رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غراميات التراويح.. قصص شباب وفتيات اقتنصوا شريكهم على عتبات المساجد

جريدة الدستور

دأبت بعض المساجد في مصر خلال الألفية الجديدة على الجمع بين الرجال والنساء في مسجد واحد مع اختلاف الأماكن، ومن هنا وخلال الدخول والخروج بدأت عدد من السيدات تعتبر الأمر وكأنه بوابة للبحث عن شريك للحياة، من خلال قعات الحكي بين السيدات بعد صلاة الترايح، أن عن طريق الإعجاب المتبادل الذي يظهر جليًا خلال رؤيتهم لبعض بعد آداْ الصلاة.

عدد من الزيجات الناجحة تمت من خلال معرفتهم لبعض في صلاة التراويح، "الدستور" تحدثت إلى بعض الفتيات اللاتي نجحن في الحصول على شريك الحياة على عتبات المسجد في صلاة التروايح، وكشفن عن قصص غرامية ولدت خلال القرب من المولى عز وجل في صلاتهم.

حنان: حبيته من أول نظرة بعد الصلاة.. وحاليًا بنصلي في نفس الجامع بعد جوازنا

حنان فتاة ثلاثينية من مدينة المحلة الكبرى بالغربية، كانت دائمًا تذهب لآداء صلاة التراويح بصحبة والدتها، وفي إحدى المرات تعرفت والدتها على إحدى السيدات المصلات بجوارها أثناء الفترة الفاصلة في الصلاة، هذا ما تحكيه "حنان" عن علاقة الحب من أول نظرة في صلاة التراويح التي مرت بها وتحولت إلى الزواج بعد فترة قصيرة، وعن أول مقابلة "التقينا أثناء خروجنا من المسجد بعد الصلاة بصحبة والدته وتعرفت عليه بتبادل الابتسامات".

المقابلة السريعة كانت تتكرر يوميًا بعد إنتهاء التراويح حتى لاحظت والدته إعجاب ابنها بالفتاة، وسرعان ما طلبت من والدتها زواج حنان لابنها، وتمت خطبتهم بعد أيام رمضان مباشرة وبالتحديد في اليوم الثاني من عيد الفطر، وتزوجا بعد ستة أشهر، منوهة "لا زلنا نصلى التراويح سويًا هذا العام، ولكن ونحن متزوجين في انتظار أول طفل لنا".

سلمى: تعرفنا على بعض في المسجد وكتبنا الكتاب فيه بعد شهر

سلمى، 28عام، تقطن في منطقة حدائق المعادي، كانت تصلي دائما في المسجد الذي يقع على ناصية شارع منزلها ولم تكن تحب الاختلاط بالأشخاص كثيرًا خاصة أنها انتقلت للعيش مؤخرًا بالمعادي مع أهلها وكانت المنطقة جديدة عليها لا تعرف بها أحد، وتحكي عن النظرات الرومانسية التي كانت تراها دائما في عيون أحد الجيران الذي كان يصلي في ذات المسجد أثناء رمضان.

الفرصة الوحيدة لدى الشاب في رؤية الفتاة لأكبر فترة ممكنة كانت أثناء رمضان في صلاة التراويح وبعد انتهاؤها بالأخص، ويتكرر الأمر يوميًا ليظل الشاب منتظرًا بعد الصلاة أمام المسجد ولا يفعل شئ سوى النظر إلى الفتاة حتى قرر اتخاذ خطوة يوما ما بالتعرف عليها قائلًا "انتي ساكنة معانا جديد هنا.. خدت بالي منك كذه مرة"، من هنا بدأت قصة الحب التي جمعت بين سلمى وزجها الآن في بيت واحد.

دعاء: لقيت ماما راجعة في يوم من التراويح بتقولي "افرحي.. جبتلك عريس"

دعاء، فتاة في أول العشرينيات، من قاطني منطقة فيصل، تروي لـ"الدستور" أول قصة غرامية لها مع الشاب الذي أصبح خطيبها رسمي هذا العام قائلة، "في الأول كنت بضحك إن ماما جابتلي عريس من التراويح زي ما بنتريق على الفيس لحد ما هتجوزه فعلًا"، موضحة أنها ظلت ترفض هذا الأمر لفترة كبيرة لكن لم تتغلي على إصرار الأم حتى تقابلت مع الشاب ووقعت في حبه.

