رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عيسى محمد العميرى يكتب: الإخوان.. ويمكرون والله خير الماكرين

جريدة الدستور

يتبين من خلال تحقيقات أجهزة الأمن فى جمهورية مصر العربية الأخيرة مع القيادى الإخوانى خالد المهدى «قائد خلية إخوان مصر بالكويت»، والاعترافات من قبله على عناصر إخوانية أخرى فى مناطق متفرقة من الدول العربية، أن مشروع هذه الجماعة هو مشروع خطير وكبير، ويكاد يتجاوز الدول العربية بمجملها، وذلك بالنظر الى أن ما يخطط له التنظيم يتجاوز كل الحدود التى يمكن أن يتوقعها أى إنسان بسيط.
ويكاد لا يتقبل عقله الباطن ما يراه من أعمال إرهابية يقوم بها هذا التنظيم من هنا وهناك، وفى دولة هنا ودولة هناك، وكل ذلك فى سبيل تحقيق مآرب قيادييه الذى يتخفون فى سراديب الظلام ويعملون من تحت إلى تحت، ويظهرون عكس ما يعلنون من قبلهم ومن قبل أعضاء تنظيمهم فى العلن، كما أن الاعترافات للقيادى المذكور أوضحت الكثير من خفايا الأمور وفضحت الكثير من المؤامرات التى كانوا ينوون القيام بها وتنفيذها فى دول عدة.
إن خطورة التنظيم الداهمة تطال كل فرد من أفراد المجتمع دون استثناء، حيث إن هذا التنظيم يقترب فى شكل أعماله وأسلوب عمله من أسلوب عمل المافيات المحترفة التى تعمل فى طريقين متعاكسين فى العلن وفى الخفاء.. فعندما تعمل فى العلن والتصريح بأنها جماعة تدعو للكلمة الطيبة والدفع بالتى هى أحسن حتى تكاد فى تلك التصرفات والأفعال أن تتفوق على أمهر الممثلين فى العالم.. فهذه الجماعة.. جماعة الغلو والتطرف وإلحاق الضرر بالأمم والمجتمعات وتخريبها لمآرب شخصية بحتة وأهداف تنظيمية لا تمت للدين بصلة.. بل على العكس من ذلك هى تشوه الدين وتتحدث باسم الدين وهى بعيدة كل البعد عنه.. وهذا وجه من وجوهها الخطرة التى يتوجب التنبه لها على الدوام.. ومن أوجه خطورة هذا التنظيم تحوره كما يتحور الفيروس الذى اعتاد على الدواء الذى يواجهه به المريض بنفس نوع الدواء.. فيعمل على تكوين مناعة ضد هذا الدواء ويتحور ويتغير فى شكله لتجنب الخطر.. فكذلك هذا التنظيم هو يتحور من خلال إنشاء تنظيمات أخرى بمسميات جديدة كليًا وبعيدة عن اسم أى علاقة بالتنظيم!.. ولكن فى الحقيقة هى تعمل لصالح أهداف التنظيم الإخوانى الأساسى.
ونجد هذا المثال واضحًا فى التنظيمين اللذين تنبهت لأعمالهما بريطانيا منذ أكثر من عامين تقريبًا، وهذان التنظيمان هما «حسم» و«لواء الثورة» التابعان لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر، وهما منظمتان إرهابيتان!.. وقد كان لجهود بريطانيا المتمثلة فى تتبع هذين التنظيمين ومراقبة أعضائهما بشكل دقيق أن تثمر عن اكتشاف علاقة هذين التنظيمين بالراعى الأساسى لهما وهو تنظيم الإخوان المسلمين فى مصر.. وعملت بريطانيا على التركيز الدقيق، ولكن وعلى الرغم من كل تلك التطورات والتفاصيل التى توصلت إليها إلّا أن هذا لم يكن كافيًًا بسبب قيام هذين التنظيمين بعمليات إرهابية فى بريطانيا عددها أربع عمليات راح ضحيتها أكثر من ٤٠ مواطنًا ومقيمًا فى بريطانيا.. فجاءها الإثبات سريعًا على إرهابية التنظيم.. وأيضًا على الرغم من عدم قدرة بريطانيا فى بداية الأمر على إنهاء حال الجدل الداخلى فى أوساط السلطتين التشريعية والتنفيذية حول علاقة جماعة الإخوان ببنية التطرف والإرهاب، والافتقار للأدلة الدامغة ضد الإخوان، وهذا الأمر هو ما يشكل خطرًا كما أسلفنا.. ومن ناحية أخرى نقول بأن ما قامت به بريطانيا قبل سنوات عدة من تكليف رئيس الوزراء البريطانى للسير جون جنكينز للتحقيق فى أعمال وأنشطة جماعة الإخوان والمنتمين لها فى بريطانيا، وبالتعاون الذى قام به السير جنكينز مع بعض الحكومات فى الدول العربية، فكانت نتيجة هذا التحقيق عدم الإدانة وعدم البراءة.. كانت تلك النتيجة وخيمة على بريطانيا فكانت النتيجة كما أسلفنا عمليات إرهابية تمت على يد تنظيمات تابعة لجماعة الإخوان بمسمى بعيد عنه.. ولكن فى الحقيقة هى تنظيمات تنفذ أهداف الجماعة ومشاريعها الإرهابية لتحقيق مآربها!..
من هذا نصل إلى أن خطورة هذا التنظيم التى تجاوزت كل الحدود لهو أجدى بمواجهته والإشارة لخطورته فى كل مقام ومقال.. حتى لايستمر خطره داهمًا ودائمًا.. والله الموفق.