رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خدعة الشراء «أون لاين».. جروبات «فيس بوك» توهم المستهلكين بالمنتجات المستوردة

جريدة الدستور

لم يعد النصب يقتصر فقط على عمليات الشراء على أرض الواقع، إنما امتد أيضًا إلى العالم الافتراضي، فقد وجده الكثيرون وسيلة سهلة للوصوله إلى الثراء السريع، خاصة مع حالة الكسل التي أصابت أغلب المواطنين في عمليات الشراء من الأسواق، في الوقت الذي سهلت عليهم مواقف التسوق على الإنترنت عمليات الشراء أولان لاين دون أن يتكلف الجهد والوقت.

ولم يسلم هؤلاء من عمليات النصب، لاسيما السيدات منهم؛ لكون أصحاب تلك الصفحات الموجودة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يعلمون أن السيدات تميل إلى شراء ملابس ذات خامة جيدة وبأسعار مخفضة، فاستغلوا ذلك.

ولكن عند الاستلام يفاجئ المشتري أن الخامة عكس ما هو معلن عنه، ولكن بعد فوات الأوان وحصول أصحاب المنتج المُباع على أموالهم، دون السماح للمشتري بالاطلاع على المنتج إلا بعد رحيل فتى الشحن، بحسب وقائع خاصة رصدتها "الدستور".

انتصار عمر، سيدة في منتصف الأربعينيات من عمرها، تقول إن القيام بجولة تسويقية بين المحلات لشراء الملابس أصبح مُتعبًا بالنسبة لها، لذا وجدت أن الشراء أونلاين هو الحل الأمثل، خاصة وأنه يتيح لها معرفة كل أنواع الموديلات التي تغزو الأسواق، ويمكنها اختيار ما تريده بضغطة زر.

خُدعت السيدة بإحدى صفحات "فيس بوك"، التي تبيع الملابس؛ ولأن الأسعار فيها متوسطة وأشكالها متنوعة قررت التعامل معهم لشراء بعض ملابس المنزل (بيجامة)، إلا أنها بعد توصيل الطلب إليها اكتشفت أن مقاس الجزء العلوي أكبر من مقاس الجزء السفلي.

ظلت لما يقرب من أسبوع تحاول إعادة التواصل مع القائمين على الصفحة؛ لتبديل هذا الخطأ حتى وإن اضطرت لأن يكون الشحن على حسابها مرة أخرى، إلا أنها لم تتلق رد منهم، ولم تستفاد من المنتج الذي ابتاعته.

السوق المصرية ما زالت في بداية طريقها بالتجارة الإلكترونية، بحسب سعاد الديب، رئيسة اتحاد جمعيات حماية المستهلك لـ"الدستور"، مشيرة إلى أن ذلك رغم أنعدد مستخدمي الإنترنت الذي قارب ٥٠ مليون مستخدمًا.

وأوضحت، أن أغلب المستخدمين المصريين يدخلون الإنترنت للتعامل على مواقع التواصل الاجتماعى وليس عمليات البيع والشراء، فيما تتراوح نسب استخدام كروت الائتمان فى عمليات البيع والشراء بين ٣٪ و٤٪ فقط من بين مستخدمي الإنترنت في مصر.

نيفين حمزة، فتاة ثلاثينية، تقول إنها أثناء تجوالها بين صفحات "فيس بوك" وجدت إحداها تعرض فستان نال إعجابها، ووجدت عدد من الممثلات يرتدينه، فاطمئنت أن الصفحة موثوق منها، لكن حدث معها عكس ذلك.

وتروي"حمزة" أنها معتادة على شراء أغلب ملابسها أونلاين، وجدت أن سعر الفستان 690 جنيه و50 جنيه نظير الشحن، وأرسلت لهم قياساتها بشكل محدد، وطلبت قياسه قبل استلامه، لكن القائمة على الصفحة رفضت.

فوجئت بعد الشراء أن الفستان أكبر منها بنحو 20 سم، وحين عاودت التواصل معهم رفضت صاحبة الصفحة استرجاع المنتج أو تبديله، فكان ردها أن تذهب إلى فرع المحل في "جنينة مول"، وعندما ذهبت بالفعل لم تجد شئ تستبدله بهذا الفستان.

المادة 336 من قانون العقوبات، تحكم عمليات النصب، وهى تتطلب لتوافرها أن يكون ثمة احتيال وقع من المتهم على المجني عليه، بقصد خداعه والاستيلاء على ماله فيقع المجني عليه ضحية الاحتيال الذي يتوافر باستعمال طرق احتيالية، ويعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة، ولا تزيد عن سنتين في حالة.

ونصت المادة رقم ٨ على أن العقوبة هي: الحبس لمدة لا تقل عن٣ أشهر وغرامة لا تقل عن ٣٠ ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من استخدم الوسائل الحديثة دون وجه حق أو غيرها يعاقب وفقًا للقانون.

كذلك المادة ٢٤ من قانون جرائم البريد الإلكتروني، تعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ٣ أشهر وغرامة لا تقل عن ١٠ آلاف جنيه أو بإحدى العقوبتين كل من اصطنع بريدًا إلكترونيًا أو موقعًا أو حسابًا خاصًا ونسبه لآخر.

مروة: أرسلوا إليّ خامة سيئة عكس المعلن عنها
اعتادت مروة البداوري، في أواخر العشرينيات من عمرها، الشراء أونلاين سواء خلال فترة تواجدها في مصر أو خارجها، ولم تكن لها تجارب سيئة في أغلب مشترياتها، إلا أن المرة الأخيرة لها كانت الأزمة، بسبب إن خامات المنتج الذي ابتاعته كانت رديئة، على عكس ما كتبت الصفحة.

الأمر بدأ مع "البدراوي"، حينما كانت تبحث عن ملابس ذات مقاسات كبيرة الحجم، إلا أن الملابس جائتها أصغر مما طلبت، وليست بالجودة التي أعلنوا عنها، فالخامة سيئة وهي شتوية لا صيفية كما طلبت.

قامت السيدة بإرسال شكوى للقائمين على الصفحة، ولم يردوا إلا بعد أسبوع تقريبًا من رسائلها المتكررة، مؤكدين أنهم سيحاولون استرجاع المنتج، ومن يومها لم تلقَ أي رد، وحين تابعت التعليقات الموجود على صفحتهم وجدت أنها سيئة للغاية.