رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«رقابة تلفزيونية»..«الدستور» تحقق في مصير البرامج الطبية بعد قرار الأعلى للإعلام

مكرم محمد أحمد
مكرم محمد أحمد

فوضى عارمة انتشرت في البرامج التلفزيونية مؤخرًا خاصة في البرامج الطبية التي أصبح يعمل على تقديمها مذيعين غير مختصين بالمجال الطبي، بجانب استضافتهم لأشخاص غير مؤهلين للحديث بشأن الإرشادات الطبية، وترويجهم لمنتجات ومنشآت طبية عبر هذه القنوات دون تصاريح رسمية من قبل الوزارة المختصة أو نقابة الأطباء.

لذلك أصدر المجلس الأعلى للإعلام عدة قرارات من شأنها ضبط هذه البرامج التلفزيونية بمختلف أنواعها، وعلى رأسهم "البرامج الطبية"، وشملت هذه القرارات عدم عرض برامج مهداه أو بنظام تأجير الوقت إلا بعد العرض على المجلس وموافقته عليها، وذلك لتجنب الدعاية لمنتجات مجهولة المصدر، وعدم السماح أيضًا بظهور الضيوف الأطباء إلا بعد الحصول على موافقة من نقابة الأطباء ووزارة الصحة والجامعة التابع لها الطبيب، وذلك لتحديد مؤهله العلمي.

"الدستور" تواصلت مع نقابة الأطباء لرصد مدى تطبيق هذه القرارات من قبل المجلس الأعلى للإعلام، وتواصلنا أيضًا مع أحد مقدمي البرامج الطبية الشهيرة، وأطباء معتادين على الظهور في الشاشات التلفزيونية، لمعرفة مدى تاثير القرار على ظهورهم.

برنامج الدكتور: قرارات المجلس خطوة جيدة للحفاظ على المهنة

يقول أيمن رشوان، مقدم برنامج الدكتور بقناة القاهرة والناس، إن قرارات المجلس الأعلى للإعلام جاءت في مصلحة المجال الطبي عامة حتى يتم منع أي إدعاءات طبية من قبل أشخاص غير مختصين بهذا المجال، ومنع أيضًا الترويج للمنتجات الدوائية الغير مصرح بها من قبل وزارة الصحة، فالإرشادات الطبية للمواطنين سلاح ذو حدين يمكنها أن تقيد المتلقي ويمكنها أيضًا أن تضره.

ويضيف رشوان، في حديثه مع "الدستور"، "نعمل على هذه القواعد في برنامج الدكتور منذ بدايتنا، فلا يمكن استضافة أطباء غير معروف مؤهلهم العلمي أو اختصاصاتهم في المجال الطبي، فالكوارث تبدأ حين يتحدث الأشخاص في غير اختصاصاتهم، وقرارات المجلس الأعلى الإعلام صادرة من قبل رموز إعلامية كبيرة نثق بهم، ونعلم أيضًا أنهم يبحثون دومًا عن الحفاظ على هذه المهنة من الضياع".

وعن التواصل مع النقابة، "موافقة نقابة الأطباء بظهور أعضاءها في البرامج ضرورية للغاية، فهي تساعد في تسهيل الإجراءات من جانب مؤهلات واختصاصات الأطباء الذي سيظهرون على الشاشات التلفزيونية، فالبرامج دورهما توجيهي فقط للمواطنين حتى يتم اضافاتهم بالثقافة الطبية الكاملة، وهذه القرارات ستمنع حدوث خلل كما حدث في الأعوام الماضية".

النقابة: حان وقت ضبط قواعد البرامج الطبية في مصر

أعرب الدكتور محمد أمين، الأمين العام لنقابة الأطباء، في حديثه لـ"الدستور"، عن سعادته بهذا القرار الذي انتظرته النقابة طويلًا لتنظيم المجال الطبي بشكل أفضل، ويضيف قائلًا "نقف أمام مجموعة من الأطباء المعتادين على الظهور في البرامج الطبية بشكل مستمر وهم غير مقيدين بالنقابة من الأساس، كما يوجد البعض منهم من يغير في مستواه العلمي من أخصائي إلى استشاري".

ويقول أمين، إن النقابة تستطيع الآن التحقق من شخصيات الأطباء الذين يظهرون في البرامج التلفزيونية، ومن المادة العلمية المقدمة في البرامج، لأنه يوجد العديد من الأطباء الذين ادعوا صفات غير صفاتهم، وهذه الإجراءات ما هي إلا قواعد لتنظيم وضبط هذه العملية بطريقة سليمة.

وتابع امين، أنه ليس من الضروري أن يكون مقدم البرنامج أو رئيس التحرير من الأطباء ولكن التركيز على الضيف وعلى المحتوى المقدم في البرنامج هو الأفضل، مختتمًا "الإجراءات غير معقده وبسيطة للغاية، وعلى جميع البرامج والأطباء اتباعها فهي الملاذ الآمن والطريق الصحيح ، وفي حالة مخالفة البرنامج للبيانات الموجودهة في هذه التقارير سيقع العبء على معدين البرنامج وليس الطبيب".

الأعلى للإعلام: البرامج الطبية هي الأكثر مخالفة بالقواعد الجديدة

يوضح جمال شوقي، رئيس لجنة الشكاوي بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن جميع البرامج التلفزيونية التزمت بالقواعد الجديدة التي وضعها المجلس مؤخرًا بشأن المواعيد الزمنية، وأن المجلس يعمل على تطبيق باقي الضوابط الإلتزامات آملًا في استمرارها وتنوع المحتوى المقدم من قبل البرامج، مؤكدًا أن اللجنة الفنية تقوم بمتابعة البرامج ومدى التزامها بالضوابط المختلفة.

وأشار شوقي، إلى مخالفة البرامج الطبية لهذه القواعد، وعدم تطبيق الضوابط الجديدة حتى وقتنا هذا، فهناك أكواد ومعايير أقرها المجلس يجب الالتزام بها، كونها واحدة من أهم أدوات الإعلام التي تمثل قواعد العمل المهنية المُلزمة للوسائل الإعلامية والإعلاميين، وتحدد مواصفات الخبر وقواعد التغطية الإعلامية، وتضمن حقوق المشاهدين والإعلاميين، وتشمل قواعد التغطية الإعلامية المتخصصة (الأكواد).

فرويز: هناك أطباء يظهرون دومًا على الشاشات ويخطئون أخطاء مهنية جسيمة
ويقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إنه في غاية السعادة بشأن قرار المجلس الجديد كونه أحد الأطباء المعتادين على الظهور في البرامج التلفزيونية، ولأن هناك الكثير من الاستشاريين النفسيين الذين يظهرون في البرامج التلفزيونية، ويخطئون أخطاء مهنية جسيمة تسئ إلى جميع الأطباء والاسشاريين النفسيين.

ويضيف فرويز، في حديثه لـ"الدستور"، أن من خلال هذه الاجراءات سوف يتم ضبط معايير هذه المهنه حتى لا تسئ إلى أصحابها، وتتمكن النقابة أيضًا من الإشراف على المحتوى العلمي المقدم، كما يجب على المعدين التدقيق على صفة الضيوف ودرجاتهم العلمية، معبرًا أيضًا عن حبه لهذه البرامج مما تحرزه من نفع على الجمهور من وعي وإدراك، وعن قلقه بالنسبة للبرامج الإعلانية فهي تروج لأطباء ومنتجات مجهولة المصدر مقابل المال.