رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"تسول ومخدرات وسرقة".. ميادين بغرب الإسكندرية مرتع للشحاذين

جريدة الدستور


في أحد ميادين غرب الإسكندرية افترش عدد من المتسولين الرصيف، ضاربين بقوانين الطريق عرض الحائط، متخذين الرصيف مأوى ومرتع للتسول، وتعاطي المخدرات، واعتراض طريق المارة.

تسول ومخدرات بوسط الميدان هكذا عبر أحد أهالي منطقة الكيلو 21غرب الإسكندرية، عن ما يتم ممارسته في المنطقة القاطن بها.

وأضاف أحمد الحضري لـ" الدستور" كل يوم أرى تلك المشاهد بمنطقة العجمى، حتى استطعت تصويرهم وتداولت تلك الصور، وسادت حالة من الغضب بين أهالي الإسكندرية، فكثيرًا من الشوارع تشهد تلك المشاهد دون حسيب أو رقيب.

وتابع: "أهالي حي العجمي يعرفون جيدًا ما أصفه، من العراك والألفاظ البذيئة، والسرقة التى تتم من هؤلاء المتسولين في وسط الميدان، مما يجعل أهالي المنطقة وخاصةً السيدات والأطفال يتحاشون المرور عن الرصيف لاستيلاء المتسولين عليه.

وقالت دينا عبد الله من منطقة الكيلو 21غرب الإسكندرية، إنها تري تلك المشاهد يوميًا، ترى المتسولين وتسمع السباب وأشياء أخرى تجعلها تخشى المرور من الحيز المتواجدين به، رغم تواجدهم في مكان رئيسي عند موقف الاتوبيس المكيف، والذي يستقله، عدد كبير من سكان المنطقة ويعتمدون عليه في انتقالاتهم.

وطالب محمد متولي أحد الأهالي، من الأجهزة الأمنية أن تضع حلًا رادعًا لتلك الظاهرة التي انتشرت في عدة أماكن بالإسكندرية، وخاصة تلك المجموعة المتواجدة في حي العجمي، مشيرة أنهم دائمي الشجار فيما بينهم بسبب السجائر، وجرعات المخدرات التي يتعاطونها علنًا أمام الجميع.

وأضاف، بأنهم بخلاف احتلالهم للرصيف وتعاطي المخدرات، يعترضون المارة، وكثير من الأهالي تعرضوا للسرقة بالإكراه من بعضهم، قائلًا: "بقينا نخاف ننزل بناتنا لوحدهم".

وتعلق الدكتورة هاجر مرعي خبيرة العلاقات الأسرية واستشاري الصحة النفسية قائلة: إن ظاهره التسول أو التصرفات الدالة على عدم احترام المجتمع؛ تدل على عدة أفكار ومشاعر تدور فى عقل صاحبها، أولها، التمرد على المجتمع بسبب شعوره بالرفض، أو شعوره بالنقص، أو إنه شخص غير مرغوب فيه من أسرته أو عائلته الكبيرة، أو تعرضه للإهانه والسخريه الشديدين.

ولذلك أصبح يتعامل بمنطق الفوضى كرد فعل على ذلك، أو تمرد على القيم القاسية من وجهة نظره، وكذلك غياب الشعور بالرعاية أو اللجوء الى مصدر ثقة، فمعظم المتسولين يتعاملون مع الفكرة كنوع من التحايل على الرزق، أو طريقة سهلة للحصول على لقمة العيش دون النظر إلى ما يتم تداوله سواء مخدرات او غيره.

وأوضحت استشارية الصحة النفسية أن هناك تسول بالوراثة، فهناك بعض الأسر التى تعلم أولادها فنون النشل، أو فنون التسول كنوع من الإنجاز أو الحصول على لقمة العيش أو الإحساس بالقوة أو الفهلوة.

وبالنظر الى الجانب النفسى، بشكل أعمق، فإن جميع ما سبق ذكره يصنف هذا الشخص بما يسمى اضطراب الشخصية المعادى للمجتمع، بالمتلذذ بتعذيب الآخرين، سواء بالأذى المباشر أو غير المباشر والضرر بالنسبة لهم انتقام من الآخرين سواء ترهيب أو تحرش لفظي أو بصري أو إثاره الشغب كنوع من التهديد وفرض الذات.

وأشارت "مرعي" إلى أن بعض التصرفات لها ارتباط بأمراض تصيب كمياء المخ، ومنها بسبب المخدرات ومنها بسبب التنشئة، ومنها بسبب أصحاب السوء، وفي العموم يحتاج الجميع منهم إلى العلاج بإدارة الغضب وتغيير السلوك والمفاهم الاجتماعية، ومنها ما يحتاج إلى علاج دوائي، ولن يتم ذلك إلا من خلال مؤسسات تحتوى هذه الظاهرة، وتنظيم علاج نفسى وأسري في آن واحد، لمعرفة الأسباب والسيطرة عليها، والحد من انتشارها، وكذلك توعية الأسر بالتعامل الصحيح مع المراهقين ومشاكلهم حتى لا نصل إلى مرحلة العدوانية في الشخصية منذ الصغر، فتصبح مرحلة العلاج طويلة المدى فى الكبر.