رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تحاور الفائزين في «مئذنة الأزهر»

جريدة الدستور

لا زال الأزهر الشريف يثبت لنا في كل يوم مدى محاولاته المستمرة للتجديد وعدم السماح بسيطرة التشدد والتعصب على أرجائه، وأدرك أنه إضفاء لمسة ثقافية وفنية عليه يزيد من نظرية وسطية الأزهر.

في أبريل الماضي، أعلن مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين عن مسابقة لاختيار أفضل قصائد عامودية باللغة العربية الفصحى عن الأزهر الشريف أو أحد شيوخه أو علمائه أو عن دور الأزهر وجهوده الجليلة في ترسيخ القيم التي يتبناها ويحرص على نشرها مثل: السلام، الأخوة الإنسانية، التعايش وتقبل الآخر، والمواطنة، فيحصل الفائز الأول على ٢٥ ألف جنيه ودرع "مئذنة الأزهر"، أما الثاني على ٢٠ ألف حنيه، والثالث ١٥ ألف جنيه، والرابع ١٠ آلاف جنيه، أما عن الخامس ٥٠٠٠ جنيه.

"الدستور" حاورت الفائزين في المسابقة، والذين أُعلنت أسماؤهم أمس الأول.

محمد المعصراني الفائز الأول بمسابقة مئذنة الأزهر، الذي تخرج في كلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالمنصورة عام ٢٠٠٢، عرف عن المسابقة من خلال أحد أصدقائه من الشعراء، وجعلته إمكاناته الشعرية يتقدم لها بكل ثقة، متيقنًا من الفوز فيها، بعد أن قرأ شروط المسابقة عبر بوابة الأزهر الإلكترونية.

"في آخر يوم"، بهذه الجملة استكمل "المعصراني" حديثه مع "الدستور" عن قصيدته "حدثني عن الأزهر"، قائلًا إنه لم يتسنَ له الاقديم في المسابقة إلا في آخر يوم لها، مرجعًا ذلك إلى الانشغال في العمل، وكذلك  بمناقشة رسالة الماجستير، فقد نوقشت رسالتي يوم 24 يوليو الماضي، وكان آخر يوم للاشتراك يوم، مؤكدًا أن القصيدة لم تكتب خصيصا للمسابقة، فقد كتبها في إبريل 2017، يعني من سنتين ونصف.

أما همام صادق، الفائز بالمركز الثاني، في المسابقة عن قصيدته "شموخ الأزهر"، تخرج في كلية اللغة العربية جامعة الأزهر ب المنصورة هذا العام ٢٠١٩، كانت بداية معرفته بالمسابقة من خلال أحد أصدقائه الذي أشار له في منشورها، وبالفعل تقدم عليها عاقدًا العزم على الفوز بها.

"صادق" يقول ل"الدستور" أن القصيدة أخذت منه مجهود ما يقرب من شهر ونصف، إلى أن أتمها ٣٥ بيتًا، وكتب نصفها في القاهرة والنصف الآخر في كفر الشيخ حيث يقطن، ثم أرسلها إلى البريد الإلكتروني الذي تم تخصيصه للمتسابقين، وذلك ليكون أمرًا سريًا غير متاح الاطلاع عليه سوى لأعضاء هيئة التحكيم.

ويروي الحاصل على المركز الثاني، أنه تم إرسال له دعوة بالحضور وتهنئة بفوزه في المسابقة دون الإعلان عن المركز، والذي تفاجأ به خلال حفل التكريم ، منتقلاً للحديث عن قصيدته التي دارت حول تاريخ الأزهر ودوره في ترسيخ القيم الإسلامية، ودوره في محاربة الإرهاب، أيضًا كان لدور شيخ الأزهر أحمد الطيب نصيب منها.

واختتم معنا أن اللجنة عقدت اجتماعًا مع الفائزين للتأكد من أن المشاركين هم من كتبوها بالفعل.

محمد رياض شكر، الفائز الثالث بالمسابقة، وهو لبناني الجنسية ومقيم في ألمانيا، ولا زال يدرس الرياضيات في جامعة زاربروكن بألمانيا، ولعله هو المتسابق الوحيد الذي خرج من تحت عباءة كليات الأزهر، ونجح في الاستحواذ على المركز الثالث بقصيدته "عطر الوصايا الخضر"، ذات الثلاثين بيتًا.

يحدثنا "شكر" أن معرفته بالمسابقة جاء عن طريق الفيسبوك، من خلال صفحات متخصصة في نقل أخبار المسابقات المختلفة، مشيرًا إلى أن القصيدة كُتبت فقط استجابة للمطلوب في مسابقة مئذنة الأزهر، مثنيًا على المسابقة في الالتزام بالموضوع المطلوب من تناول للأزهر الشريف عامة، مجيبًا بثقة: "نعم كنت متوقع الفوز فيها".

ويتذكر معنا أن اهتمامه بالشعر كان منذ سنوات المدرسة الأولى، لكنه يرى أن وقت البداية ليس له بالضرورة أي علاقة بالمستوى، وحين وصل إلى مرحلة متقدمة من الكتابة الشعرية، جعلته يعقد العزم على الفوز بالمسابقة، مؤكدًا أنه لم يطلب رأي أحد للتأكد من سلامة القصيدة لأنه دققها بنفسه.

وعن محمود صلاح الفائز الخامس بمسابقة مئذنة الازهر عن قصيدته "الأزهر المعمور"، تخرج في كلية أصول الدين جامعة القاهرة هذا العام ٢٠١٩، كانت بداية معرفتي بالمسابقة من خلال رؤية إعلان لها على صفحات التواصل الاجتماعي، فعقدت العزم على التقديم والفوز فيها، وبعد قراءة شروطها أصبحت متيقنًا من الفوز، فاجتهدت لكتابة القصيدة المطلوبة.

وتحدث "صلاح" مع "الدستور" حول نمط قصيدته التي التزم فيها بنوعية القصائد العامودية باللغة العربية الفصحى، مشيرًا إلى أن قصيدته دارت حول مدح الأزهر وشيوخه والأزهرية، كذلك عن فضل الأزهر على معاهد العلم، وختامها كان من قصة سليمان الحلبي الأزهري وقتله لكليبر.

وذكر الفائز الخامس أن كتابته للشعر بدأت منذ كان في الصف الأول الثانوي، فكان يعرضهم على معلم البلاغة للتصحيح له والتجويد، وفي فترة الكلية كان له صديقًا بليغًا فيعرض عليه أيضًا.