رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تحاور شباب مبادرة «دراجة لكل مواطن»

جريدة الدستور

عادة غربية وغير متداولة في مصر والوطن العربي، ورغم ذلك لاقت قبولًا واستحسانًا كثيرًا من المصريين، لاسيما أن أول من شجع عليها هو الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي اصطحب عقب توليه الحكم بخمسة أيام فقط مجموعة من الشباب لخوص ماراثون الدرجات على طريق الإسماعيلية.

الأمر تكرر بعد ذلك مرات كثيرة، فيتم تنظيم ماراثون يشارك فيه الرئيس الشباب بركوب الدراجات والسير بها لمسافات طويلة، ولم يقف إلى هذا الحد، بل إن وزارة الشباب والرياضة أطلقت مبادرة رياضية قومية تحت شعار «دراجة لكل مواطن».

المبادرة في محتواها دعت الشباب لتوفير مصروفات المواصلات والمحروقات، والاستفادة من ممارسة ركوب الدراجات لما لها من فوائد كثيرة. «الدستور» حاورت عدد من الشباب حول تلك المبادرة وإمكانية استغنائهم عن المواصلات نظير ركوب الدراجات.

«صعب عندنا في المنيا إنه يتطبق، وخاصة للبنات»، تقولها سارة ممدوح، 32 عامًا، وتقطن في بني مزار منذ ميلادها، ولم ترَ فتيات ترتاد العجل إلا نادرًا، مؤكدة أن المجتمع ينظر لتلك الفتيات بشيء من السخرية؛ نتيجة للعادات والتقاليد التي تعوق تطبيق المبادرة.

تغلبت «سارة» على تلك العادات وأصرت على ركوبها العجل، فذهبت مع ابنة خالتها إلى الإسكندرية لركوب العجل، ووجدت عددًا كبيرًا من البنات يقوم بركوب الدراجات، فلم تخجل من الركوب معهم.

تصف ذلك اليوم، بأنه أجمل ذكرياتها، وتحمست بشدة لمبادرة وزارة الشباب والرياضة، والتي ستقوم بتوفير دراجات للجمهور بأسعار أقل من سعر السوق، وإتاحة نظام تقسيط السعر من خلال البنوك وشركات التقسيط.

وأشارت فتاة المنيا إلى أنها ستسرع بالذهاب إلى مديرية الشباب والرياضة بالمنيا الإعلان عن الدراجات لأهالي المنيا، قائلة: «أنا هروح بيها شغلي في مجلس المدينة أسرع وأوفر ليا من المواصلات».

كانت وزارة الشباب والرياضة، قد أعلنت في بيان لها عن خطتها لتنفيذ مقترح المشروع القومي للدراجات، بعد الموافقة على المشروع، وبدء تشكيل لجنة متخصصة لكل مديرية، وذلك بالتنسيق مع الاتحاد الرياضي المصري للمديريات.

ومن المقرر أن يعقد مؤتمر صحفي للإعلان عن المبادرة في سبتمبر المقبل، كما سيتم الإعلان عن المبادرة بجميع الهيئات والمؤسسات بمحافظات الجمهورية على عدة مراحل على أن تكون البداية بمحافظتي القاهرة والجيزة.

الدراجات لن تكون متوفرة للشباب فقط، ولكن كبار السن أيضًا. 
كامل حنفي، مدير مدرسة، أكد أن المبادرة ستوفر على المواطنين الكثير من الوقت والمجهود، كما ستمكن الجميع من التنقل بسهولة بين الأماكن المتباعدة عن بعضها البعض، قائلًا: «ركوب العجل تمرين رياضي لأي شخص عاوز يقلل وزنه، ويقلل السعرات الحرارية».

تابع حنفي أن المواطنين يلجأون إلى ركوب تاكسي أو مينى باص ذات التكلفة العالية حتى يصلوا إلى مقر عملهم ومنازلهم، فالدراجة ستوفر عليهم هذا المال المهدر، وتقلل من تلوث عوادم السيارات، بالإضافة إلى أنها ستقلل من الازدحام والتكدث المروري.

اتفق معه منصور سيد، طالب بكلية الطب جامعة القاهرة، قائلًا: إن تنفيذ مشروع «دراجة لكل طالب» يعد خطوة مهمة لتشجيع الطلاب على ممارسة الرياضة مما يجعلهم على أتم استعداد لتلقى المعلومات وفي قمة النشاط والحيوية.

وتابع منصور أن الدراجة ستساعد فى حل أزمة المرور، وبالتالي سيتمكن كل طالب من الوصول في الوقت المحدد كل محاضراته بالقاعات المختلفة والمتباعدة، بالإضافة إلى أنها هي قادرة على تحسين كافة وظائف الجسم وتسهم في المحافظة على الصحة.

استكمل: «يجب أن تكون الطرق ممهدة للمشاة حتى يمكن التنقل بسهولة فى الحرم الجامعي»، مضيفًا أنه يجب أن تكون هناك تدريبات لتعلم قيادة الدرجات حتى نتجنب أي مشاكل.


تهدف مبادرة «دراجة لكل مواطن» إلى تغيير ثقافة الانتقال اليومي للمواطنين في مصر وتحسين لياقتهم البدنية والصحية، وتشجيعهم على استخدام وسائل التنقل النشط، بدلًا من الاعتماد على وسائل التنقل الآلي المستهلكة للوقود والملوثة للبيئة.

ويتم تنفيذ المبادرة من خلال إتاحة الدراجات للجمهور بسعر مناسب «أقل من سعر السوق» بالتعاون مع شركات الدراجات، وكذلك توفير نظام تقسيط من خلال البنوك وشركات التقسيط.