رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وردة وبليغ حمدى.. قصة حب أفلاطونى رغم الطلاق

وردة وبليغ حمدى
وردة وبليغ حمدى

تحل اليوم الإثنين، الذكرى الـ 80 لميلاد الفنانة الراحلة وردة الجزائرية، أحدى أهم المطربات فى تاريخ الأغنيه المصرية والعربية، ولا تزال أغانيها تسحر عشاق الطرب الأصيل، والتي أوقعتها في شباك الحب الذي استمر حتي وفاتها، وقدمت أجمل الإبداعات التي كانت ثمار علاقتها بالملحن الراحل بليغ حمدي.

بدأت العلاقة الفريدة قبل اللقاء، حينما استمعت الفتاة الجزائرية التي لم يتجاوز عمرها 16 عاما في احدى صالات السينما بفرنسا إلى أغنية "تخونوه" للفنان عبد الحليم حافظ في فيلم الوسادة الخالية، وأعجبتها لدرجة جعلتها تتعلق بملحنها دون أن تراه، وطلبت أن تلتقيه إذا سمحت الظروف.

وجاءت لحظة اللقاء، حينما دعيت للحضور إلى مصر، فشعرت بالسعادة لأنها ستلتقي بليغ حمدي، ملحن أغنية "تخونوه" التي تحبها، حتى تلاقت العيون وبدأت قصة حب "من أول نظرة"

انطلقت مع اللقاء الأول بين وردة وبليغ حمدي، عندما ذهب لتحفيظها أول لحن "يا نخلتين في العلالي" من فيلم "ألمظ وعبده الحامولي" مع الفنان عادل مأمون.

يقول بليغ: "لأول مرة أهتز حين أرى امرأة، لم تتحرك عواطفي تجاه أي امرأه إلا عندما رأيت وردة وأحببتها من أول نظرة"، وتمر الأيام ويقابل والدها طالبًا الزواج بها، لكنه رفض بشدة لأنه فنان وكان ابيها يرسم لابنته مستقبل آخر، وبالفعل زوجها لضابط جزائري رفض عملها في الغناء، وأنجبت منه رياض ووداد.

في أوائل السبعينيات، تبدلت حياة وردة بعدما طلبت من "بليغ" السفر للجزائر ليلحن أغنية "عيد الاستقلال الجزائري"، ليلعب القدر دوره وتخوض وردة معارك عديدة من أجل العودة للفن، خاصة بعد أن أقنعها "بليغ" ألا تحرم جمهورها من صوتها، وأن تتجه لمصر لتبدأ رحلتها الفنية.

أمسك بليغ حمدي بالعود وجاءته فكرة أغنية "العيون السود"، التي كتب عدد من كلماتها في هذا التوقيت، وبعدها بعام ونصف انفصلت وردة عن زوجها، وعادت إلى مصر وغنت "العيون السود" في عام 1972، التي أكمل كتابتها الشاعر محمد حمزة، وقال عنها وجدي الحكيم أنها جسدت قصة حب وردة وبليغ.

وقيل إن بعض مقدمات الأغاني التي وضعها بليغ لأم كلثوم كانت رسائل غير مباشرة منه إلى حبيبته البعيدة، ومنها مقدمة أغنية بعيد عنك، الحب كله، سيرة الحب، أنساك، وأن أم كلثوم عندما علمت بالأمر قالت له مازحه:"انت بتشغلني كوبري للبنت اللي بتحبها".

وعادت وردة إلى مصر، وتزوجت من بليغ حمدي وتم عقد القران في منزل الفنانة نجوى فؤاد، وغنى فيه العندليب الأسمر"مبروك عليك"، واستمر الزواج 6 سنوات.

تزوجا في عام 1973، ثم انفصلا بعد 6 أعوام، ولم يكن للعلاقة المميزة سببًا للانفصال سوى تصريحات هنا وهناك بين الحياة غير المنظمة التي يعيشها بليغ حمدي، وخيانته المتكررة لها مع فنانات صاعدات، قيل وقتها ان الفنانة السورية "ميادة الحناوي" حب بليغ الجديد، فشعرت وردة بالإهانة وطلبت الطلاق.

بسبب الغيرة واعتياد وردة على الحياة الأسرية التي لم يكن بليغ قادر عليها، تدهورت حالة بليغ الصحية والنفسية، وأصيب بالاكتئاب، كما أصيبت وردة بعد الطلاق بانفجار الزائدة الدودية وكادت تفقد حياتها بسبب الحزن، ولكن حتى مع الفراق لم يتوقف الحب بينهما فكتب بليغ الذي لم تبرد نار حبه يوما أغنية بودعك، وطلب من وردة أثناء مكالمة تليفونية من فرنسا أن تغنيها وبالفعل غنتها وردة بشجن غير طبيعي.

ورغم الطلاق، إلا أن مشاعر الحب والمودة ظلت مستمرة، وظل بليغ يحب وردة إلى آخر يوم في حياته، حتى أن ابن شقيقه قال إنه كان يردد اسمها قبل وفاته في 1993.

ندمت وردة على الانفصال، وقالت: "تعاملي مع بليغ بعد انفصالنا خلاني ندمت على الانفصال، ولو كنت عرفت بليغ زي ما عرفته بعد الانفصال كانت الحياة استمرت بينا".