رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحاكم بأمره.. وعفرتو!


على ما يبدو دمه خفيف! وعلى ما يبدو جوه لطيف! وعلى ما يبدو شكله ظريف! وعلى ما يبدو حكيه طريف! وعلى ما يبدو هاوى إعلام! ولكن على ما يبدو قلمه سخيف!

وعلى ما يبدو أن زمان اليوم أضحى مقلوب اللون والطعم والرائحة، فبات الشريف منبوذا من مرتزقة الكلمة والقلم والقرطاس.. فعندما ينصبُ القادر جداره النارى فى وجه المبتزين لقضاء حوائج الناس، فلا شك أنه يصبح مقهورا رغم صفاء معدنه وطعمه الشاهى.

ولم تعد عبارة «الحاكم بأمره» فى موضعها، الطُهر والنزاهة والصرامة ضد الفساد المهنى العُمرى والصُبحى والجادى والشحتاوى وآخرين من بنى إبليس، وهذا بدافع إما الغباء المهنى أو الفشل الذريع فى نيل الملذات من هباب وكباب وجنيهات الذهب مقابل ترقية «عفرتو» إلى وكيل أو مدير مدرسة أو وكيل إدارة أو مدير عام أو وكيل وزارة أو وكيل أول وزارة أو البقاء على وزير عند تشكيل وزارة جديدة مقابل رُبع مليون جنيه مصرى فقط لا غير لتلميعه وتذويقه بورنيش الأحذية!

وليس من شيم الرجال أن تقذف بسهامك المسمومة فى وجه من خَسِرته وزارة التربية والتعليم، بسبب إصراره على تلقين غشاشى الثانوية العامة، سواء عبر الإنترنت أو التعدى على المدرسين بالسنج والمطاوى ومحاولة اقتحام ديوان عام وزارة التربية والتعليم درس تربوى، أو من أوشك على قضاء مدة خدمته بنزاهة وشفافية منقطعة النظير، وربما الذنب الوحيد الذى اقترفته أنها دائما ما تعفو وتصفح عن أنصاف الأقلام.. وترفض ملاحقتهم قضائيا على أمل أن تقتص منهم يوم يفر المرء من أمه وأبيه!

فمن كتب «الحاكمة بأمرها».. كم أصاب عينى بالرمد.. وكم أفقد شهيتى للقراءة للأسلوب الركيك دون القدرة على تفقير المقال أو ضبط إيقاعه لسبب أن مضمون المقال جاء خاويا ومخوخا للمضمون المحترم القائم على الصدق واحترام حواس القارئ وفتاكة عقله ليميز الخبيث من الطيب!

فمن قال «إذا ضل عالِمْ.. ضل عالَمْ».. فكم من «عوالم» توهموا أنهم «علماء».. وهذا ما بسببه اختلط الحابل بالنابل تاهت المعالم، وباتت الكلمات بلا معنى، لا سيما لغة الردح والغوغائية والثرثرة لابتزاز نبلاء القوم.

وما كنت أتصور أن أعيش زمن لوكع ابن لوكع.. فيصدقه بعض الناس ممن لا يملكون حواس الإنسانية والضمير الواعي. وما كنت أتصور أن البطون يمكن أن تمتلئ بمقابل الكلمة المحبورة بالكلام المعسول أن السب والقذف بلا أدنى حُمرة خجلْ.فعندما يلتقى «عفرتو» و«عبده مشتاق» على مائدة النفاق لبث سمومهم وعرقلة مسيرة التنمية فى مصر التعليمية، من الطبيعى أن يُسدد «الحاكم بأمره» سيف قلمه فى وجه أنصاف ذوى الأقلام قائلا لهم: إن ألقاب «المرأة الحديدية.. والحاكم بأمره» شرف لرضا مسعد وشاهيناز الدسوقى وطارق الحصرى»!

■ كاتب