"ألمظ" المغنية التى رفضت حياة الخديوى للزواج من "الحامولى"
كانت "ألمظ" عاملة من عاملات المباني، لكن الحال تغير بها فأصبحت من ألمع كواكب الغناء في عهد الخديوي إسماعيل، بعد أن شجعها المغني الكبير "عبده الحامولي" وقدمها إلى الأوساط الراقية إلى أن أعجب بها الخديوي وأراد أن تكون له وحده فأمر بالتحفظ عليها في قصره.
قبلت "ألمظ" أن تكون مغنية القصر، وتمنحه صوتها دون جسدها رغم وعوده وتهديداته، لكنه لجأ إلى حيلة ووافق بإيعاز من رجال حاشيته أن يتركها تتزوج من "الحامولي" ظنًا منه أن المغني الكبير لن يضني بها على سيده الخديوي بمنحه زوجته الشابة عندما يطلبها منه، لكن "عبده" لم يسمح لها بعد زواجه منها أن تغني سوى أبيات من القرآن الكريم، فأمر الخديوي بعدم التعاون مع المغنيين.
يقول الكاتب مكاوي سعيد في كتابه "لقاهرة وما فيها حكايات، أمكنة، أزمنة"، إن عبده أحب ألمظ حبًا انطوت تحته نعمة من نعمات حب الوالدات وحنانها على الفطيم، وتقدم للزواج منها وكانت ألمظ الزوجة الثانية له، بعد زواجهما منعها من الغناء منعًا باتًا، مشيرًا إلى أن في ليلة زفافهما حضر أكابر العازفين وشيخ الآلاتية "محمد خطاب"، وأبدع عبده في الغناء إبداعًا أخذ بمجامع القلوب، حسب وصفه.
وأضاف أن الحياة استمرت بينهما إلى أن ماتت ألمظ، ولم تعقب نسلًا بل تركت لزوجها الحسرة على فقدها، كما تركت له جواهر ونقود ومفروشات زين بها غرف منزله في درب سعادة الذي باعه الحامولي قبل سفره إلى أوروبا للاستشفاء، وقد غني عقب وفاتها قائلًا " شربت الصبر من بعد التصافي.. ومر الحال ما عرفت أصافي.. يغيب النوم وأفكاري توافي".
وذكر الكاتب، أن الخديوي إسماعيل كان يأنف من عادات العامة في العويل والصراخ وراء الميت، ويتشائم من ذلك فأصدر أمره بألا تمر الجنازات بساحة قصر عابدين، لكن لما سمع بوفاة "ألمظ" رخص بأن يمر جثمانها، ولدى وصوله أطل من الشرفة بالسراي وترحم عليها.