"ماما أنا نازلة أصلي التراويح "، كانت هذه هي الجملة التي قالتها الفتاة لأول مرة بعد التعرف على الشاب وتشجيعه لها على أداء صلاة التراويح في المسجد لتكون فرصة أيضًا في أن يروا بعضهم البعض لمدة دقائق بعد الانتهاء من الصلاة، وتقدم الشاب لخطبة الفتاة من والديها رسميًا بعد شهرين من رمضان حتى أصبحا يذهبان لصلاة التراويح هذا الموسم سويا.

"أصحابي بيتريقوا عليا كل ماتيجي سيرة جواز التراويح.. بس أنا مبسوطة علشان هتجوز راجل محترم"، الفتاة تقابل التعليقات الكوميدية على فكرة الزواج بتلك الطريقة بعد أن كانت تتبع ذات الأسلوب لكن تغير فكرها بعد خوض التجربة التي تركت أثر كبير ومفيد في حياتها.

إحدى الأمهات: مصدقتش الموضوع غير لما نزلت بنفسي وجبت لبنتي عريس

سيدة أربعينية، رفضت ذكر اسمها، من قاطني محافظة الدقهلية، تروي لـ"الدستور" معاناتها مع بنتها الصغيرة التي دائمًا ما ترفض أي عريس يتقدم لها بحجة الدراسة والعمل، لكن الأم كانت تريد الإطمئنان على مستقبل ابنتها الوحيدة في بيتها مع زوجها، والفتاة كانت ترفض بشدة مبدأ "جواز الصالونات" حتى تغير الحال وتزوجت بتلك الطريقة وهي في غاية السعادة والرضى.

"سبحان مغير الأحوال.. أول مرة توافق على عريس بس يمكن علشان راجل تقي ومحترم"، هذا ما قالته الأم عن رأي ابنتها حول العريس الذي أتت به الأم فور ذهابها لأداء صلاة التراويح في المسجد والتعرف على والدته بين فواصل الصلاة، والكثير من الحديث بينهما كشف أن لديهم أولاد غير متزوجين وظروفهم المعيشية مناسبة إلى حد كبير.

وعن عرض الأمر على الفتاة، "قولتلها في يوم بعد مارجعت من الصلاة إن فيه عريس محترم متقدملك.. وده بعد ما والدته كانت قالتي وخدت رأيه من غير مايشوفوا بعض"، منوهة، "لعل الأمر كان خير، بعد أن وافقت ابنتي بكل سهولة هذه المرة على مقابلة العريس والتعرف عليه، وحددوا ميعاد الزواج بعد سنة حتى تنتهي من السنة الأخيرة في الدراسة".

مصطفى: كانت توزع زجاجات المياه على المصلين

"كان نفسي أقعد معاها على النيل بليل من ساعة ما عرفتها "، يقول مصطفى، الشاب العشريني، إنه التقى فتاة أحلامه المتدينة وهي توزع زجاجات مياه على المصليات في المسجد الذي كان يذهب إليه، وتعرف عليها واتفقا على أن لا يتحدثوا بالنهار خلال الصيام لكنهم يلتقون ويتحدثون بعد صلاة التراويح، حتى أصبح هو الآخر يوزع مياه مثلها.

الشاب ينوي الزواج من الفتاة بعد أن وقع في حبها على عتبات المسجد شاكرًا ربه على النعمة التي وهبها له "ناوي أتجوزها بعد ما أكوّن نفسي كويس، وهكلم أهلها بعد العيد علشان نقرا الفاتحة"، وعن رأي الأهل، فيشير مصطفي إلآ أنّ "أمي كانت في غاية السعادة عندما علمت رغبتي في الزواج من فتاة تساعد المصلين وتبادر بالخير في الأيام المفترجة، وشجعتني على زيارة أهلها بعد العيد".

جمال فرويز: تأخّر البنت في الزواج السبب في تلك الظاهرة

في الوقت نفسه يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إنّ العنوسة تشغل بال الكثير من الأمهات وخوفهم على بناتهم هو ما يدفعهم للتصرف بهذا الشكل حتى نرى الأم تشارك ابنتها الأفراح والصلوات في المساجد لاقتناص العريس أو الظهور بشكل معين للفت الانتباه.

ويتابع "فرويز" في تصريحاته لـ"الدستور"، أنّ استغلال أي تجمع شبابي سواء في النوادي أو أماكن العبادة ليكون وجهة الأم وابنتها للحصول على ابن الحلال، مشيرًا إلى أن ظروف الشباب وعدم قدرتهم على الزواج السريع، أدى إلى خفض نسبة الزواج في المجتمع، وهو ما نتج عنه انتشار تلك الظواهر مثل العنوسة وقلق الأمهات الذي يكون دافع كبير في توجيه بناتهم لتنفيذ أمر ما حتى ينجحوا في الحصول على شريك الحياة.