في ذكراها.. سهير القلماوي: لولا طه حسين لأصبحت "طبيبة"

في حوار لها مع الكاتب والمحاور مفيد فوزي، بمجلة الدوحة بعدد شهر يونيو لعام 1983، تحدثت الدكتورة سهير القلماوي، التي تحل اليوم 20 يوليو ذكرى ميلادها، عن علاقتها بعميد الأدب العربي طه حسين، قائلة: كان أبي بالنسبة لي هو نافذة الحرية، كان طبيبا يحلم بأن أكون مثله طبيبة، ولكني لم أعشق مهنة الطب وكنت دائما أعتقد أنها مهنة يناسبها "تكوين" خاص؛ وقد كان من الممكن أن أصبح طبيبة لولا الدكتور طه حسين الذي ذهبنا إليه للاستشارة في مستقبلي، فأشار علي دخول قسم اللغة العربية بكلية الآداب وتغير مساري.

وتوقفت خلال حوارها عند القيم التي استفادتها من لقائها الفكري بالدكتور طه حسين، وقالت إن أول قيمة تتذكرها جيدا هي الصلابة، وتابعت: ولو لم يكن طه حسين صلب الإرادة لما وصل إلى المكانة التي وصل إليها، وكنت أحس أنه يحرضني على الشجاعة، ويبذر في أعماقي أهمية الشعور باتخاذ المواقف، تعلمت من طه حسين التمسك بالحق، وكان دائما ما يقول "من لا يتمسك بحقه، يفرط في نفسه".

وذكرت "القلماوي": أنها تعلمت منه أن الاعتراف بالخطأ فضيلة، بل أهم الفضائل لأنها تنم عن تواضع مع علم، كما تعلمت منه معنى الالتفات العقلي.

واستطردت قائلة: كنت أحس أن الدكتور طه حسين يتمتع بالبصيرة، وإن حرمته الأقدار من البصر، ربما لا تعلم أنه صاحب فكرة رسالة الدكتوراه التي قدمتها، وكان الموضوع "ألف ليلة وليلة".