رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سامح الألفى يكتب: إمبراطورية «السُّيّاس»

جريدة الدستور

«ركنة يا بيه.. تعالى هنا يا هانم.. أيوه مارشدير ورا الله ينور عليك».. عبارات لا تحتاج لتفصيل أو شرح وتمثل «بعبع» لكل من تسول له نفسه أن يقترض أو «يدخل «جمعية» أو حتى يرث ويشترى سيارة، لأن- ببساطة- هذه العبارات تكلف من يسمعها ما لا يقل عن ١٠٠٠ جنيه شهريًا، وتضيع مليارات الجنيهات على الدولة سنويًا.
الحديث هنا عن إمبراطورية «السياس»، ذلك الطاعون الذى يجتاح مصر، ويجعلك تشعر بأن «السايس» الذى يستحوذ على الرصيف ورث إياه من السيد الوالد، رغم أنه لا يُقدم أى قيمة مضافة لمالك السيارة أو حتى الدولة صاحبة الرصيف. صدقونى حاولت أن أضع هذا الشخص فى تصنيف يتماشى مع وضعه وما يقدمه لوصفه به، فلم أجد إلا أنه شخص يستحوذ بـ«الدراع» على رصيف فى مكان معين، ويستعين بـ٣ إلى ٤ مساعدين وينتعل شبشب «زنوبة» ويجلس على الكرسى الخشب يدخن الشيشة، ويُرغمك على دفع المال له.
وإن لم تفعل يتصيد سيارتك ويحرق قلبك على الكاوتشات التى يتلفها أو الفوانيس التى قد يكسرها أو المرايا، وعندما تواجهه بجرمه يقول لك: «كان ممكن أحرسهالك لكن منهم لله ولاد الحرام».. الغريب أنه فى حالة تنازلك ودفع «الإتاوة » له تجده يتجادل معك ويطلب مبلغا أكبر.
هل تعلم أن عدد «السياس» فى مصر، بحسب دراسة غير رسمية، يصل إلى ٧٥ ألفًا، بينهم ٢٠ ألفًا فى القاهرة فقط، بجانب انتشارهم فى المدن والأماكن المصيفية، وهل تعلم أنهم وفق الدراسة ذاتها يجنون سنويًا ما بين ٨ و١٠ مليارات جنيه؟!.
«السايس»- كما قلت- طاعون يحتاج إلى تدخل عاجل للدولة لاستئصاله من المجتمع، ولعلمى بأن الدولة تحارب الفساد ولا تقف أمام فاسد يسعى للنيل منها، وجب علىّ التنويه إلى أن عددا كبيرا من هؤلاء «السياس» واجهة لبعض أمناء الشرطة معدومى الضمير الذين يفضلون مصلحتهم الشخصية على مصلحة البلد.
أرفع شكواى للمسئولين وكلى ثقة فى تقنين أوضاع هؤلاء «السياس» وتحديد مسئولياتهم وترخيصهم من الحى، مع إشراكهم فى تنمية وتطوير الأرصفة وتنظيف الشوارع أو استئصالهم من الأساس.