رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيرينا ويليامز تكشف تفاصيل هوس الوصول للجمال المثالي

سيرينا ويليامز
سيرينا ويليامز

"المرأة بعد الإنجاب ليست هي نفسها ما قبله".. هذه المقولة تنطبق على كل النساء حتى من تظهر منهن للعامة بالتمتع برشاقة وحيوية لا تتناسبان مع رحلة اكتساب الوزن التدريجية، والتغيرات الهرمونية الكبيرة التي تقلب حالة جسم النساء في فترة الحمل رأسًا على عقب.

هذه الفكرة أكدتها نجمة التنس الشهيرة سيرينا ويليامز بعد نشر صورتها على موقع الإنستجرام، ففي الوقت الذي أشاد فيه معجبوها باستعادة رشاقتها عقب ولادة ابنتها مباشرة، أكدت هي في مقابلة معها مع مجلة "تايمز الأمريكية" أنها وقعت ضحية لمواقع التواصل الاجتماعي، كونها ارتدت مشدًا ساعد في ضغط خصرها؛ فلم تكن الصورة انعكاسا للواقع الحقيقي.

وكشفت "ويليامز" عن كم المعاناة التي تتعرض لها النساء حول العالم لمواكبة الصورة المثالية للقوام الممشوق بحسب ما تروج له الدعاية العالمية في المجلات والقنوات والانترنت.

وفي سبيل الحصول على الجسم المثالي الصعب المنال، تنفق النساء حول العالم الكثير من الوقت والمال والطاقة النفسية والصحية، الأمر قد يبدو عاديًا للعاملين في مجال التجميل، لكن قد تصل الفتيات إلى مراحل من الخطورة النفسية لاسيما في حال الإخفاق وعدم قدرتهن على الوصول إلى الصورة المثالية، فقد تتضرر الفتيات بشكل خاص نفسيًا، وتصل إلى مراحل متطورة من كراهية الذات وبالتالي، تقعن فريسة التنقل بين الأنظمة الغذائية وتداعياتها السلبية على الصحة الجسمانية بشكل عام.



وكانت دراسة سابقة رصد باحثوها في جزيرة "فيجي" العلاقة بين مشاهدة التلفزيون وانعكاسها على صورة الجسد لدى الفتيات المراهقات، إذ تم قياس السلوك الغذائي وصور الجسد لدى الفتيات قبل استخدام التلفزيون في الجزيرة، ثم إعادة قياسه بعد ثلاث سنوات من تاريخ إدخال الخدمة التلفزيونية.

وأوضحت الدراسة، أن المراهقات يتعرضن لأخطار الإدمان وتناول الكحول بعد متابعتهن لبرامج الموضة واللياقة البدنية،كما تتكرر محاولاتهن لتخفيض أوزانهن بإتباع حمية غذائية صارمة، عن طريق الصوم لفترات طويلة أو التقيؤ والممارسة المفرطة للرياضة.

كانت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بـ"جامعة بنها"، أكدت في تصريحات سابقة، أن عمليات التجميل أصبحت ظاهرة اجتماعية، تحوي نوعا من التقليد والرفاهية، ودرجة من درجات الضغط الاجتماعي، خاصة في ظل الوفرة المالية، مما حولها من مجرد "كماليات" إلى "أساسيات" عند الكثيرين.

وأضافت، أنها تضع الكثير من الأشخاص في حالة من السوء النفسي، نتيجة لعدم قدرتهم على مجاراة الموضة في المظهر أو الوصول للشكل النموذجي الذي يتمنون أن يكونوا عليه، لقلة الإمكانيات أو لفشلهم في الوصول للجسم المثالي، أو حتى قد يشعر البعض بالاغتراب بعد نجاح عمليات التجميل نتيجة لشعورهم بالاغتراب عن مظهرهم الذي اعتادوا عليه، وعدم تأقلمهم على مظهرهم الجديد، فيقعون ضحية التفكير طيلة الوقت في الوصول لمظهر يتقبلوه.

ويرى خبراء جراحات التجميل أن هوس الوصول إلى الجمال المثالي ليس رفاهية فحسب، بل هو أبعد من ذلك، حيث يصنف عالميًا على أنه مرض نفسي يطلق عليه "اضطراب التشوه الجسدي"، وهو وفق التعريف العلمي له يعد اضطراب وسواسي (نفسي) يشعر معه الشخص المصاب بقلق مفرط بسبب عيب في شكل أو معالم جسمه، حيث ويظهر على عدة أشكال، وتكون لدى المصابين به أفكار وتصورات خاطئة مستمرة، تتعلق بمظهرهم.

ويشكو من المظهر العام، بحيث يسبب ذلك معاناة نفسية قد تعوق مزاولة مهامه الحياتية، وقد تتطور الأمور أحيانًا لتصل إلى درجة شديدة من الاكتئاب والقلق، أو تطور لاضطرابات قلق أخرى مثل العزلة الاجتماعية وغيرها.

وبعض مظاهر هذا المرض استخدام المستحضرات التجميلية بشكل مبالغ فيه، أو إلهاء الناس عن العيوب التي يراها الشخص في نفسه بطريقة مبالغة، فيقوم بارتداء ملابس فضفاضة، وما يزيد من تأثيرات هذا المرض لدى النساء مقارنة أنفسهن بالصورة النموذجية للنجمات والموديل.

ويرى معظم الأطباء أن أسبابه تختلف من شخص إلى آخر، ومع ذلك يرجحون أنه من الممكن أن يكون مزيجًا من العوامل البيولوجية والنفسية، والعوامل البيئية من الماضي أو الحاضر، حيث من الممكن أن تكون إساءة المعاملة والإهمال أيضا من العوامل المساهمة.

ويحدث ظهور الأعراض عادة في سن المراهقة أو في سن البلوغ المبكر، حيث تبدأ الانتقادات الشخصية لمظهر للمرء عادة، على الرغم من أن حالات ظهور الاضطراب عن الأطفال والبالغين غير معروفة. يعتقد خطأ بأن معظم حالات اضطراب التشوه الجسمي هي عند النساء، ولكن تشير الأبحاث بأن الاضطراب يؤثر على الرجال والنساء على قدم المساواة.

وينصح خبراء التجميل، بتعليم أبنائهم محبة الذات بالشكل الذي يكونون عليه، ولا مانع من السعي للتغيير وتطوير المظهر لكن بطرق صحية، وتحت رقابة مخضرمين في مجال الصحة، والتفكير في أن التغير ممارسة حياتية لا يحتاج إلى ضغط في التفكير بل بالخطوات المتأنية والتدرج.