رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صوتى هو الأهم


لأننا على موعد مع الاستفتاء على التعديلات الدستورية خلال أيام، فإننى أرى أن يكون شعار المرحلة المقبلة هو «صوتى هو الأهم».. حيث نأمل أن يصبح صوت الشعب مسموعًا فى كل الدنيا يوم الاستفتاء، وفى نفس الوقت أن تنصت الدولة لمطالب وقضايا المواطنين فى المرحلة المقبلة، خاصة أننا عانينا فى السنوات الثمانى الأخيرة من مشاكل وأخطار وصعوبات كثيرة، منذ يناير ٢٠١١، وأنه أيضًا قد آن الأوان أن يجنى المواطن المصرى المحب لبلده ثمار التحمل للإصلاح الاقتصادى الذى تم فى السنوات الأخيرة، وأنا هنا أتحدث عن كل مُحب للوطن بعيدًا عن المزايدة أو الأفكار غير السوية أو الظلامية أو المتطرفة أو المتشددة أو المتآمرة على الوطن.
أقول لكل مواطن ومواطنة من الذين تخطى عددهم الأربعين مليونًا الذين نزلوا إلى الشوارع فى كل محافظات مصر للمطالبة برحيل حكم الظلام، أقول لكل مواطنة ومواطن من الذين ثاروا فى ثورة الشعب المبهرة فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، التى حررت مصر إلى الأبد من مؤامرة دولية دنيئة كانت تتربص بها وباستقلالها وبحريتها وبكرامتها.. أقول لهؤلاء الملايين وغيرهم من المحبين للوطن وحتى لا ننسى ما واجهناه معًا من أخطار ما زالت تتربص بنا وتتحين الفرص للنهش فى جسد مصر الحبيبة.. أقول إن علينا واجبًا نحو وطننا الغالى للمحافظة عليه من كل الخطط الشيطانية السابقة والحالية والمستقبلية، وإن علينا أن نكثف جهودنا ونشارك معًا للمحافظة على استقراره وعلى أمن أراضيه وسلامة شعبه وسلامة نسائه.
هذا الواجب تجاهه لا يحتاج مجهودًا كبيرًا، يحتاج فقط أن ننزل للمشاركة بصوتنا فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية.. أعلم أن لكل منا آمالًا وطموحات، وأننا نواجه تحديات كبيرة ومصاعب متعددة فى حياتنا اليومية، وأعلم أيضًا أن قضايانا كثيرة ومتشعبة، لكننا أيضًا وبنفس الدرجة يجب أن ندرك أننا نعيد بناء دولتنا الحديثة مرة أخرى، بعد أن تكالبت عليها قوى الشر من الداخل والخارج لتدميرها تمامًا، وإدخالها فى حالة فوضى عارمة، وإرجاعها لحكم الخلافة المدمر لهويتها وشعبها ورجالها ونسائها وأطفالها.
ولكل امرأة وفتاة بشكل خاص أطالبها بأن تذهب للإدلاء بصوتها، لأنها قد أثبتت خلال السنوات الماضية أن صوتها يُحدث فرقًا فى مسيرة وطننا، وأن صوتها هو الأهم لأنها صمام أمان الوطن.. هى التى وقفت من قبل ونجحت كشريكة فى تحرير وطننا من حكم الظلام.. وفى الاستفتاءات بعدها كانت تشارك بشكل مُشرّف ومكثف.. ولا شك أنها ستقف فى كل مرة فى الصفوف الأولى لتحقيق استقرار الوطن، واستكمال حلقات تحسين أحوالها، وصون كرامتها وتمكينها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، واحترام كيانها، خاصة أن هناك مادة فى التعديلات الدستورية الجديدة تخصص ما لا يقل عن ٢٥٪ من عدد مقاعد مجلس النواب للمرأة، ما يعنى صوتًا أقوى للمرأة تحت قبة البرلمان، ومساهمة أكبر فى تشكيل المستقبل لها ولأسرتها ولمجتمعنا، ومساهمة أكبر فى إصدار التشريعات الضرورية.
وأعتقد أن المرأة المصرية التى أثبتت كفاءتها وقدرتها على الوقوف بصدرها فى لحظات الخطر لتدافع عن وطنها ضد القوى الظلامية فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، هى نفسها التى ستنزل للاستفتاء على التعديلات الدستورية بعد أيام، لضمان تحقيق خطوات الاستقرار والتمكين والأمان والكرامة لها ولأسرتها.
إن المرأة المصرية، فى تقديرى، فى يدها دعم استقرار الوطن مرة أخرى، بأن تدعو كل أفراد أسرتها والمحيطين بها لتؤكد أن صوتها هو الأهم.. وأن دورها هو الأهم.. وأنه كان الأهم فى كل استفتاء، فقد غيَّر وجه مصر إلى الأفضل وفى اتجاه المستقبل والتخلص من مؤامرات دولية كانت تهدد مجتمعنا كله.
إن صوتك يا سيدتى هو الأهم وسيكون دائمًا الأهم، لأنه نجح من قبل فى درء الأخطار ودعم الأمن والأمان.
إن صوتى هو الأهم أيضًا، انطلاقًا من الثقة فى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى هو الأفضل والأنسب والأكفأ لاستكمال حلقات تأسيس دولة حديثة وآمنة ومتطورة ومستنيرة ومستقلة وذات مكانة دولية محترمة، ولأننا نثق فى وطنيته وفى قدرته على حماية مصر من كل المتربصين بها، ولأننا نثق فى قدرته على الاستماع لمطالب وآمال الشعب فى حياة أفضل، ولأن كلًا منا يأمل فى رفع المعاناة عن الشعب من جانب الدولة، حيث تحمل المصريون بصدر رحب وبصبر جميل خطوات الإصلاح.
إننا نطالب الدولة أيضًا، كما نطالب الرئيس بعد الاستفتاء، بأن يستكمل حلقات التنوير والتطوير والإنجاز والأمان، وأن يقف فى ظهر الشعب لرفع المعاناة عنه، ووقف غلاء الأسعار، وتوفير كل سبل الحياة الكريمة، واستكمال الحفاظ على مكتسبات المرأة وحمايتها من القهر وتمكينها، واستكمال محاربة الإرهاب وصولًا إلى القضاء عليه، وأيضًا استكمال مسيرة رفع شأن مصر عاليًا.
إن صوتى هو الأهم يعنى أيضًا أننى قد قررت أننى الأهم فى منظومة بناء وطن نتمنى أن يكون فى أرفع مكانة وأفضل حال، ولأننى قررت أيضًا أن أواصل الإدلاء بصوتى بكل حرية حينما تحتاجنى الدولة أن أقف مع استقرارها، ولأنه مهم للدولة أيضًا أن تستمع للمواطن والمواطنة المصرية تنفيذًا للديمقراطية التى نريدها، ما داموا قد نزلوا للإدلاء بأصواتهم فى الاستفتاء.
أدعو كل محبى مصر إلى الذهاب للاستفتاء، وأدعو بشكل خاص كل امرأة وفتاة مصرية محبة للوطن أن تشارك بكثافة، ليتحول «يوم الاستفتاء» إلى عُرس وطنى مُشرّف ويوم جميل، فنحن على موعد مع مستقبل أفضل لبلدنا.. إن شاء الله.
وبنا ستنطلق مصر من نصر إلى نصر، وإلى مستقبل مشرق.. إن شاء الله.