رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحة المستشارة.. أطباء يختلفون حول تشخيص مرض ميركل: السكرى أو الغدة الدرقية

جريدة الدستور

منذ أن ارتعش جسد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مرتين، فى موقفين مختلفين، وظهرت أمام الكاميرات وهى لا تستطيع السيطرة على جسدها، تبارى الأطباء حول العالم لمحاولة تحديد سبب هذا العَرَض الغريب، ومن بين الأمراض التى توقعوا أن تكون المرأة الأقوى فى العالم مصابة بها: السكر واضطراب الغدة الدرقية وانخفاض ضغط الدم.
حسب مجلة «بوليتيكو»، الأمريكية، فإن المخاوف تزايدت حول الحالة الصحية لـميركل، البالغة من العمر 65 عامًا، لأن هذا العَرَض ظهر عليها مرتين خلال أقل من 10 أيام، وكانت المرة الأولى خلال اجتماعها بالرئيس الأوكرانى الزائر، فولوديمير زيلينسكى، والثانية خلال لقاء ومؤتمر صحفى مع الرئيس الألمانى فرانك فالتر شتاينماير.
وقالت المجلة إن المتابعين رأوا المستشارة الألمانية ترتجف وتطوى ذراعيها باستمرار فى محاولة لمنع يديها وجسدها من الارتعاش، وأظهرت لقطات متلفزة عن الصعوبة التى كانت تواجهها وهى تحاول إبقاء الارتعاش تحت السيطرة.
وأضافت: «رغم ذلك قال المتحدث باسم ميركل، بعد فترة وجيزة من الواقعة، إن المستشارة الألمانية بخير، وإنها شعرت بتحسن بعد شرب بعض الماء»، مشيرة إلى الموقف الثانى الذى حدث خلال المؤتمر الصحفى مع الرئيس الألمانى، عندما هرع أحد المساعدين لنجدة ميركل وعرض عليها شرب كوب من الماء ولكنها رفضت.
ولفتت المجلة إلى أن الرعشة التى أصابت ميركل من الواضح أنه ليس لها علاقة بالشعور بالبرد، إذ إنها شوهدت وهى ترتعش دون توقف تحت شمس الظهيرة فى وقت سابق وهى تستقبل الرئيس الأوكرانى.
ووفقًا لصحيفة «بيلد»، الألمانية، تحرص ميركل على اصطحاب طبيب ومساعد طبى تابعين لوزارة الصحة الألمانية، عندما تسافر إلى القمم الدولية، مشيرة إلى أنه من غير المعروف ما إذا كانت ميركل، التى قادت ألمانيا منذ عام 2005، تعانى من أى مشاكل صحية، إذ إن قوانين الخصوصية الألمانية صارمة للغاية فى هذا النوع من المعلومات التى تنشرها وسائل الإعلام، ولكن تشتهر المستشارة الألمانية باستمتاعها بأسلوب حياة نشط وصحى، كما تشتهر هى وزوجها بالسير على الأقدام فى منطقة جنوب تيرول.
وعلى الرغم من أنها تسمى الزعيمة الأكثر نفوذًا فى الاتحاد الأوروبى وأقوى امرأة فى العالم، إلا أنها قالت إنها ستترك السياسة فى نهاية ولايتها الحالية فى عام 2021.
واختلف الأطباء حول تشخيص حالة ميركل، إذ قالت الدكتورة سارة بريور، المدير الطبى لشركة «هيلث سبان»، إن رعشة المستشارة الألمانية يمكن أن تكون ناتجة عن فرط نشاط الغدة الدرقية، إذ إن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض 10 أضعاف الرجال، كما رجحت الطبيبة أن تكون تلك الرعشة أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية، موضحة: «المكتبة الوطنية الأمريكية للطب تدرج 17 دواءً مختلفًا يمكن أن تسبب أعراضًا جانبية منها الرعشة التى لا يمكن السيطرة عليها، منها بعض المضادات الحيوية، وبعض مضادات الاكتئاب».
فى المقابل، توقع بعض الأطباء أن تكون تلك الرعشة دليلًا على انخفاض نسبة السكر فى الدم، وأنها من المضاعفات الخطيرة التى تظهر على مرضى السكرى، فيما رجّح آخرون أن تكون الرعشة بسبب الحمى أو الخوف أو الإجهاد أو حالة نفسية تسمى الرعشة الأساسية.
وتشير البيانات إلى أن الأمراض العصبية تصيب نحو 4% من الأشخاص فوق سن الأربعين فى المملكة المتحدة، ولكن نسبة انتشار تلك الأمراض غير معروفة فى ألمانيا.
ويقول الدكتور بيتر جارارد، الأستاذ فى جامعة سانت جورج بجامعة لندن، إن العَرض الذى ظهر على ميركل متوافق مع تشخيص الرعشة الانتصابية التى تصيب الأشخاص بعد سن الستين، مشيرًا إلى أن المستشارة الألمانية تخطت هذه السن.
وأوضح «جارارد»: «يتسبب هذا المرض فى ارتعاش الأرجل أو تجمدها عند الوقوف، وعادة ما تختفى الأعراض بمجرد جلوس المريض أو استلقائه أو ممارسته المشى»، لافتًا إلى أن الإجهاد يمكن أن يزيد من سوء الحالة، إذ تزيد نسبة الارتعاش ولا يستطيع المريض أن يمارس حياته بشكل طبيعى.
وتابع: «يمكن أن تستمر الرعشة فى تلك الحالة لبضع ثوانٍ فقط دون سبب واضح، وبمرور الوقت يمكن أن تسبب التعب والألم وعدم القدرة على الحركة، ولا يوجد علاج لهذه الحالة، لكن الأدوية مثل كلونازيبام يمكنها تخفيف الأعراض، وقد تكون هناك حاجة فى النهاية إلى أدوات مساعدة فى المشى مثل الدراجات البخارية والعصى أو حتى الكراسى المتحركة فى الحالات القصوى». بينما قال الدكتور مايك فيتزباتريك، وهو طبيب عام لصحيفة «التليجراف»، إن الجسم غالبًا ما يرتعش عند محاربة العدوى، وهذا يساعد على رفع درجة حرارة الجسم لقتل البكتيريا أو الفيروس، موضحًا: «تستمر الرعشة لبضع دقائق وبعد أن تتولد الحرارة يعود الجسد إلى طبيعته».
ويرى الدكتور لى ساندر، أستاذ علم الأعصاب فى يونيفرسيتى كوليدج بلندن، أن الرعشة التى تعرضت لها ميركل كانت بالتأكيد ليست علامة على مرض باركنسون الذى يرتبط غالبًا بحدوث الارتعاشات.
ويقول الدكتور بول جارمان، استشارى الأعصاب فى مستشفى جامعة لندن التابع لمستشفى جامعة كوليدج لندن: «ما يمكننى قوله على وجه اليقين هو أن ما حدث لميركل لم يكن بسبب الجفاف، إذ لا يدرج الارتعاش باعتباره أحد أعراض الجفاف المعروفة عندما يفقد الجسم سوائل أكثر مما يستقبل».