رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزيرة الصحة.. والأورمان


ظهرت خلال الفترة الأخيرة مشكلة كبيرة تتمثل فى عدم توافر أماكن فى العناية المركزة والحضانات بالمستشفيات الحكومية، مما يدفع المواطنين إلى الذهاب للمستشفيات الخاصة، التى تغالى فى رسوم دخول العناية المركزة أو الحضانات التى تصل تكلفة الليلة الواحدة فى أى منها إلى أكثر من ٥ آلاف جنيه، مما يتسبب فى وقوع أعباء مالية كبيرة على كاهل المواطنين.
إلى جانب هذه المشكلة التى تمثل تحديًا كبيرًا لقطاع الصحة فى مصر، ظهرت مشكلة أخرى تتمثل فى إصابة أعداد ليست بالقليلة من المواطنين بأمراض نادرة، ولا يوجد لها علاج فى مصر، وتتطلب السفر للخارج وتكلفة العلاج فى الخارج، كما هو معلوم باهظة الثمن، ولا تطيقها أسر المصابين بهذه الأمراض النادرة ومن بين هذه الحالات حالة الطفلة «حبيبة»، التى تواصل معى والدها، وكل أمله أن يصل صوته للمسئولين ليتمكن من علاج ابنته فى الخارج على نفقة الدولة، خاصة أن علاجها لا يتوفر فى مصر.. ومن هذا المنطلق أدعو الدكتورة «هالة زايد»، وزيرة الصحة، لتبنى حالة الطفلة «حبيبة» وتصدر توجيهاتها بأن تسافر الطفلة للعلاج بالخارج على نفقة الدولة من خلال هيئة التأمين الصحى، أسوة بحالات مماثلة سافرت للعلاج خارج مصر على نفقة التأمين الصحى، وكتب الله لها الشفاء.
وتتمثل المشكلة فى أن «حبيبة»، التى يبلغ عمرها ٦ أعوام، كانت طفلة طبيعية وفجأة حدث لها ارتفاع فى درجة الحرارة، ودخلت المستشفى، ولم يتعرف أحد من الأطباء على أسباب ارتفاع درجة حرارتها، ثم دخلت الطفلة فى «غيبوبة»، وبعد أن أفاقت من الغيبوبة اكتشف والدها أنها لا تتحرك ولا تتكلم، وبعد أن تم عرضها على أكثر من طبيب أجمعوا على أنها تعانى من مرض نادر بالنخاع، ولا يوجد له علاج فى مصر، والمصاب بهذا المرض النادر يجب أن يسافر إلى أمريكا للعلاج، وتبلغ تكلفة هذا العلاج نحو ٥٠٠ ألف جنيه، ووالد «حبيبة» موظف فى إحدى المؤسسات الحكومية، ولا يستطيع توفير هذا المبلغ لعلاج ابنته خارج مصر.
ولأن المنح تأتى من «المحن» فإن مشكلة الطفلة «حبيبة» وغيرها من المشكلات فى قطاع الصحة تدفع الحكومة إلى التنسيق مع الجمعيات الأهلية الوطنية لحل هذه المشكلات، ويأتى على رأس هذه المؤسسات «جمعية الأورمان»، التى تعد من أقدم الجمعيات العاملة فى النشاط الأهلى والخيرى فى مصر، ولها دور بارز فى مساعدة أبناء الوطن فى مختلف المحافظات، خاصة المناطق النائية والأسر الأولى بالرعاية، كما أن الأورمان لها دور بارز فى النشاط الصحى، حيث دشنت مستشفى شفاء الأورمان لعلاج مرضى السرطان فى الصعيد، بالإضافة إلى إجراء عمليات العيون والقلب لمئات المواطنين، فضلًا عن توزيع المواد الغذائية على المواطنين فى رمضان وكذلك لحوم الأضاحى والبطاطين فى الشتاء وإقامة أكشاك للأسر الأولى بالرعاية وتوصيل المياه النقية للأسر التى تقيم فى المناطق المحرومة من الخدمات، وكل ذلك بالمجان دون أى تمييز.
وأدعو الحكومة إلى الإسراع فى فتح صفحة التعاون مع الجمعيات الأهلية، وعلى رأسها «الأورمان» لعلاج المشكلات، التى تؤرق المواطنين فى قطاع الصحة، خاصة أن مصر لديها تاريخ كبير فى العمل الأهلى والخيرى بدأ منذ أوائل القرن الماضى وكان من منجزاته إنشاء جامعة القاهرة وجمعية المساعى المشكورة، مما ساهم فى نشر الفكر المستنير فى ربوع الوطن.