعزم بتحرير أوطانها وحدوده، والتاريخ يخبرنا بأن المقاومة الشعبية قادرة على تحرير أوطانها مهما طالت مدة الاحتلال.
تحركات مصر منذ 7 أكتوبر 2023 لم ولن تتوقف على الصعيدين الدولى والعربى؛ من أجل وضع نهاية لهذه الحرب الغاشمة على المنطقة العربية، لا سيما أن تهديدات «نتنياهو» امتدت لما هو أبعد من ضربات متتالية على جنوب لبنان وحرب إبادة لسكان غزة تجاوزت العام، ولم يتوقف أو يمتثل للقرارات الأممية التى تطالبه بوقف إطلاق النار.. مؤخرًا تصريحات نتيناهو بضرب المنشآت النفطية الإيرانية، ومن ثم جاء رد إيران فى حالة استهداف المواقع الحيوية الإيرانية سيكون الرد بضرب مصالح الولايات المتحدة وقواعدها فى منطقة الخليج محذرًا من استخدام الأجواء السعودية فى إطلاق الرشقات الصاروخية بين إيران وإسرائيل.. من هنا جاءت أهمية اللقاء بين القيادة المصرية ومحمد بن سلمان ولى عهد المملكة العربية السعودية، وإن تبدو زيارة سريعة، إلا أنها غاية فى الأهمية فى وقت تعج فيه المنطقة بالاضطرابات، هذا فضلًا عن ملفات أخرى لا تقل أهمية عن تهديدات «نتنياهو»، أو بالأحرى كل الملفات الأمنية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا ببعضها البعض.. من بين هذه الملفات المهمة، والتى تشكل خطورة على الأمن القومى العربى الاضطرابات الحادثة فى دولة السودان، وأهمية الدور المصرى السعودى فى وضع حل لإنهاء الحرب الدائرة بين الجيش السودانى بقيادة «البرهانى» وميليشيات الدعم السريع بقيادة «حميدتى».. هنا يتجلى الدور المصرى السعودى وعدد من الشركاء الإقليميين والدوليين ببذل الجهود الرامية لإيجاد حل سياسى للأزمة فى السودان، وأهمية إنهاء الحرب الأهلية، التى أدت إلى خسائر فادحة فى الأرواح وتشريد الملايين من الشعب السودانى. 
لم يتوقف اللقاء بين القيادة المصرية والسعودية عند هذا الأمر، بل هناك أمور عالقة بحاجة إلى تدخل دبلوماسية البلدين وحكمة القيادة، خاصة أن لبنان الشقيق أوشك على الانهيار بسبب الاعتداءات الإسرائيلية، وكلها أمور تتطلب أن يكون هناك موقف حاسم وقوى للبلدين «مصر والسعودية»، كما أن وساطتهما ووضع حلول ممكنة وسريعة من صالح لبنان.. هذا فضلًا عن مستقبل قطاع «غزة»، الذى لن يتحقق له الأمن والأمان إلا بجهود عربية تتكاتف جميعًا بقيادة البلدين مصر والسعودية أصحاب الرؤية والحلول الدبلوماسية.
كما أننا لا نغفل الجهود الاقتصادية التى تمت مناقشتها على هامش الزيارة، خاصة دعم المشروع الجديد، الذى يعرف باسم «رأس جميلة» على غرار مشروع «رأس الحكمة». 
إذًا لن يتحقق استقرار وأمن المنطقة دون تقارب فى وجهات النظر العربية- العربية، من أجل تحقيق أمن واستقرار الوطن العربى بقيادة مصر.