رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد زيادة نسبته.. "الدستور" تكشف طرق علاج نفسي جديدة في مصر

جريدة الدستور

 

حالات اضطرابات نفسية عديدة في كل يوم تُسجل في الدفاتر الرسمية، كثير منها حالات اكتئاب وتعاطي وإدمان، حيث كشف مسح الأمانة العامة للصحة النفسية الذي تم 2017- 2018 أن أكثر الاضطرابات النفسية الحاصلة في المجتمع المصري هي الاكتئاب، لأن الأعراض الاكتئابية وصلت نسبتها إلى 40% يليها مباشرة اضطرابات التعاطي والإدمان.

 

ورغم تلك النسبة، فإن كثير من المصريين يخشون من زيارة الطبيب النفسي، مرجعين ذلك إلى ثقافتهم المبنية على أن العلاج النفسي للمجنون فقط، بالتالي فإن زوار الأطباء النفسيين من طبقة اجتماعية معينة مؤمنة أن العلاج النفسي مهم كأهمية العلاج الجسدي، لذا تم ابتكار أساليب جديدة تكشفها "الدستور" في السطور التالية.

 

"شيزلونج" .. موقع للعلاج النفسي "أونلاين"

 

وبالبحث، كان من أبرز الطرق البديلة هي المنصات الإلكترونية، منها موقع "شيزلونج"، الذي يتيح التعامل بين المريض والطبيب، وذلك من جلسات أونلاين، تتم عبر شبكة الإنترنت أو المكالمات "الفيديوكول"، والتي قد تم تأسيسها في فبراير ٢٠١٤.

 

بالتجول داخل الموقع، فإن طرق التعامل المالية فيه تتم من خلال الدفع عن طريق البطاقة الائتمانية من داخل مصر وخارجها وفودافون كاش وفوري من داخل مصر فقط، وتختلف سعر الجلسة من معالج لآخر، ويكون موضحًا على صفحة كل معالج، ويتم الدفع في كل جلسة.

 

وبسؤالهم عن الخصوصية التي تعد مصدر أزمة كل شخص يخشى الذهاب لطبيب نفسي، كانت الإجابة أن الموقع يتيح للمستخدم التسجيل باسم مستعار، كما أن الجلسات على الموقع غير مسجلة ولا يمكن الدخول عليها إلا من قبل الطبيب و العميل فقط.

 

مريم: العلاج "أونلاين" يتيح خصوصية أكبر

 

مريم محفوظ، فتاة عشرينية وأحد مستخدمي هذا الموقع، تقول إن الفكرة ممتازة، فهي تتيح خصوصية أكبر، خاصة أننا في مجتمع لا يرحم المريض النفسي من الاتهام بالجنون أو أنه بعيد عن الله، والحل في زيادة العبادة لا زيارة الأطباء.

 

وأكدت "محفوظ" لـ"الدستور"، أن الموقع به نخبة من المعالجين النفسيين، ويقدمون خدمة راقية بها كل أنواع الخصوصية التي نحتاجها.

 

مسئول "شيزلونج": أطبائنا لديهم رخصة من وزارة الصحة

 

وتواصلت "الدستور" أيضًا مع أحمد أبو الحظ، أحد المسئولين عن موقع "شيزلونج"، قال إن الفريق الطبي الذي يعمل في الموقع مرخصين من وزارة الصحة والأمانة العامة للصحة النفسية، كذلك المعالجين النفسيين الموجودين أيضًا مشترطين حصولهم على رخصة من الأمانة العامة للصحة النفسية، والفريق مكون من 70 طبيب نفسي و80 معالج نفسي.

 

"زوار الموقع ليسوا مداخل ن مصر فقط، بل هم موزعين على 70 دولة تقريبًا على مستوى العالم من متحدثي العربية، وفئة الأعمار التي تزورنا هم من سن 20 لـ 45 عامًا، أما الأكبر سنًا فنسبتهم قليلة، ولعل أبرز المشكلات المعروضة على المعالجين هي الاكتئاب والمشاكل الزوجية والجنسية"، الحديث لا يزال لـ"أبو الحظ".

 

وعن فكرة كون الحالات غير مسجلة، أكد أن البديل هو تسجيل الطبيب لملاحظات خلال حديث الحالة معه ليصف له أفضل طرق التعامل مع مرضه، مشيرًا إلى أن أكبر عقبة في طريق فكرة الموقع هي عدم إيمان كثير من الناس بفكرة العلاج النفسي، وتم القضاء عليها نسبيًا من خلال قيامنا بحملات توعية بالأمراض النفسية وضرورة علاجها وأنها قابلة للعلاج".

 

واختتم بقوله: "تعدينا الـ 55 ألف عميل وهذا معناه أننا نجحنا في تقبل فكرة العلاج النفسي أونلاين".

 

"التضامن" تعلن برنامج "نفسي" جديد

 

في يوليو ٢٠١٧، اعتمدت وزارة التضامن الاجتماعي برنامجًا جديدًا إلى مستشفى الطب النفسي ومكافحة الإدمان بقصر العيني جامعة القاهرة، لعلاج الإدمان بالمجان، تحت مسمىMatrix Iop model، وهو برنامج تم اعتماده في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1980 من قبل الدكتورة جينا أوربيت.

 

ويعمل هذا البرنامج بنظام توجيهي معين، حيث يعيش المريض بمنزله ولكن مع عدد ساعات علاج ببرنامج منظم لمدة 16 أسبوعًا، ولكن يمكن تمديدها لمدة عام اعتمادًا على احتياجات العميل، كما يتضمن البرنامج جلسات خاصة لعلاج الانتكاسات.

 

 

وتعلق عليه الدكتورة مها وصفي، أستاذ الطب النفسي بكلية طب قصر العيني، في تصريحات لها، إن المستشفى يقوم بهذا البرنامج، ويستمر لمدة ٦ أشهر، متضمنًا حل المشكلات الأسرية والنفسية للمدمن، وتقديم الدعم العائلي، كذلك تعليم المدمن مهارات اجتماعية جديدة، ويوجد جلسات خاصة للحديث مع الأهل عن كيفية التعامل مع المدمن.

 

الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسي، يوضح أن النسبة الأكبر من المنتحرين هي من فئة الأعمار من 14 إلى 30 عامًا، وأي ضغط نفسي في هذه المرحلة يكون علاجها لديهم هو الانتحار حتى لو كانت المشكلة بسيطة، موضحًا أن كل شخص لديه ما نطلق عليه "الذهن الخلقي في المخ" وهي المسئولة عن استدعاء الأفكار الغريبة

 

وأشار "فرويز"، في تصريحاته ل"الدستور"، إلى أن من يقدم على هذا الفعل يعاني من "الاكتئاب السوداوي"، وعلاجه هو حجز المريض بالمستشفى لمراقبته ومنعه من الإقدام على الانتحار أثناء فترة العلاج.

 

وحسب منظمة الصحة العالمية، يعتبر الاكتئاب من الاضطرابات النفسية الشائعة، فعلى الصعيد العالمي، يعاني أكثر من 300 مليون شخص من جميع الأعمار من الاكتئاب.