رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء في الشأن الفلسطيني يحللون تصريحات إسرائيل بشأن "السنوار"

رئيس المكتب السياسي
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار

نشرت عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأونة الأخيرة، أنباء عن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، وعن مقر إقامته في خان يونس.

وكشف مصدر أمني إسرائيلي، أن قوات الجيش الإسرائيلي كانوا بالقرب من منزل "السنوار" بغزة، الأسبوع الماضي، وهو الأسبوع الذي تم فيه تنفيذ عملية "خان يونس"، فيما قال وزير الإسكان الإسرائيلي يواف غالانت، إن تصفية الحساب مع "السنوار" مسألة وقت.

وأشار إلى أن "السنوار" لا يمكن أن يكون بطلًا، لافتًا إلى أنه متورط في العديد من الاغتيالات السياسية خلال السنوات الـ 10 الأخيرة.

ومن الواضح أن الاحتلال يخطط لجولة جديدة من الحرب النفسية، أو اغتيال "السنوار" نفسه.

من جانبه، قال الكاتب الفلسطينى المقرب من حركة حماس إبراهيم المدهون، إن شخصية "السنوار" شخصية بارزة وقوية ويتمتع بالقدرة على المناورة ولدية جرأة على طرح الأفكار، واتخاذ القرارات ولكنه ليس وحده فهناك رئيس الحركة إسماعيل هنيه ونائب رئيس الحركة وصالح العارورى، مؤكدًا أن تركيز الاحتلال على شخصية السنوار دليل ضعف وهروب من الحقيقة بأن هناك هزيمة لحقت بالجيش والاستخبارات الإسرائيلية مؤخرًا في قطاع غزة.

وأضاف "المدهون" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن القوة التي كانت قادمة إلى قطاع غزة لم تكن قريبة بالشكل الكبير من بيت يحيى السنوار، لكن الاحتلال الإسرائيلي كون أن السنوار يسكن فى خان يونس، وربط بين تواجد القوة وبين بيت السنوار، لكن القوة اكتشفت غرب خان يونس، والسنوار يسكن شرق خان يونس، وهذا يؤكد تضارب تصريحات الاحتلال، هذا بجانب أن هناك قيادات كثيرة تسكن خان يونس من جميع الفصائل، مما يعنى أنه لا يوجد رابط بين اغتيال السنوار ووجوده هناك.

وأكد "المدهون" أن ما يحدث ليس تهديدا لان المقاومة أصبحت لا تاخذ بالتهديدات ولكنها محاول إفلاس إسرائيلي، فيحاول الهرب من الواقع الذى حدث.

وأوضح "المدهون" أن جميع قادة المقاومة الفلسطينية هم على رأس أهداف الاغتيال الإسرائيلي وفى تاريخ الثورة الفلسطينية استخدم المحتل الإسرائيلي سياسية الاغتيالات ضد قيادات فلسطينية للقادة منهم صلاح خلف ابو اياد، وخليل الوزير من حركة فتح، قائمة الاغتيالات يحيي العياش واحمد ياسين وفتح الشقاقى وعبدالعزيز الرنتيسى ولذلك جميع قيادات الشعب الفلسطينى وخاصة قيادات فصائل المقاومة تحت النيران والاستهداف الإسرائيلي وإسرائيل تعلن دائما بأنها تستعد لاغتيالهم.

فيما قال الباحث والمحلل في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية الدكتور أحمد سمير القدرة، أن الساحة السياسية الداخلية لدولة الاحتلال تشهد حالة من عدم الاستقرار السياسي على مستوى المؤسسات الحكومية كافة وخاصة دوائر صنع القرار، وذلك على خلفية الفشل الذي لحق بهم نتيجة جولة التصعيد الأخيرة بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وأوضح القدرة في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن التصريحات المتعلقة بقرب إغلاق الحساب مع يحيى السنوار مسؤول حركة حماس في غزة، وأن وحدة القوة الخاصة كانت بالقرب من منزله، لها بعد مرتبط بحالة التجاذبات والصراع السياسي الداخلي لدولة الاحتلال، هذه التصريحات تُظهر مدى عمق التباينات فيما بينها وحالة الاستقطاب والابتزاز السياسي، خاصة بأن المرحلة المُقبلة يسعى من خلالها كل حزب سياسي تعظيم مكاسبه السياسية التي ستمنحه رصيدًا أكبر في الانتخابات القادمة.

وأوضح "القدرة" أن كافة التصريحات المرتبطة بهذا السياق وسياق نتائج جولة التصعيد خاصة ما صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشير بأن قادة الاحتلال، لن تقبل بأن يتحول ميزان الردع لصالح فصائل المقاومة، ما يعني أن الاحتلال لربما يُقدم خلال الفترة المقبلة للشروع بالعودة لسياسة الاغتيالات مجددًا باستهداف أحد أبرز قادة حركة حماس سواء السياسية أو العسكرية، والدخول في جولة مواجهة في غزة، تسعى من خلالها ترميم ميزان الردع والرعب ليكون لصالحها، بالإضافة إلى تحقيق مكاسب تساهم في إعادة الثقة لدى الجمهور الإسرائيلي والجيش والحكومة، كل هذا يندرج في إطار التنافس بين قادة الأحزاب لكسب الانتخابات القادمة، وهذا الأمر قد يدفع رئيس الحكومة نتنياهو لاتخاذ قرار بتنفيذ هكذا عملية اغتيال السنوار باعتباره رئيس حركة حماس في غزة، بهدف تعزيز فرص نجاحه في الانتخابات القادمة، خاصة أن نتنياهو يواجه تُهم فساد عدة، ما يعني أنه سيسعى لإنقاذ مستقبله السياسي.

وأكد على أن الاحتلال لن يقبل بنتيجة الجولة الأخيرة التي هُزم فيها استراتيجيًا، ولن يقبل ببقاء المقاومة هي المُتحكم بالمستقبل السياسي للحكومة والأحزاب، ولن يقبل ببقاء مستوطنوا "غلاف غزة" تحت التهديد، ما يعني أن احتمالية جولة تصعيد جديدة ماتزال قائمة وستكون محدودة.

وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعتى القدس والأقصى والقيادى بحركة فتح الدكتور أيمن الرقب، أن من تابع خطاب نتياهو الأخير بعد أن أصبح وزيرا للحرب لدى حكومة الاحتلال يدرك أن "نتياهو" أمامه خيارين للتعامل مع قطاع غزة إحداها هو حرب على قطاع غزة يسبقها تنفيذ عمليات اغتيال لقيادات من المقاومة قد يكون على رأسها يحيى السنوار.

وأضاف "الرقب" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن السبب وراء ذلك هو خلط الأوراق وجر المقاومة لحرب في قطاع غزة ليحقق منها انتصارا وهميا من أجل ضمان الفوز هو وحزبه فى الانتخابات المقبلة، خاصة وأن القدارات العسكرية للاحتلال تفوق إمكانيات شعب محاصر مغلوب على أمره لا يمتلك الإرادة.

وأوضح أن الخيار الآخر قد يكون تنفيذ اتفاق هدنة طويل مع قطاع غزة وصفقة تبادل أسرى تخرج "نتياهو" منتصرا وبطلا وهذا أفضل له من الدخول في حرب في قطاع غزة نتائجها غير مضمونه.