رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى رحيله.. قصة حياة الروائى الروسى ألكسندر سولجنيتسين

جريدة الدستور

لم تشفع له جائزة نوبل للآداب التي حصدها الروائي الروسي "ألكسندر سولجنيتسين" في عام 1970، والذي حلت أمس السبت الموفق 3 أغسطس ذكرى رحيله، أمام قرار حرمانه من جنسيته الروسية والنفي خارج البلاد في 1974، على الرغم من أن الزعيم "خروشوف" هو الذي وقع بنفسه على قرار الموافقة بنشر روايته "يوم في حياة إيفان دينيسوفيتش" والتي عقد الحزب الشيوعي من أجلها اجتماع لبحث نشرها من عدمه، ونشرت بالفعل عام 1962.

ونفي خارج الاتحاد السوفيتي ليمضي أكثر من عقدين خارجها ليعود إليها مرة أخرى عام 1994 ويقضي نحبه فوق أرضها تحديدا في منزله إثر أزمة قلبية عام 2008.

إلكسندر كان لروايته "أرخبيل جولاج" كبير الأثر في لفت انتباه العالم للممارسات القمعية، التي يمارسها نظام "ستالين" ضد الروس، خاصة العمال في صحراء سيبريا الجليدية، والتي استند فيها على شهادات بعض المساجين في سيبريا وبعض أبحاثه الخاصة في تاريخ النظام الجنائي الروسي، وهو ما عاود فعله بصورة أوضح في روايته "جناح سرطان" والتي لم يتمكن في نشرها في روسيا، خاصة أن المناخ السياسي صار أكثر قمعا بعد تنحية خروشوف.

عاش "ألكسندر سولجنيتسين" عقب نفيه من روسيا، في ألمانيا الغربية لفترة قصيرة، ومنها إنتقل إلي سويسرا والتي سرعان ما يغادرها إلي الولايات المتحدة الأمريكية، ليستقر فيها حى عودته إلى روسيا عام 1994.

وقتها هاجمته الصحافة الروسية متهمة إياه بالخيانة على خلفية نقده للنظام السياسي الروسي، والحزب الشيوعي وممارستهما القمعية.

وقال عنه الرئيس الفرنسي الأسبق "نيكولا ساركوزي": "رفض سولجنستين مغادرة بلاده حتى يتمكن من فضح ممارسات السلطة بصورة أفضل، فنشر مخاطرًا بحياته "جناح السرطان" و"أرخبيل جولاج" اللذين شكلا مقاومة للقمع".

واعتبر "ساركوزي"، أن تصميمه ومثاليته وحياته المديدة والمضطربة تجعل من ألكسندر سولجنستين وريثا لدوستويفسكي إنه ينتمي إلى كبار الأدباء العالميين.

وقلده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 2007 جائزة الدولة الروسية الأرفع شأنا، وعن الجائزة قال سولجنستين: "في آخر أيامي، آمل أن تشكل المادة التاريخية التي جمعتها جزءا من وعي وذاكرة مواطني" تجربتنا الوطنية المريرة ستساعدنا، في حال تعرضنا لظروف اجتماعية مضطربة، في تفادي التعرض لاخفاقات مؤلمة".

وفي العاشر من ديسمبر 2018 وبالتزامن مع الذكرى الـ100 لميلاده، قاد ابنه عرض أوبرالي شهده مسرح البولشوي التاريخي، والذي حمل عنوان إحدى روايات سولجنستين "يوم في حياة إيفان دينيسوفيتش".