رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"إنذار حرب".. كيف أربك حوار "السنوار" دولة الاحتلال؟

 يحيى السنوار رئيس
يحيى السنوار رئيس حركة حماس الفلسطينية

"لا أريد المزيد من الحروب، ما أريده هو إنهاء الحصار، وأهم التزام لي هو العمل لمصلحة شعبي، وحمايتهم والدفاع عن حقهم في الحرية".. كلمات قالها يحيى السنوار رئيس حركة حماس الفلسطينية داخل قطاع غزة المحاصر، خلال لقائه مع الصحفية الإيطالية فرانشيسكا بوري، ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، جزءًا منه.

وأكد السنوار، الذي قضى 22 عاما داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، أن حماس ومعظم الفصائل الفلسطينية في غزة على استعداد للتوقيع على اتفاقية التهدئة مع الاحتلال مع إسرائيل، قائلا: "الهدوء مقابل وقف إطلاق النار ورفع الحصار".

"الانفجار قد يكون حتميًا"
ورغم أنه أوضح أنه "لا يريد حربًا"، إلا أن السنوار – رجل الشعب كما يقال عليه في غزة – لم يتخل عن نبرة إنذار الاحتلال بواقع المعركة حال اندلعت، إذ قال لمحاورته: "الانفجار قد يكون حتميا"، مؤكدًا: "من المهم أن نوضح الأمر.. إذا تمت مهاجمتنا فسندافع عن أنفسنا كعادتنا، وسنذهب إلى حرب مرة أخرى، ولكن حينئذ، في غضون عام، ستعودين هنا مرة أخرى، وسأقول لك ثانية إنه بالحرب لن تحققي شيئا"، وهي إشارة قوية إلى أن حماس رغم تفضيلها للهدوء مقابل طالبها، إلا أنها مستعدة لأي سيناريو مع الاحتلال الإسرائيلي.

إنذار حرب
لم يغمض الاحتلال أعينه عن حوار السنوار، فرئيس حماس في غزة أوصل رسالته التحذيرية عبر صحفهم العبرية، وليس في مؤتمر أو مجرد تصريحات صحفية داخل غزة، وهو ما يرجح أن تكون تل أبيب اعتبرته "إنذار حرب".

تعزيز القوات على حدود غزة
اتخذ الاحتلال العديد من الإجراءات، اليوم، بجانب عودة اشتداد حدة مظاهرات مسيرات العودة الكبرى على حدود غزة مع الأراضي المحتلة، ما عده البعض ردا على "إنذار السنوار".

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، تعزيز القوات الموجودة في الجبهة الجنوبية، تحديدا على طول الحدود والسياج الأمني مع غزة، بشكل واسع، من أجل منع عبور الفلسطينيين للسياج.

واتخذ الاحتلال قراره بعد اجتماع ضم كلًا من غادي إيزنكوت رئيس أركان جيش الاحتلال، وكبار مسئولي الجيش وجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، مؤكدًا أنه جاهز لجميع السيناريوهات على حدود القطاع.

نشر بطاريات إضافية من "القبة الحديدية"
لم يكتف الاحتلال بتعزيز قواته فقط، ولكن بعد مرور نحو أربع ساعات على قراره، أعلن مجددا نشر بطاريات إضافية بكثرة من منظومة "القبة الحديدية" الصاروخية، على طول الحدود مع القطاع المحاصر.

وتأتي القرارات الأمنية المتتالية للاحتلال لتأكد قلقه الشديد مما قد يحدث، غدا الجمعة، من مسيرات العودة الكبرى على حدود القطاع، في ظل الرسالة التي أطلقها السنوار.

انتقام للشهداء السبعة
بالنسبة للاحتلال، فإن السنوار أطلق رسائله، في ظل مشاورات أجرتها الحركة للرد على القوة المفرطة التي استخدمتها قوات الجيش الإسرائيلي، ضد المتظاهرين على حدود غزة، الجمعة الماضية، والتي أسفرت عن استشهاد 7 فلسطينيين.

وقالت صحيفة "هآرتس"، في تقرير لها منذ يومين، إن مصر أوقفت تصعيدا خطيرا كاد أن يقع على الحدود بين الاحتلال وحماس، بعد استشهاد الفلسطينيين السبعة، وإصابة أكثر من 500 مصاب.

وقال مصدر سياسي في حماس، لـ"هآرتس"، إن الحركة اشتكت إسرائيل إلى مصر، وأن محادثات القاهرة منعت التصعيد، مؤكدًا أن الحركة تناقش سبل الرد على الاحتلال.

 توضيح مكتب "السنوار"

في سياق متصل، رغم نشر "يديعوت" للحوار اليوم، قائلة إنه حوار خاص لها، ولصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، إلا أن مكتب رئيس حماس في غزة أكد أن الصحفية التي أجرت الحوار، تقدمت بطلب رسمي للقاء السنوار، لصالح صحيفتين: الأولى إيطالية، والثانية بريطانية، وعلى هذا الأساس جرى اللقاء.

وقال مكتب السنوار: "تحريات الإعلام الغربي في حركة حماس، أثبتت أن الصحفية التي أجرت اللقاء، ليست يهودية أو إسرائيلية، وليس لها سابق عمل مع الصحافة الإسرائيلية.. ولم تكن هناك مقابلة مباشرة مع الصحفية المذكورة، بل أرسلت الأسئلة وتمت الإجابة عليها، فيما التقطت صورة لصالح اللقاء فقط".

وتابع البيان: "للأسف الصحفية لم تحترم مهنتها، وعلى ما يبدو فقد باعت اللقاء لصحيفة (يديعوت أحرونوت)".