"الحامولى".. فنان جمع فى غنائه بين الطابعين المصرى والتركى
المطرب عبده الحمولي، من أبرز أسماء عالم الطرب الشرقي في القرن التاسع عشر، وهو من مواليد بلدة "حامول" التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، وتوفي بالقاهرة عام 1901.
"الحامولي" قبيل وفاته بسنوات قليلة سجل بعض أعماله على أسطوانات شمعية إلا أن رداءتها لم تسمح بانتشارها الواسع، ومن سوء الحظ أن غالبية أعماله لم تعد موجودة، والباقي لا يكشف عن خامة صوته الذهبي، كما أن الفيلم السينمائي "المظ والحامولي" الذي قدمته السينما المصرية عنه في الستينات أسقط أغلب أعماله الفنية، وقدم بعضها بألحان مستحدثة، مما فرغ تراثه من مضمونه، وكذلك المسلسل الذي قدمه التلفزيون بعنوان "بوابة الحلواني"، وأسند دور المطرب "عبده الحامول" إلى المطرب علب الحجار، ودور المطربة "ألمظ" زوجة عبده الحامولي إلى المطربة شيرين وجدي.
ولحن "الحامولي" لكبار شعراء عصره، مثل البارودي، وإسماعيل صبري، وعائشة التيمورية، ومن أوائل من لحنوا قصيدة أبو فراس الحمداني " أراك عصي الدمع"، وقد أعجب به الخديو إسماعيل وألحقه بحاشيته واصطحبه إلى الإستانة ليستمع ويدرس الموسيقى التركية، فاستطاع بعدها أن يقدم ألحانًا تجمع بين الطابعين المصري والتركي، فيما أطلق عليه الموسيقى الشرقية.
وكانت قصة الحب بين عبده الحامولي وألمظ من قصص الحب الملتهبة، وألمظ اسمها الحقيقي "سكينة" وشبه النقاد صوتها بالألماس من شدة نقائه فأطلق عليها هذا الإسم، وبدأت قصة الحب بمنافسة تلقيدية بين المطربين، وكان من مظاهر هذا التنافس المداعبات الغنائية وكثيرًا ما كان يجمعهما عرس واحد، حيث كانت ألمظ تغني أغنية في الشرفية وتسمعها وتراها عن قرب الحريم من الحرملك، وكذلك الرجال من السلاملك، فيرد عليها الحامولي من السلاملك بأغنية أخرى، ومنها عندما غنت ألمظ "ياللي تروم الوصال وتحسبه أمر ساهل.. دا شئ صعب المنال وبعيد عن كل جاهل"، فرد عليها الحامولي " روحي وروحك حبايب.. وأهل المحبة قرايب".
ويشار إلى أن اليوم، يتوافق مع ذكرى وفاة عبده الحامولي في 12 مايو 1901، وهو مطرب مصري، ومجدد في الموسيقى العربية، ومن أبرز الأسماء في عالم الطرب في القرن التاسع عشر، امتد أثره إلى مطربي القرن العشرين.