رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لصوص إلكترونية».. احذر التليفزيونات الذكية تسرق بياناتك

جريدة الدستور

يحاول الكثيرون استحداث كل ما هو جديد من أجهزة تكنولوجية؛ لضمان تحقق أكثر وسائل الراحة والجودة، ويسارعون لشراء الأجهزة الذكية كالهواتف المحمولة وغيرها، والتي أثيرت حولها الكثير من الشكوك وثبتت قدراتها في سرقة البيانات الشخصية لمستخدميها، والتجسس على أدق تفاصيل حياتهم اليومية.

من بين أحدث تلك اللصوص الإلكترونية كانت "التليفزيونات الذكية"، والتي ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أنها تقوم بتسريب بيانات المستخدم الحساسة إلى شركات مثل Netflix وGoogle وFacebook حتى عندما تكون هذه الأجهزة في وضع عدم التشغيل.

والواقع بالفعل يؤكد أن هناك متضررين من تلك التليفزيونات الإلكترونية، فمن المعروف قدرة الهواتف المحمولة في سرقة البيانات، بيد أن الجديد والغريب هو التليفزيونات. "الدستور" تحدثت مع عدد من متضرريها، إلى جانب خبراء كشفوا كيف تسرق تلك التليفزيونات بيانات المواطنين؟

أميرة أحمد، 24 عامًا، طالبة بكلية نظم ومعلومات، تقول إنها تمتلك جهاز تليفزيون ذكيًا منذ عامين، وسعت إلى شرائه نظرًا لتفضيلها استخدام الوسائل الأكثر تكنولوجية بجميع الأجهزة لما تحققه من راحة وأمان.

فوجئت ذات مرة أثناء إلحاق "فلاشة" بجهازها الذكي بالتقاطه صورة لها، وعرضها في نفس الوقت الذي فتحت به كاميرا هاتفها المحمول، الأمر الذي أثار مخاوفها على حسب وصفها، وجعلها تشعر بأن جهازها الذكي بإمكانه اختراق خصوصيتها بأي وقت بل وإرسالها لأي جهه غير معروفة.

المهندس وليد رمضان، نائب رئيس شعبة مستوردي المحمول والأقمار الصناعية، يوضح أن كل جهاز ذكي من الممكن أن يستخدم كأداة للتصنت ونقل المعلومات إذا تعمد ذلك، مشيرًا إلى أنه من المستبعد أن تترصد الشركات الكبيرة المواطن البسيط لتنقل تفاصيل حياته بشكل متعمد.

أضاف أن كل ما يجب فعله هو توخي الحذر أثناء التعامل مع الأجهزة الذكية، واتباع الأساليب التي تضمن ذلك مثل تغطية الكاميرات الموجودة بها في حالة عدم الاستخدام، وكذلك الحرص عند تواجد أي من الفنيين المتخصصين أثناء استخدامه للجهاز، للتأكد من عدم إضافته لأي من برامج التجسس على أي من الأجهزة الذكية.

بينما أكدت دراسة جامعة "نورث إيسترن"، التي أجريت على 81 جهازًا مختلفًا، في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وجدت حالات ملحوظة من اختراق للمعلومات، وقال الباحثون إن "أمازون وجوجل وأكامي ومايكروسوفت" كانت أكثر الشركات التي يتم إرسال المعلومات لها بشكل متكرر، ويعود ذلك جزئيًا إلى أن هذه الشركات تدمج بعض الخدمات السحابية والشبكية للأجهزة الذكية لتعمل عليها.

أما شركة جوجل "Google" العالمية فأوضحت أنه مثل الشركات الأخرى يمكن لمطوري تطبيقات التليفزيون الذكي استخدام خدمات الإعلانات من Google، لعرض الإعلانات مقابل محتواهم أو قياس أداء الإعلانات، بناءً على تفضيلات المستخدم المختارة على الجهاز والموافقات، ويجوز للناشر مشاركة البيانات مع Google التي تشبه البيانات المستخدمة للإعلانات في التطبيقات أو على الويب.

وأضافت: "بناءً على الشركة المصنعة للجهاز أو مالك التطبيق، يمكن أن تشمل البيانات المرسلة إلى Google موقع المستخدم ونوع الجهاز وما يشاهده المستخدم داخل تطبيق معين حتى يمكن استهدافه بإعلانات مخصصة".

الأمر نفسه، تكرر مع علياء محمد، 28 عامًا، موظفة بأحد الشركات الأجنبية، والتي توضح أنه أثناء زيارة أحد الفنيين لمنزلها لصيانة جهاز "التليفزيون الذكي " الخاص بها، قام بتحميل أحد برامج التصنت على الجهاز، والتي من شأنها تصويرها طوال الوقت وتسجيل كل ما يحدث داخل الغرفة الموضع بها.

وعقب حصول الفني على صور خاصة لها بأوضاع في المنزل، بدأ يبتزها بتلك الصور والفيديوهات مقابل الأموال، وحين أبلغت مباحث الإنترنت كشفت التحريات عن وجود أحد برامج التجسس على التليفزيون الذكي بالمنزل.

كما كشف علماء وباحثون ألمان أنّ أكثر من 200 تطبيقًا، أندرويد من "جوجل بلاي ستور" يستطيع التجسس على مشاهدي التلفزيون الذكي من خلال نظام الموجات فوق الصوتية فيه، وأثار هذا الكشف مخاوف كبيرة، لا سيما أنّ شركة "سامسونج" للإلكترونيات، سبق أن نصحت زبائنها بعدم التكلم بأمور أمام شخصية التليفزيونات الذكية المصنعة من قبلها، وذلك عندما تكون خاصية إرسال الأوامر الصوتية مفتوحة.

وكذلك أكد بحث نشره موقع "أن تي في " الألماني، بين من خلاله أنّ أغلب مشاهدي التليفزيون لا يغلقون هواتفهم الذكية أثناء مشاهدتهم التليفزيون، بل يستعملونها للتصفح عليه أحيانًا، وفي ذلك اكتشف باحثون من جامعة "براونشفايغ" التقنية أنّ 234 تطبيق أندرويد في التليفزيون تواصل قراءة الأصوات الصادرة عن الهاتف وما تتضمنه من رسائل وتبليغات، رسائل نصية وصور وكذلك روابط يرسلها الأصدقاء وإيميلات يرسلها البنك أو وكيل الضرائب.

هذه الأصوات لا تسمعها الأذن البشرية، لكنّ الدوائر الإلكترونية المفتوحة للموجات فوق الصوتية التي تكثر في التليفزيون الذكي تلتقطه أو تعيد بثها لجهات لا يتوقعها المشاهد.