لم ينجح أحد.. حقيقة رسوب جميع طلاب مدرسة كرداسة بسبب «التابلت»

ربما تتقبل فكرة رسوب عشرات من الطلاب في مدرسة واحدة، أو فصل بأكمله من ضمن فصول عدة بالمدرسة؛ لصعوبة الامتحانات أو لغيرها من الأسباب الخاصة بالطلاب، لكن أن يرسب طلاب مدرسة بأكملها، هو أمر لا يصدقه الكثيرون.

ذلك ما حدث في مدرسة كرداسة الثانوية المشتركة "خدمات" بالكامل، بسبب تعطل تابلت أولي ثانوى، وفقًا لطلب إحاطة قدمه المهندس علاء والي، رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب، والنائب عن دائرة كرداسة.

النائب طلب مناقشة بيانه بشأن تلك المدرسة في أقرب جلسة، وذلك في حضور الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، بخصوص رسوب طلاب وطالبات المدرسة، أثناء أداء الامتحان باستخدام التابلت في أول تجربة لنظام غير مرغوب فيه من جانب هؤلاء الطلاب نتيجة لكثرة أعطاله، بحسب النائب.

علاء والي، يوضح لـ"الدستور"، أنه توجه إليه عدد من أولياء الأمور الذين يشكون رسوب أبنائهم، ووصل عددهم حوالي 1000 طالب، وكان الرسوب في المواد التي تم امتحانهم فيها باستخدام "التابلت" الذي تعطل كثيرًا أثناء الامتحان، والانتظار لحين استدعاء أفراد من الدعم الفني، لحل مشاكل الطلاب، ولذلك تم استبداله بالامتحان الورقي، ما عطل الطلاب.

يشير إلى أن ما وصل إليه من معلومات أن هذه الامتحانات الورقية لم يتم تصحيحها، وبالتالي حدث الرسوب، مؤكدًا أن الرسوب للطلبة لم يكن بجميع المواد التي امتحنوا بها ولكن في المواد التي امتحنوا بها ورقيًا فقط عقب تعطل التابلت فقط.

يؤكد النائب أنه يعتمد في بيانه للمجلس على ما جاءه من شكاوى الأهالي، ولا يعرف ما هي الحقيقة لذا تواصل مع مسئولي وزارة التربية والتعليم مطالبًا إياهم بتقديم بيان بحصر معدلات النجاح والرسوب، بجميع مدارس حي كرداسة، وهو ما قوبل من الوزارة بالترحيب كما وصف.

شهادات خاصة ساقتها «الدستور» من طلاب وأولياء أمور المدرسة حول تلك الواقعة، تقول "هالة" 35 عامًا، واحدة من أولياء الأمور: "ابني جاب ملحق في المادة اللي عطل فيها التابلت"، موضحة أن نظام تطبيق التابلت، تسبب في ظلم الطلاب بسبب أعطاله المتكررة.

تشير إلى أنه عندما تعطل التابلت تم استبداله بالامتحان الورقي المعتاد، مرجحة أنه لم يتم تصحيح هذه الامتحانات البديلة، ما تسبب في رسوب ابنها بالمادة.

الأمر نفسه، أكده أحمد عطية، 40 عامًا، والد أحد الطلاب بنفس المدرسة، بأنه على الرغم من تفوق ابنه، إلا أنه قد رسب في مادة التاريخ التي تم أيضًا استبدال التابلت بها بالامتحان الورقي بعد تعطل التابلت.

يشير إلى أنه يعلم جيدًا أن ابنه لا يستحق الرسوب على الإطلاق، ولكن التابلت هو السبب في تلك النتيجة، مشيرًا إلى أن التابلت ما زال يحتاج إلى إمكانيات عديدة لينجح استخدامه بمصر.

"نادية.م"، طالبة بالصف الأول الثانوي بمدرسة كرداسة، وإحدى الطالبات الراسبات أيضًا بمادة اللغة الإنجليزية، تؤكد أنها لم يسبق لها أن رسبت بأي من المواد الدراسية في جميع سنوات الدراسة، مشيرة إلى أن النظام الورقي بالامتحانات كان أفضل وأكثر أمنًا للمعلومات من التابلت الذي تسبب في الضرر النفسي للطلاب.

ورغم ذلك نفى أحمد صابر، مسئول المكتب الإعلامي بوزارة التربية والتعليم، رسوب المدرسة بأكملها، مؤكدًا أن نسبة النجاح والرسوب هذا العام تسير بالمعدل الطبيعي، بالمقارنة بالسنوات الماضية في جميع المدارس، ولا صحة لرسوب أي طلاب مدرسة بشكل كامل في الامتحانات.

وعن أسباب تداول هذه الشائعات تحديدًا في مدرسة كرداسة، أرجع صابر ذلك لكون حي كرداسة يمثل واحدًا من أكبر معاقل الإخوان، الذين يحاولون إثارة الرأي العام ضد قرارات الدولة الجديدة والتشكيك المستمر في كل نظام مستجد يتم تفعيله من قبل الدولة، حتى يتم إثارة الذعر بين المواطنين.

ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بالبرلمان، تؤكد أنها لم تتلق أي شكاوى من أولياء أمور لطلاب أولى ثانوي تفيد رسوبهم بسبب أعطال التابلت، موضحة أن الصف الأول الثانوي هو من سنوات النقل وليست بالشهادة.

وتوضح أنه تم تجهيز امتحانات ورقية كالمعتادة، يتم اللجوء إليها في حال تعطل التابلت، وهو ما حدث في تلك المدرسة بالفعل، واعدة بأنها ستتواصل مع مسئولي المدرسة لمعرفة أي من المشكلات التي واجهتهم في عمليات التصحيح وخلافه.