رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أول عالم أغذية لبنانى: مصر تحتاج مشروعًا لسلامة الغذاء

جريدة الدستور

فرض عالم الغذاء نفسه كمجال للدراسة والبحث خلال السنوات العشر الأخيرة، سواء فيما يتعلق بطرق الحصول على المواد الغذائية المختلفة، أو التسويق والبيع، وصولًا إلى ما يترتب على الطعام نفسه من نتائج على صحة الإنسان، وهو الحقل البحثى المعروف بـ«السلامة الغذائية». وهناك ١٩٠٠ شخص تقريبًا حول العالم، نجحوا فى الحصول على لقب «علماء أغذية» معتمدين، ومسموح لهم بالعمل وتقديم الاستشارات فى مجالى التصنيع والسلامة الغذائية، وذلك بعد اجتيازهم منحة «IFT» فى الولايات المتحدة، والحصول على شهادة «CFS» الخاصة بالمجال ذاته. وتضم قائمة «علماء الأغذية المعتمدين» ٥ عرب، من مصر والسعودية والإمارات والسودان ولبنان، ويعد سامر حرب اللبنانى الوحيد فيها، والذى التقته «الدستور» فى حوار تحدث فيه عن تطبيقات هذا المجال، وأسرار الحصول على غذاء سليم.
■ بداية.. هل لك أن تعرفنا أكثر على نفسك وعن رحلتك الدراسية؟
- تخرجت فى الجامعة الأمريكية فى بيروت عام ١٩٩٧، وحصلت على ماجستير تقنية الغذاء «Master Food Technology»، وهنا أشير إلى وجود فارق كبير بين «عالم الغذاء» و«عالم التغذية»، فالأول مختص بالغذاء نفسه وسلامته ومجالات تصنيعه، أما الثانى فمعنى بتأثير هذا الغذاء على صحة الإنسان وطرق «الدايت» وغيرها.
■ وماذا عن مشوارك العملى؟
- عملت فى لبنان لمدة عام، ثم عملت فى إحدى الشركات الكبرى بالكويت، ثم «مراقب جودة» فى أحد مصانعها للمكسرات والبن، إلى أن تمت ترقيتى إلى مدير مصنع اللحوم والخضروات والفواكه بالشركة، حيث كنت أحضر جميع هذه المواد بطريقة معبأة بأحدث الماكينات، ومن ثم إرسالها إلى أكثر من ٧٠ مطعمًا فى الكويت.
بعدها انتقلت إلى الرياض، حيث عملت مدير مشروعات لشركة متخصصة فى أنظمة «الدايت»، وكنت مسئولًا عن مصانع إنتاج فى الرياض وجدة والدمام، وكذلك عن محلات البيع، ثم عملت فى مجال تصنيع المخبوزات والحلويات داخل مقهى «إسترال»، وحاليًا أعمل مدير عام إنتاج المخابز والحلويات فى إحدى الشركات السعودية.
■ كيف حصلت على شهادة اعتمادك عالمًا للأغذية؟
- الشهادة هى «CFS»، والتى يصبح الحاصل عليها «عالم أغذية» معتمدًا فى التصنيع الغذائى والسلامة الغذائية، وهى تمنح من مؤسسة «IFT» فى الولايات المتحدة، بعد اجتياز امتحان مدته ٣ ساعات، وتتطلب شروطًا عديدة قبل التقدم للامتحان، مثل عدد سنوات الخبرة والشهادات الحاصل عليها.
وحتى الآن، يوجد ١٩٠٠ شخص تقريبًا نجحوا فى اجتياز هذا الامتحان والحصول على الشهادة فى العالم، منهم ٥ عرب، مصرى وسعودى وإماراتى وسودانى، بجانبى أنا من لبنان.
■ أيمكن نقل تجربتك إلى العالم العربى؟
- بالطبع، أطمح أن أنقل تجربتى إلى العالم العربى، ويكون لدينا كما فى الغرب اهتمام أكبر بسلامة الغذاء والتغذية، والاستفادة من الموارد الكبيرة الموجودة لتصنيعها بطريقة تحافظ على الجودة.
■ كيف يمكن أن يتحقق ذلك من خلال الدول نفسها؟
- يجب مشاركة الدولة فى تصحيح المفاهيم الغذائية الخاطئة، ودعم موضوع سلامة الغذاء والتوعية بذلك، ففى السعودية مثلًا توجد «هيئة الغذاء والدواء» التى تعمل بشكل دءوب لنشر الوعى الصحى، وتنفذ مشروعًا ضخمًا يهدف لوجود المكونات الغذائية والحقائق الغذائية على جميع ملصقات المنتجات فى المطاعم، بجانب التشجيع على الرياضة، وإنشاء عشرات «المماشى» فى مختلف المدن، وهو ما نطمح لتعميمه فى مصر ولبنان وجميع الدول العربية.
■ هل لديك خبرة فى الأكل المصرى؟ وأى المأكولات تفضلها؟
- بالطبع هناك الكثير من المطاعم المصرية فى الكويت والسعودية، وأحب «الكشرى» و«الكبدة الإسكندرانى» و«الفريك».
■ ما الذى تحتاجه مصر تحديدًا فى مجال الغذاء؟
- مصر مثلها مثل الكثير من الدول العربية، فى حاجة ماسة إلى مشروع قومى يهتم بسلامة الغذاء، يعمل عليه أكثر من جهة، حكومة وشركات خاصة ومجتمع مدنى وأطباء وفنيين، بهدف التكاتف من أجل بناء صحة غذائية ووعى غذائى للمواطنين.
■ ما الروشتة التى يمكن وصفها للحفاظ على الوزن المثالى؟
- التوازن فى الأكل والحركة اليومية أهم شىء، ولو كان هناك حل سحرى لكان الجميع عرفه وعمل به، لكن جميع الحلول تحتاج إلى ممارستها بشكل مستمر، مع الالتزام بعادات غذائية إيجابية بدلًا من الخاطئة.