رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأقباط يبدأون "صوم العذراء" بالمدائح والتراتيل

جريدة الدستور

"ما أحلى صيامك يا عدرا أسبوعين فى السنة مرة، كل الناس بيستنوه مشتاقين عشان يصوموه".. بتلك الكلمات، يبدأ الأقباط الأرثوذكس صوم السيدة العذراء مريم، التى تحمل مكانة كبيرة لدى جميع المصريين،من يوم الأربعاء 7 أغسطس الجارى، على مدار 15 يومًا متتاليًا، على أن يختتم الصوم بقداس العيد الخميس٢٢ من نفس الشهر.

وتبدأ الكنائس التى تحمل اسم السيدة العذراء مريم بجميع المحافظات، أولى فعاليات النهضات الروحية، فى مساء كل يوم مع بدء الصوم، وتتضمن طقس صلاة العشية، زفة للسيدة العذراء، عبارة عن دورة يحمل فيها الأسقف أو راعى الكنيسة أيقونة العذراء ثلاثة مرات، مع مدائح العذراء مريم، التى يتلوها الشمامسة والشعب، ويتفاعل فيها النسوة بالزغاريد.

ويتضمن البرنامج اليومى للعذراء، كورال للأطفال أو الشباب يشمل مدائح وتراتيل العذراء باللغات العربية والقبطية واليونانية القديمة، وتتختم النهضات فى كل يوم بعظة روحية، تستضيف خلالها كل كنيسة أسقف أو كاهن أو خادم من مكان خارج الإيبارشية، حتى تنتهى فى تمام الساعة التاسعة مساءً.

وخلال الاحتفالات السنوية، التى أطلقتها الكنيسة القبطية خصيصًا لتكريم "العذراء" تلك السيدة التى اكتسبت مكانة كبيرة لدى جميع الطوائف، تستقبل أديرة وكنائس السيدة العذراء مريم الاف الزائرين للاحتفاء بها خلال الـ15 يومًا.

ومن أشهر تلك الأديرة والكنائس: "دير السيدة العذراء الشهير بالمخرق، وديرها بـ"درنكة" بالجبل الغربي لمدينة أسيوط، الذى يستقبل نحو مليونى زائر من مسلمين ومسيحيين بمختلف محافظات مصر، سنويًا، بالإضافة إلى دير العذراء الشهير ببياض، والذى يقع فى محافظة بنى سويف، ودير العذراء الجنادلة بأسيوط، والعذراء جبل الطير بالمنيا، وكنيسة السيدة العذراء مريم بمسطرد، الذى يأتى إليها الزوار من مختلف المدن للتبرك منها، بالإضافة لكنيسة العذراء مريم المغيثة بحارة روم.

"صوم العذراء" هو صوم من الدرجة الثانية، يسمح فيه بتناول الأسماك، ماعدا يومىّ الأربعاء والجمعة، وهناك بعض من الأقباط يمتنعون عن أكل الأسماك ويكتفون بالمأكولات النباتية فقط، وهناك البعض الأخر يصومون خلاله بالماء والملح فقط، وخاصةً أصحاب النذور، الذين لهم طلبات خاصة من الله وخلال فترة الصوم يزهدون الطعام ويترجون العذراء لتشفع لهم عند الله يلبى طلباتهم.

وعلى مدار ال15 يوم لصوم العذراء، تنتشر قوات الأمن المركزية بمحيط الكنائس والأديرة التى تحمل اسم "العذراء"، لتأمين الاحتفالات واستقبال الأقباط، بجميع المحافظات المصرية، حيث تضمنت الخطة التأمينية خط سير سيارات الزوار، وانتشار الأكمنة والتمركزات الأمنية على الطرق المؤدية إلى الكنائس، وانتشار القوات فى محيطها.

وتطلق الكنائس أيضًا دفعات كبيرة من الشباب فى خدمة الكشافة، لتنظيم الأقباط وتأمين دخولهم وخروجهم من الكنائس، نظرًا للأعداد الكبيرة من الأقباط الذين يتوافدون على الكنائس باعتبار تلك الأيام من أبهى وأحب أيام العام بالنسبة لهم.