رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العيد بطعم الغربة.. مصريون حول العالم يعيشون "الأضحى" بطريقتهم

جريدة الدستور

بدأت رحلة اغتراب "حسين توفيق" وعيشه خارج مصر منذ ست سنوات، خاضها وحده بعيدًا عن أسرته؛ نظرًا لعمله في أحد شركات السياحة العالمية، وخلال تلك الفترة تنقل بين عدة دول في شرق آسيا، أولها كان الصين حيث قضى سنتين، ومنها إلى ماليزيا، ثم استقر مؤخرًا باندونسيا.

"فيكي يابلدي اللي مش عند حد"، رغم تَمَلُّك "حسين" عدد من الامتيازات؛ نتيجة عمله الذي تضمن سفر، وتمتع دائم بزيارة أماكن سياحية عالمية، وتعرف على ثقافات شعوب مختلفة، إلا أنه يشعر بفقد أشياء كثيرة ببعده عن مصر، خاصة في المناسبات كالأعياد وغيرها.

يروي العشريني أنه مع اقتراب عيد الفطر والأضحى تبدأ مشاعر الحنين بالتهيج بداخله، فكثير من الطقوس التي تزخر بها الشوارع المصرية، وهذه الأيام يفتقد كثيرًا ملامح الاحتفال بعيد الأضحى.

لكن ما يهون عليه هذا العام، رغم أنه حاول أن يعود لمصر في العيد، لكن لتضارب مواعيد إجازته في سبتمبر مع العيد، حيث يقضيه في أندونسيا مثل العام الماضي؛ لطبيعتها الإسلامية، يذكر أنه في العيد الماضي، صاحبه صديق ليبي إلى مسجد في العاصمة "جاكرتا" لصلاة العيد، وإرتدى الجلابية الرسمية للشعب الإندونيسي، يكمل أن طقوس الذبح والأضحية هناك تختلف عن مصر كثيرًا، فهناك تقتصر على باحات المساجد، وتختفي مشاهد الذبح والدماء من الشوارع ووجهات المنازل، ثم توزع اللحوم على المصلين قاطبة، والباقية منها تطهى بها الولائم ويفطر منها كافة الحضور كبار وصغار، تستمر ساعات اليوم في حلقات الذكر والانشاد في ساحات المدن.


أضحى " المغرب ": اللحوم والشواء في كل خطوة

تجربة الاغتراب لم تشعر بها "رانيا زيدان"، كما لمسها " حسين"؛ وذلك لانها تعيشها في دولة عربية، انتقلت "رانيا" للرباط بدولة المغرب بعد زواجها من صديق مغربي لأخيها منذ عامين، كان الأضحى الماضي أول عيد ينقضي عليها خارج مصر.

تذكره جيدًا، فتروي "رانيا، أنها خرجت برفقة سلفتيها لصلاة العيد، مرتدية القفطان المغربي، حيث تخرج السيدات بعيدًا عن الرجال، الاستعدات للعيد هناك تبدء قبله بأكثر من أسبوعين كما هو الحال في مصر، ويبدء الرجال بشراء الأضاحي وأسياخ الشواء وكذلك التوابل الشهيرة بها، والمكسرات والقراصيا، والزبيب؛ لصنع الطواجن المغربية المعروفة.

تذكر "رانيا " أن المغرب تتشابه كثيرًا في مصر في طقوس الذبح، حيث تتحول الشوارع إلى مذبح كبير، وبحور من دم الأضاحي، يقوم أطفال الأسرة بتوزيع اللحوم على الأقارب والفقراء، ثم تجتمع السيدات؛ لطهو الوجبات بكميات كبيرة لاجتماع الأسرة كلها عليها في نهاية اليوم، وتستمر حفلات الشواء لثلاث أيام متتالية تتكرر فيها الزيارات والاحتفالات.

العيد في ايطاليا بارد كـ"جوها"

سافر مصطفى ابن محافظة المنوفية إلى ايطاليا منذ خمس سنوات؛ للعمل في مجال الشحن والتصدي، ما شجعه لفكرة الاغتراب في البداية، كان تواجده بصحبة أولاد عمه الذين سبقوه إلى هناك، لكن ظل يعاني من غصة في قلبه كل مناسبة يبعد فيها عن اشقائه وأمه.

يذكر الثلاثيني أن الأعياد تجدد في قلبه الحنين، لاسيما أنه في دولة يندر فيها العرب، والمظاهر الاحتفالية بكل المناسبات الإسلامية، فتقتصر المراسم على الخروج لصلاة العيد في أحد باحات المساجد الكبرى هناك، يقابل فيها مصلين من كافة الجنسيات.

وفي العيد الأضحى تحديدًا تفتقر المدن هناك لكافة أشكال البهجة، التي تتمثل لديه في النحر وتوزيع لحوم الأضاحي، فيذكر أنه يكتفي بشراء اللحوم الحلال من المتاجر، ويحاول أن يجتمع بأكبر عدد من أصدقائه وأقاربه للاحتفال معهم بصنع الوجبات المصرية من فتة ومحاشي.

يكمل "مصطفى" أنهم في كل عام يرتبون رحلة جماعية يتقابل فيها كل المعاف من الجنسيات العربية يحيون فيها الطقوس الإسلامية للاحتفال، ويشمل هذا التنزه وتعريف أطفالهم بما يدور في مصر وغيرها من الدول العربية في هذا اليوم، عن طريق محاكاة تشمل كافة المشاهد والطقوس حتى لا ينشأ أولادهم مشبعين بعادات، لا تشبه أوطانهم.