رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الديلر «عاطف».. «الدستور» تتبع دولاب المخدرات في قرية «ترسا» (صور)

ارشيفية
ارشيفية

طابور طويل من الشباب والفتيات، للوهلة الأولى تظن أنها جمعية استهلاكية أو مخبز آلي؛ بسبب الازدحام الشديد وتهافت الجميع عليه، إلا أنه بعد دقائق قليلة، يظهر شاب هو نقطة البداية لذلك الطابور، يقوم بتوزيع المخدرات على الشباب الملتفون حوله مقابل مبالغ مالية على مرآى ومسمع من المارّة.

هُنا قرية «ترسا» التابعة لمركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة، التي تردد اسمها كثيرًا خلال الفترة الأخيرة، ورغم أن لديها باع طويل في تجارة المخدرات، إلا أن انتشار فيديو طابور توزيع المخدرات على الشباب والذي عرف باسم «دولاب المنيب» آثار غضب واستهجان العامة.

فما حكاية هذه القرية؟ وكيف يتم توزيع المخدرات بها بتلك الطريقة؟. «الدستور» ذهبت إليها لكشف حقيقة دواليب المخدرات المنتشرة بها، والتي يأتي إليها مدمنين الكيف من جميع أنحاء الجيزة.

شوارع ضيقة ومتهالكة، اتخذ منها تجار المخدرات أوكارًا لهم، ليبيعون بها بضائعهم دون رقابة كافية من قبل الجهات المعنية، وأصبح الأمر مباح أمام الجميع سواء الكبير أو الصغير من أهالي المنطقة، بل أن معظم القاطنين هم زبائن هذه الدواليب، التي ربما يبحثون فيها عن السعادة.

الحصول على الكيف سواء حشيش أو ترمادول في تلك القرية، يُعطى مقابل 100 أو 200 جنيهًا، فالطوابير على الدوالبيب منتشرة في وضح النهار، حتى بعدما تم القبض على «الديلر» أو الموزع الذي ظهر في الفيديو المنتشر.

زبائن الدولاب: «أكثر من 10 دواليب في قرية ترسا»
ماهر السيد، 28 عامًا، من قاطني مركز أبو النمرس، يقول إن المنطقة يرتادها العديد من تجار المخدرات بشكل يومي، يتخذون الحواري والأراضي الزراعية الصغيرة مأوى لهم، يبيعون فيه أنواع مختلفة من المواد المخدرة مثل الحشيش والاستروكس والترمادول.

تجارة هؤلاء الموزعين لا تعمد على أهالي القرية فقط، ولكن تعدت حدودها وأصبحت مشهورة في المناطق المجاورة ليتردد عليها زبائن عدة من مختلف أنحاء محافظة الجيزة، بحسب «السيد».

وعن الفيديو الشهير لها يقول: «عاطف اللي ظهر في الفيديو ده واحد من ضمن 10 ديلرات في أبو النمرس، وكل شارع في أبو النمرس وترسا فيه دولاب مخدرات»، كاشفًا عن وجود أنفاق تحت الأرض يتمركز بها بعض الديلرات لبيع المخدرات بطريقة التخفي، بشرط التواصل معهم عبر الهاتف قبل المجئ إلى الدولاب.

شاب آخر من المنطقة يدعى «خالد.ع»، وأحد زبائن الدولاب، يوضح أن الديلرات يبدأون التواجد وتنظيم الدواليب بداية من الساعة 7 مساءً بشكل يومي، ولهم أماكن محددة لا تتغير إلا في أوقات معينة مثل مداهمة قوات الأمن لهم، وهذا نادرًا ما يحدث.

يضيف: «لكنه حدث بالفعل الأيام الماضية بالسبب الفيديو المروج للديلر عاطف، واختفى بعض تجار المخدرات من المنطقة حتى تهدئ الأمور لكنهم يتمركزون في أماكن أخرى يبلغون زبائنهم بها عبر الهاتف».

الأمر الأكثر خطورة، هو وجود أطفال صغار يعملون مع هؤلاء التجار والموزعين، ومهتم تكون الوقوف على أول طريق المركز لتأمين الشوارع، وإبلاغهم بالتحرك في حالة قدوم قوات الأمن، بحسب «خالد».

يضيف: «وبالفعل ينجحون في الهروب سريعًا مختبأين داخل منازل صغيرة يمتلكونها في منطقة أبو النمرس وترسا، ولم يكتفوا بتجارتهم في المواد المخدرة فقط بل أصبحوا يبيعون أنواع عدة من الأسلحة البيضاء والمُصنعة داخل ورش تصنيع السلاح خاصتهم».

قاطني المنطقة: «شجعوا أولادنا على الإدمان ونخاف من مواجهتهم»
أما قاطني المنطقة فربما اعتادوا تلك المشاهدات وأصبحت مألوفة لديهم، فيقول الحاج «إبراهيم منصور»، 49 عامًا، أحد أصحاب المحال في قرية ترسا، إن أهالي المنطقة تخاف من مواجهة تجار المخدرات.

يقول: «ولا تستطيع إجبارهم على ترك المكان وعدم البيع أسفل منازلهم، بسبب أعمال البلطجة التي يستخدمونها في التعامل مع أي شخص يعارضهم، كما فعلوا مع سيدة من قبل حين وجدت طفلها يقف معهم ويتعاطى المخدرات».

يضيف: «جميع الشباب ذو الأعمار الصغيرة في أبو النمرس وترسا مدمنين للمواد المخدرة بسبب تواجدهم الدائم، فهم يظهرون بشكل ملحوظ ويصطاف حولهم العديد من متعاطين المخدرات».

أما عن ظهور الديلر «عاطف»، فيؤكد أنه عقب انتشار الفيديو، اختفى لمدة يومين متتالين، حتى تم القبض عليه، مشيرًا إلى إن دولاب المخدرات التابع له لازال يعمل في نفس المنطقة حتى بعد القبض على صاحبه.