بالصور.. ما بين القصور والقبور "الغردقة التي لا يعرفها أحد"
تعد مدنية الغردقة، التي يعرفها العالم أجمع واحدة من أهم وأشهر مناطق الغوص والسياحة الترفيهية عالميًا، هي عاصمة محافظة البحرالأحمر، والتى يسكنها حوالى 150 ألفًا تقريبًا، فالجميع يعرف مدنية الغردقة السياحة والترفيهية، ولكن سكانها الحقيقيون يتحدثون من مساكنهم المتوسطة، ما بين موظف وعامل فقير لا يمتلك سوي بيت صغير يسكنه هو وأسرته، بعد أن استوطنها الغرباء وأصحاب المال.
تجولت "الدستور" داخل الغردقة للتعرف أكثر على المدينة التى لم يرها العابرون أو الوافدون إليها، حيث يتنوع سكانها ما بين عرب جهينة وعبابدة ووافدين.
اسم المدينة الأصلي هرغادة، نسبة إلى منطقة صحراوية تعرف باسم "ديشة هرغادة"، وهناك رأي آخر يقول إن الاسم يعود إلى نبات يسمى "الغردق أو الغرقد"، وهو ما يعرف باسم "عنب الديب أو فيروز الشطآن"، وهو نبات ينمو طبيعيًا في الصحراء ويتحمل العطش وملوحة التربة.
ونشأت الغردقة فى القرن الماضى، حين سكنها بدو جهينة من الجزيرة العربية، وبعض قبائل العبابدة الذين كانوا يعملون بالصيد، ثم بدأ نموها فى 1913 مع اكتشاف النفط، ولكنها لم تكتسب شهرة ولا قيمة إلا حين بدأت تُعرف كواحدة من أهم مناطق الغطس فى العالم فى الثمانينيات من القرن الماضى، فاكتسبت شهرة سياحية عالمية ومحلية، فبدأ التوسع العمرانى بها، وصارت مقصدًا سياحيًا للأجانب ومقصد رزق لكثير من المصريين.
أشهر المناطق لتجمعات سكان الغردقة الأصليين حي السقالة، حيث ما زال يحتفظ بطبيعته الخاصة، والذي يجمع بين عرب وعبابدة من الصيادين وأصحاب الحرف والمعلمين، وما زال سكان هذه المنطقة يحتفظون بالتراث الخاص بهم في عمارتهم لمنازلهم وأفراحهم، وما زالت الفريحة وهي اسم مصغر للأفراح لديهم تقام بالعزف على السمسمية والدف.
أما حي الدهار، فتجتمع فيه أغلب المؤسسات الحكومية والخدمية، وتسكنه فئة كبيرة من الموظفين والعاملين بالشركات الخاصة والسياحية.
ما بين القصور والفيلات.. هنا حي العرب، أو كما يطلق عليه "الغلابة"
حي "العرب" أو "الحي المنسي"، ذلك الحي المهمل الذي تشوه العشوائية معالمه، ويقع في قلب مدنية الغردقة السياحية، وهي المنطقة الأكثر ازدحامًا بسكان الغردقة الأصليين.
يقول "أحمد م."، أحد سكان هذه المنطقة لـ"الدستور"، إن القمامة موجودة في كل شوارع الحي، ومياه الصرف الصحي تغرق منازلنا، ولجأنا كثيرًا إلى مجلس المدينة بلا جدوى، "إحنا محدش بيفتكرنا غير في الانتخابات".
في هذا الحي يعيش الكثير من المواطنين موزعين على الشقق والمنازل المتهالكة القديمة، لتأتي مشكلة المياه التي يعاني منها أغلب سكان الغردقة، والتي سببت لهم مشاكل صحية كثيرة.
وأضاف "عبدالله ج."، موظف بالمعاش: "المياه تصل إلى المنازل مرتين في الأسبوع فقط، ونضطر خلالها إلى ملء الخزانات بالكامل حتي نستطيع استخدامها بعيدًا عن الشرب، مشيرًا إلي أن هذه الخزانات مليئة بالباعوض والناموس والحشرات الطائرة، نتيجة لوجودها وسط القمامة، والطريقة الوحيدة للتخلص من هذه المأساة هي قيام السكان بحرقها ليلاً، ما يعرضنا جميعًا للخطر".
زرزاره.. أو كما يطلق عليها "الباطنية"
تقع علي بعد كيلومترات قليلة جدًّا من المبني الرئيس لمحافظة البحرالأحمر، في وسط مدينة الغردقة، وتعرف لدي الكثير من سكان الغردقة بأنها مركز تجارة المخدرات، والمكان الأبرز في تصدير البلطجية والمسجلين والمتسولين، يقطنها بعض الأبرياء الذين لم يحالفهم الحظ قي الإقامة في مكان آخر.
يقول "خ. س. م."، أحد سكان منطقة زرزارة: "إن ما يتم بهذه المنطقة من أعمال خارجة علي القانون علي مرأى ومسمع من أشخاص بعينهم لهم مصالح مع هؤلاء المجرمين"، مشيرًا إلي أن المنطقة أصبحت ملجأ للمتسولين وأرباب السوابق، وأن سكانها الحقيقيين من أبناء البلدة أبرياء".