قبل كأس العالم.. التصوير البطىء قد يجعل الحكام أكثر عنفًا
ساعات قليلة تفصلنا، عن الحدث الأهم والأكبر في العالم، إلا وهو كأس العالم، حيث تتجه انظار المشاهدين في جميع أنحاء العالم الى روسيا.
ويعتبر الحكام جزء هام في المنظومة الرياضية، فقد أثبت فريق من الباحثين بجامعة "لوفين" البلجيكية أن حكام مباريات كرة القدم قد يتخذون عقوبةً أكثر قسوة من المعتاد، ضد مخالفات اللاعبين، إذا ما شاهدوها بالتصوير البطيء، وذلك مقارنةً بردود أفعالهم حال مشاهدة أحداث المباراة بالحركة العادية.
وأُجريت الدراسة، التي نشرتها دورية "كوجنيتيف ريسيرش" تحت عنوان "مبادئ وتطبيقات"، على 88 حكمًا من نخبة حكام كرة القدم من 5 دولٍ أوروبية لمعرفة ردود أفعالهم على مقتطفات فيديو تضمنت احتساب ضربات حرة مباشرة وأدت إلى حصول اللاعب على بطاقة صفراء أو حمراء.
ولتحديد تأثير رؤية السرعات على قرارات الحكام، عرض الباحثون على الحكام 60 مقطع فيديو، تتضمن ارتكاب أخطاء تتطلب حصول اللاعب على بطاقة الإنذار الصفراء؛ إذ جرى عرض تلك المقاطع تارةً باستخدام "التصوير الحقيقي"، وتارةً أخرى بالتصوير البطيء.
وتولى اثنان من الحكام الدوليين السابقين مهمة تحديد القرارات الصحيحة كنقطة مرجعية، ثم قام الحكام الذين شملتهم الدراسة باحتساب الضربات الحرة في أثناء عرضها بالتصوير الحقيقي، ومنح اللاعبين إما بطاقة حمراء أو صفراء أو عدم معاقبتهم.
ووفقًا للدراسة، فإن اللقطات التي يتم عرضها بالتصوير البطيء تعطي دقةً بمعدل 63%، أما التصوير الحقيقي في حينه فيحمل معدل دقة تبلغ نسبته 61%، مشيرةً إلى أنه "ما من فارق كبير في دقة قرارات الحكام حول ارتكاب الخطأ أم لا، ولكن تقييمهم لوجود نية أو عنف متعمد لارتكاب اللاعب للخطأ اختلف بين حالة وأخرى؛ فقد أقر الحكام بضرورة إعطاء اللاعب بطاقة حمراء عند مشاهدة المخالفة بالتصوير البطيء لعدة مرات أكثر من تقييمهم لأداء اللاعب في أثناء عرض المخالفة بالتصوير الحقيقي".
وأشار الباحثون، أن نتائج الدراسة تسهِم فى تطوير تقنية حكم الفيديو المساعد في التحكيم فى مباريات كرة القدم، موضحًا أن "البروتوكول المتبع في الاستعانة بتلك التقنية ينص على أن مشاهدة المباراة بالحركة البطيئة تُستخدم فقط في تحديد نقطة التماس وليس لتقييم شدة الخطأ المُرتَكب أو عنفه.