رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيديو.. الحكواتية والفنانون يجتمعون فى "زاكورة" المغربية

المهرجان الدولي للحكاية
المهرجان الدولي للحكاية والفنون الشعبية

افتتحت الخميس الماضي فعاليات الدورة السابعة من "المهرجان الدولي للحكاية والفنون الشعبية" FICAP في مدينة زاكورة جنوب شرق المملكة المغربية، ويستمر المهرجان حتى الثالث عشر من أكتوبر الجاري.

بدأ اليوم الأول للمهرجان بعروض الرقص الشعبية من تقديم فرقة "سوفيستك جوفي" البلغارية للفلكلور، والتي تقدم رقصات الريف البلغاري المعتمدة على حركات مجاميع من الراقصات بشكل متناغم، مصحوبة بشرح يسبق كل فقرة راقصة يبين جذور الرقصة تاريخيًا، ويشرح بالمثل المعنى المراد توصيله من كل عرض.

تلا ذلك عرض من فرقة الفنون الفلكلورية الإيطالية، وهي فرقة تقدم الموسيقى الحربية التي اعتادت القوات الإيطالية على عزفها في معسكرات الجنود وإبان فترات الحروب في العصور الوسطى، إذ تتكون بشكل رئيسي من قارعي الطبول، وحاملي الأعلام العملاقة، والقائد الذي يتولى تحريك كل هذه الجموع.

ونال العرض الإيطالي استحسان الجمهور، وتفاعل الحضور مع الموسيقى العسكرية، وهتف بعض الحضور باسم (صلاح الدين الأيوبي) في إشارة واضحة إلى أن الفرقة الإيطالية تقدم عروضًا موسيقية عسكرية تنتمي لحقبة الحملات الصليبية على المشرق العربي.

كما قدم الحكواتي المغربي إبراهيم الضلضالي، وصلة حكائية، ثم أعقب ذلك وصلة استعراضية لفرقة فلكلورية مغربية.

اليوم الثاني شهد الافتتاح الرسمي بحضور عامل مدينة زاكورة السيد عبدالرحيم شاهد، وبعض القيادات المغربية، كما شهد بالمثل تكريم بعض الفنانين الشعبيين والفلكلوريين من مختلف الجنسيات، وأبرز المكرمين كان محمد بوفال شيخ فن "الرسمة" الشعبي المغربي، وبوفال، هو بالفعل شيخ هذا الفن التراثي، حيث يبلغ الفنان من العمر 103 أعوام، قضى أغلبها في ممارسة هذا الفن وتطويره والحفاظ عليه ليسلمه للأجيال التالية من الفنانين. كما شهد اليوم أيضًا تكريم الفنان المغربي محمد حقي مؤدي في "الحضرة".

وكان لمصر، حضور ضمن فعاليات المهرجان، من خلال ورشات موجهة لطلبة المدارس في مدينة زاكورة، حيث يجري تدريب النشء والشباب على مهارة الحكي، باختيار الحكايات المناسبة، وغزلها بالتفاصيل، وتشجيع الصغار على الوقوف على المنصة دون تحرج أو ارتباك.

اليوم الثالث كان الأبرز في الفعاليات، بمعنى أدق أنه كان يوم الذي يجسد كلمة "مهرجان" حيث طافت الفرق المشاركة شوارع المدينة، لمدة تصل إلى الساعتين، كل الفرق في قافلة طويلة، يتصدرها شعار المهرجان، ثم يليها المشاركون الإيطاليون، ومن بعدهم الفرق التراثية المغربية، ثم الفريق البلغاري، وأخيرًا الفريق الكندي، ويحيط بكل هؤلاء أهل المدينة الذين شكلوا مسيرة موازية لمتابعة العروض المقدمة في المهرجان، رجالًا وأطفالًا وشيوخًا ونساء، وبعض أبناء الجاليات الأوروبية المقيمين في مدينة زاكورة والجهات المحيطة بها، مع تنظيم جيد من قوات الشرطة والدرك الذين تقدموا المسيرة بمسافة 100 متر ليؤمنوها ويوقّفوا الحركة المرورية في الشوارع التي تقصدها مسيرة الفرق التراثية والفلكلورية.

