رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غرامات تخطت الآلاف.. أصحاب الخيول بالهرم: «بيوتنا هتتخرب»

جريدة الدستور

ما يقرب من شهر، تقوم خلاله الحكومة يوميًا بحملات لإزالة التعديات في منطقة الهرم السياحية؛ من أجل إعادتها إلى سابق عهدها بالوجه الحضارية المعهودة، والتأكد من أن لا شيء يعرقل السياحة هنا.

سار الأمر على وتيرة عادية بالنسبة لتلك الحملات، إلا أن صدام وقع مؤخرًا بين أصحاب الخيول في تلك المنطقة، بسبب بدأ الحكومة في تطهير منطقة نزلة السمان، وضبط المخالفات الموجودة بها.

تطلب الأمر منهم فرض غرامات على أصحاب الخيول هناك بسبب مخالفات سجلت لهم في الكمائن السياحية الموجودة في منطقة الهرم، والتي تراكمت عليهم وطُلبوا بها قبيل تطهير المنطقة من المحلات المتعدية وضبط المخالفات.

اعترض أصحاب الخيول والحناطير على حملات التطهير ودفع الغرامة. يقول "حسين. ن"، أحد أصحاب الخيول السياحية هناك، أن الحملة بدأت منذ شهر ولازالت مستمرة إلى الآن، يتم فيها إزالة كل المحلات المخالفة والمتعدية على المنطقة.

وأشار إلى أنه تم إمهالهم فرصة لفترة قصيرة حتى يتم تقنين أوضاعهم، وعقب ذلك تم إزالة جميع المحال المخالة وأماكن استراحة الخيول، موضحًا أنه بعد حملة الإزالة والتطهير طُلب منهم تسديد غرامات المخالفات المسجلة عليهم.

يقول: "الغرامات معدية الألفات ومحدش يقدر على تسديدها، غير أن حملة الإزالة أدتنا فرصة قصيرة لتقنين وضعنا، وإحنا كلنا ضد قطع الأرزاق بأي شكل"، مطالبًا بوجود هيئة أو نقابة للدفاع عنهم.

وأعلنت محافظة الجيزة، عن أن حملتها أدت إلى رفع 1150 كرسي 84 شاشة و118 ترابيزة متنوعة، وإزالة كل أنواع التعديات على المنطقة، وتحرير 36 محضر بيئة، 266 إزالة إدارية، وإزالة 6 غُرز شاي في محيط المنطقة الأثرية.

أما محمد.ع، أحد أصحاب الحناطير في منطقة الهرم، فيؤكد أن الجميع هنا يحمل تراخيص تصدر من محافظة الجيزة للعمل في تلك المهنة والتي تخص القطاع السياحي أكثر.

ويوضح أن الغرامات التي سيقومون بدفعها تبلغ آلاف الجنيهات سجلت عليهم منذ فترة طويلة، مبينًا أن حملات الإزالة كانت صارمة، ولم تمهلهم الفرصة الكافية لتقنين أوضاعهم أو إزالة حاجاتهم.

وأضاف: " لكن تسيبنا بالشهور والسنين وتيجى تضربنا على دماغنا حرام طبعًا، لازم يكون فيه نقطة شرطة أو رقابة ومحاسبة يومية، لكن إحنا دلوقتي بندفع تمن سنين وبشكل مفاجىء".

في آواخر العام 2018، صرح وزير الآثار، بأنهم بصدد بحث آليات بشآن وضع الخيالة وأصحاب الجمال والكرتات والباعة الجائلين" بمنطقة الهرم، والبالغ عددهم 1600 شخص.

وأضاف وزير الآثار: "هما بياخدوا تراخيصهم من الجيزة، ونحن لسنا ضدهم، وعايزينهم ياكلوا عيش وساهموا في حماية المنطقة، ولكن بعض المظاهر غير مقبولة، سواء فيما يتعلق بعملية البيع والشراء والأسعار، وطريقة معاملة السياح".

وتابع: "هؤلاء موجودين في منطقة البانوراما وأبوالهول، بنشوف إمكانية نقلهم إلى منطقة راقية، ووجود أماكن للأحصنة بطريقة متحضرة، مع السماح لهم بدخول المنطقة الأثرية بالدور وتحديد المكان والمدة".

وفيما يخص نزلة السمان، قال وزير الآثار، إنه تم عقد اجتماع مع محافظ الجيزة بحضور أهالي النزلة، مضيفًا "سمعنا مقترحاتهم ومشاكلهم، وكان ليهم طلبات صعبة التنفيذ، منها تواجدهم زي ماهما عايزين".

إسلام.خ، أحد المواطنين القاطنين في تلك المنطقة، يقول: "التنظيم والنظافة كلنا معاها، لازم يكون فيه رقابة يومية على المحلات دي، وأصحاب الخيول، واللى يخالف يتحاسب".

يضيف: "إحنا ضد قطع الأرزاق، بس شوارع الهرم بقت زحمة بسبب المحلات والخيول، وكلنا هنا ضد الفوضى ومع القانون يتعملهم محاضر فورية وغرامات مالية، لأنهم كل يوم خناقات".

يتابع: "البلدية بتنزل كل شهر، وبتاخد المعدات والبضايع وبتكسر التاندات، وبعدساعتين بيرجعوا تاني وكان شيئا لم يكن، يعني أخدو أكتر من مهلة، ومفيش فايدة".

يذكر أنه يوجد في منطقة الهرم بحسب ما أعلنته المحافظة، ما يقرب من 1200 خيال، كل منهم يمتلك قرابة 100 حصان، كما يوجد أكثر من 20 ألف مواطن يعيشون على تلك الخيول في المنطقة.