رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أساتذة آثار: "تمثال ديليسبس" مكانه الأفضل متحف هيئة قناة السويس فيجب الاحتفاظ به للعبرة

جريدة الدستور

قرر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اعتبار تمثال ديليسبس، أثرًا، ويسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية، الموضح المعالم والأوصاف بالمذكرة الإيضاحية والتقرير العلمي المرفقين، وفقًا لما نشرته جريدة الوقائع المصرية.

ساءلت "الدستور" أساتذة آثار إسلامية وقبطية حول قرار مجلس الوزراء، وما المعايير التى على أساسها تم تصنيف تمثال "ديليسبس" فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية.

فى البداية، قال الدكتور رأفت النبراوي، عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة سابقًا، إن تمثال "ديليسبس" يطبق عليه قانون حماية الأثار رقم 117 لسنة 1983، والذى ينص على: "يعتبر أثرا كل عقار أو منقول أنتجته الحضارات المختلفة أو أحدثته الفنون والعلوم والآداب والأديان من عصر ما قبل التاريخ وخلال العصور التاريخية المتعاقبة حتي ما قبل مائة عام حتي كانت له قيمة أو أهمية أثرية أو تاريخية باعتباره مظهرًا من مظاهر الحضارات المختلفة التي قامت علي أرض مصر أو كانت لها صلة تاريخية بها، وكذلك رفات السلالات البشرية والكائنات المعاصرة لها".

وأرجع النبراوي قرار رئيس الوزراء بأن التمثال صُنع فى الفترة الإسلامية وفى دولة إسلامية لذا وجب تصنيفه فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية.

وأوضح أنه أيا كان دور "ديليسبس" تاريخيًا سواء إيجابى أو سلبي، إلا أن وجود التمثال يعد تخليدًا لهذا الحدث التاريخي وهو حفر قناة السويس، إلا أنه أكد أنه فى حال وجود التمثال فى مدخل قناة السويس يثير شعور الغضب لدي أهالى محافظة بورسعيد من الممكن وضعه فى متحف قناة السويس بدلًا من مدخل القناة.

حنان عبد الفتاح مطاوع أستاذة الآثار إلاسلامية بجامعة الإسكندرية، قالت إن أى آثر سواء كان آثر مبنى أو تحفة أو تمثال لو مر علي إنشائها 100 سنة تدخل ضمن عداد الآثار، كما أنه يمثل فترة هامة من العصر الحديث بتاريخ مصر من أبرزها شق قناة السويس، مؤكدة أنه من المهم تسجيله فى وزارة الآثار ولا يكون قرار مجلس الوزراء شكلًا.

وبسؤالها حول وصف بعض الأبحاث التاريخية لديليسبس بكونه رجل دمر الاقتصاد المصري فى فترة تولي سعيد باشا حكم مصر، إضافة إلى أن كتب التاريخ تصفه بكون رجل خائن، قالت "حنان" إن اختيار الآثار لا يكون بحسب أهوائنا، وإنه ما إذا كان شخص خائن أو غير خائن هذا ما لا يمنع من الاحتفاظ بتمثاله لأن وجود التمثال فى حد ذاته يكون بمثابة عبرة للأجيال القادمة حيث أن دلالة وجود التمثال لا تقتصر على كونه تخليد ذكرى طيبة فقط، وتاريخنا عامر بكثير من الأشخاص والأحداث الجيدة وغير ذلك، ولكن مهمتنا هو الاحتفاظ بالآثر باعتباره شاهد على فترة تاريخية بعينها.

وبسؤالها حول هل من الطبيعي تصنيف تمثال ديليسبس ضمن عداد الآثار الإسلامية والقبطية رغم أنه تمثال لشخص فرنسي، أوضحت أن الآثار لا تصنف بحسب الهوية والقومية، مشيرة إلي أنه بالنظر إلى مقتنيات متحف رشيد ستجد أن به عدد من التماثيل للإنجليز، كما أنه بالإسكندرية يوجد عدد من الآثار لفرنسيين وغيرها من الجنسيات كانوا فى مصر فى تلك الفترة.

فيما أكد الدكتور جمال عبد الرحيم، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية، رفض المواطنين بمحافظة بورسعيد وضع تمثال فرديناند دليسبس الفرنسي لمدخل قناة السويس، لافتًا إلى أنه رأى يعبر عن الطبقة غير المثقفة، أما بالنسبة لرائيه كأستاذ آثار أشار إلى أنه مع وضع التمثال فى مدخل قناة السويس لأنه يخلد ذكرى خاصة وأنه الرجل الذى خطط لحفر قناة السويس.

وبسؤاله حول ما تصفه بعض كتب التاريخ بأنه رجل خائن، قال: "كتاريخ معنديش فكرة لكن كآثار هو حفر قناة السويس وإن كان ورطها ماليًا وقتها، فأين ديون قناة السويس الآن؟ القناة بتدخل لنا دخل حاليًا".

جدير بالذكر أن التمثال نحته الفنان الفرنسي الشهير إمانويل فرميم عام 1899، وذلك محاكاة لشخصية فرديناند ديليسبس.