انتقل المشاركون بعد ذلك إلى الساحة الخارجية للمركز الثقافي في مدينة زاكورة، حيث عادت الفرق المشاركة لتقديم عروض جديدة، وتألقت في هذه الفقرة الفرق التراثية المغربية، حيث قدمت إحدى الفرق رقصة (أقِلّال) المعتمدة على السيوف والخناجر والطبول البسيطة، وهي رقصة تُعنى باستعراض القوة وأيضًا إظهار مدى التناغم بين مجموعة كبيرة من الراقصين تتجاوز الـ15 عنصرًا.

أعقب ذلك تقديم عرض فلكلوري مغربي آخر، حيث قدمت إحدى الفرق عرضًا يطلق عليه (رقصة النحلة)، وهي رقصة تنتمي لمدينة في الجنوب المغربي، ويجري تأديتها في الأعراس والأفراح والمناسبات السعيدة، وتتكون من 4 سيدات، و5 رجال، واحد من الرجال هو قائد ومنسق الرقصة، بينما يصطف باقي الرجال في صف قصير، والنساء كذلك، ومن بعد ذلك يجري تبادل المواقع وتشكيل ثنائيات من راقص وراقصة، مصحوبة بهتافات جماعية وأصوات تشبه الزغاريد المصرية.

الحكواتي المغربي إبراهيم الضلضالي: أتمنى المشاركة في محكى القلعة بمصر
ينتمي الحكواتي المغربي الشاب إبراهيم الضلضالي إلى مدينة صفرو قرب فاس، وحضوره في مهرجان زاكورة هو الثالث له، كما شارك في مهرجانات تراثية أخرى في دول مختلفة كالإمارات وكوريا الجنوبية وغيرهما..

يقول الضلضالي: "أشعر بمسئولية كحواتي شاب، مسئولية أن تكون جسرًا بين الماضي والمستقبل، لتنقل التراث كما تلقيته وتضعه بأمانة بين أيدي الأجيال الصغيرة، المسئولية لا تأتي من هنا فحسب، وإنما هناك أيضًا مسئولية أن تضع لمستك كفنان، فلا تكتفي بمجرد النقل، أحب أن يكون لي بصمة خاصة".

يطالب الضلضالي بتوفير الدعم لمرتادي أفق الحكايات، الدعم المادي والمعنوي، ويؤكد أن وزارة الثقافة المغربية لا توفر هذا الدعم، و حتى الجهات الأهلية، على الرغم من أن الحكواتي يتجشم متاعب جمة بالسفر والتنقل بحثًا عن الحكاية، التي يسافر من أجلها إلى شيوخ الحكايات في قراهم البعيد ، ليقتنص حكاية منهم.

وعن فن الحكاية يقول الضلضالي: "الأمر لم يعد مقتصرًا على القصص التراثية، ولم يعد مقتصرًا على الشكل القديم للحكاية، الآن بوسعك أن تمزج بين الحكاية بشكلها التقليدي مثلاً وبين شبكة الإنترنت ومواقع التواصل ليخرج الحكواتي بصيغ جديدة للحكي، ويمكن كذلك تقديم روايات معصرة وترجمتها إلى حكايات تلقى شفاهة في وقت وجيز، وأيضًا يستفيد الحكواتي المغربي من الحكايات الشعبية من بلدان مختلفة وعلى رأسها مصر، التي تتمتع بتراث حكواتي عريق، وغيرها من البلدان أيضًا كالإمارات وموريتانيا وتونس والجزائر والعراق وغيرها من البلدان العربية وغير العربية أيضًا.
واختتم الضلضالي حديثه الخاص لـ"الدستور" مؤكدًا رغبته في المشاركة في الفعاليات الثقافية المرتبطة بفن الحكي في مصر، وعلى رأسها "محكى القلعة". لا سيما أن هناك الكثير من الموروث الثقافي المشترك بين بلدان شمال إفريقيا، مثل السيرة الهلالية وغيرها: "هذا التواشج الثقافي يمثلني، أحب أن أحضر إلى مصر لأروي لهم السيرة الهلالية من منظور مغربي.. ومصر هي أم الدنيا".