رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أنقرة تواصل تهديد أمريكا باللجوء لروسيا لشراء المقاتلات المتطورة

وزير الخارجية التركي
وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو

تفاقمت أزمة المقاتلات "إف – 35" التي تطلب تركيا شراءها من الولايات المتحدة، وهددت تركيا بالبحث عن خيارات أخرى للحصول على الطائرات المقاتلة المتطورة إذا لم تستجب الإدارة الأمريكية لطلبها بشراء تلك المقاتلات أحادية المحرك والتي تعد أحدث ما أنتجته الولايات المتحدة من نظم القتال الجوى، وتمتلك قدرات عالية على التسلل والإفلات الراداري.

وقال وزير الخارجية التركي مولود أوغلو، إن خيار شراء المقاتلات الروسية "سوخوى 57"، ذات المحرك المزدوج مطروح بقوة، ويقول المراقبون إن تركيا تسعى من خلال صفقة شراء الطائرات "إف – 35" من الولايات المتحدة إلى تخفيف الضغط السياسي الذي تمارسه الولايات المتحدة على أنقرة بسبب أنشطتها الداعمة للإرهاب والتوتر فى منطقة الشرق الأوسط.

ويؤكد مراقبون أمريكيون أن صناع القرار فى واشنطن قلقون من قدرة الاقتصاد التركي على تحمل فواتير شراء المقاتلات الأمريكية المتطورة، فيما يرى آخرون أن إحجام واشنطن عن البيع لتركيا هو إجراء عقابي مطلوب بعد إبرام أنقرة لصفقة الدفاع الصاروخى "إس – 400" مع روسيا برغم كون تركيا عضوا في حلف شمال الأطلنطي.

وتستطيع بطاريات "إس – 400" كشف واعتراض الأهداف الجوية المعادية لمسافة تصل إلى 402 كم، وسبق لروسيا أن باعتها إلى الصين والهند، وتصل قيمة عقد شراء تلك المنظومات الصاروخية الروسية إلى 5. 2 مليار دولار أمريكى دفعت تركيا 45% منها نقدا، وتعهدت موسكو بإقراضها نسبة 55% من قيمة البيع، ومن المقرر أن تتسلمها تركيا بدءا من نهاية العام القادم وحتى مارس 2020.

وكانت واشنطن قد سحبت فى العام 2015 بطاريات دفاعها الجاوى "باتريوت" من مناطق الالتماس الحدودى التركية السورية مما أوجد انكشافا خطرا فى قطاعات الدفاع الجوى التركية الجنوبية سعت أنقرة إلى علاجه بعد فقدان ثقة شركائها فى حلف الناتو فى سياساتها الرامية إلى زعزعة الأوضاع فى الشرق الأوسط ومساندتها لمسلحي داعش عبر حدودها الجنوبية، وتوغلاتها غير المبررة فى أراضى سوريا وشمال العراق.

يذكر أن صحيفة مقربة من دوائر اتخاذ القرار التركى، قد كشفت فى مايو الماضى عن اتجاه أنقرة لشراء المقاتلات "سوخوى – 57 " من روسيا، فى حالة أن رفضت واشنطن بيع المقاتلات "إف – 35 " لها، لكن مسئولي الدفاع الأتراك رفضوا التعليق على الأمر مفضلين إسدال ستار من الغموض على اتصالاتهم مع الولايات المتحدة، أملا فى ابتزاز صانع القرار الأمريكي.

وزار وفد أمنى ودفاعى إسرائيلى رفيع الولايات المتحدة لإبداء رفض إسرائيل لحصول الأتراك على المقاتلة "إف – 35"، ومناقضة ذلك لما تعهدت به الإدارة الأمريكية من أن تكون إسرائيل هى المتسلح الوحيد بهذا النوع من المقاتلات فى منطقة الشرق الأوسط حفاظا على تفوقها النوعي.

وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى تشديد الجانب الإسرائيلي على ضرورة حفاظ واشنطن على سرية برنامج الكفاءة القتالية المعززة التى زودت واشنطن مقاتلات "إف – 35" الموردة إلى إسرائيل حصريا بها بدءا من يوليو الماضي، وطلبت إسرائيل من واشنطن عدم الكشف عن تلك المواصفات الإضافية الحصرية تحت أي ظروف.

ودعا عضو الكونجرس الأمريكي دافيد سيسلين، إدارة ترامب إلى حظر بيع الأسلحة وخاصة المقاتلات إلى تركيا واتخاذ مواقف أكثر حزما تجاه سياساتها المعادية للولايات المتحدة ودعمها للتطرف فى الشرق الأوسط، وطالب سيسلين بمعاقبة تركيا بالحرمان من التكنولوجيا الدفاعية الأمريكية وليس التفكير في إبرام صفقات سلاح معها مهما كانت قيمتها مغرية.