مستوطنون ينفذون جولات استفزازية فى الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
اقتحمت مجموعة من المستوطنين، اليوم الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، بحراسات مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلى، ونفذت جولات استفزازية فيه، وسط تواجد كبير للمصلين المسلمين.
وأفاد شهود عيان مقدسيون بأن قوات الاحتلال شرعت منذ ساعات الصباح، فى توقيف الحافلات المتوجهة إلى القدس وتفتيش المواطنين.
وتأتي هذه الاقتحامات بالتزامن مع اعتكاف المئات من المصلين داخل الأقصى، فى الأيام العشرة الأواخر من شهر رمضان المبارك، فضلًا عن وضعها عراقيل أمام المصلين الوافدين إلى الأقصى منذ مساء أمس بهدف الاعتكاف برحابه.
ومددت سلطات الاحتلال "الإسرائيلى"، صباح اليوم اعتقال ثلاثة من المصلين الذين تم اعتقالهم أمس، من داخل المسجد الأقصى المبارك، فيما أطلقت سراح التسعة الباقين من المصلين الذين اعتقلوا بالأمس، ورحلتهم خارج مدينة القدس.
وكان الاحتلال قد اعتقل 12 مصليًا صباح أمس، خلال جلسة تلاوة قرآن أمام الجامع القبلى داخل باحات المسجد الأقصى، تزامنًا مع اقتحامات استفزازية جديدة للمسجد الأقصى من قبل عصابات المستوطنين.
وقال الشيخ عمر كسوانى، مدير المسجد الأقصى -في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط- إنه وحسب المتعارف عليه منذ أكثر من 40 عامًا أن يتم إغلاق باب السياحة فى العشر الأواخر من رمضان، بحيث لا يدخل إلا المسلمون، لكن ما حدث أننا تفاجأنا بأن قوات الاحتلال الإسرائيلى قامت أمس بإدخال السياح والمستوطنين المتطرفين للقيام بجولات استفزازية في باحات الأقصى من باب المغاربة، رغم الأجواء الرمضانية واعتكاف عدد من المسلمين، بهدف محاولة الاحتلال فرض سطوته على الأقصى.
وأضاف: "عند دخول المستوطنين كانت هناك مجموعة من المصلين يصلون صلاة الضحى ويتلون القرآن بصوت مرتفع، وهو ما اعترض عليه ضباط الاحتلال، واصفًا ذلك بـ"الوقاحة" في المسجد الأقصى للتدخل في شئون المسلمين ومنع الأوقاف من ممارسة دورها في رعاية الأقصى، مؤكدًا أن الاحتلال لم تقو شوكته إلا بعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
وتابع: "قام الضباط باعتقال 12 مواطنًا من المصلين وقراء القرآن الكريم المسالمين، وذلك من أجل أن يمر المستوطنون المتطرفون بدون أى اعتراض، ورغم وعد الضباط أن يتم الإفراج عن المعتقلين، فإنها كانت مجرد خدعة، ونحن لا نعلم ما هى التهم التي سيتم تلفيقها لهم في ظل حكومة احتلال لا تتوانى عن اختراع الأسباب الواهية وتوجيه التهم الباطلة".
وحمّل حكومة الاحتلال كامل المسئولية عن اعتقال المصلين المسالمين داخل باحات الأقصى، معربًا عن قلق الأوقاف من عدم إغلاق الاحتلال فى هذه الفترة لباب المغاربة "أحد أبواب الأقصى" الذى استولى عليه الاحتلال وخصصوه للمستوطنين اليهود، مؤكدًا أن المسجد الأقصى بقرار ربانى هو ملك للمسلمين وحدهم، وبقرار من اليونيسكو أيضًا.
وقال إننا ننظر بعين الخطورة لكل ما يحصل من جولات استفزازية، لا سيما فى الشهر الفضيل والعشر الأواخر منه، لأنهم يريدون أن يفتعلوا المشاكل والحكومة الإسرائيلية تهيئ هذا الجو لقمع المصلين في مسجدهم، وتمارس كل أشكال القوة عبر جنود مدججين بالأسلحة.
ولفت الشيخ كسوانى أيضًا إلى ما فعله جنود الاحتلال مع مسلمين أجانب جاءوا من جنوب إفريقيا وبريطانيا قبل يومين عندما منعوهم من الاعتكاف وإدخال ملابسهم معهم، مشيرًا إلى أن هدف الاحتلال هو التأكيد على أنه هو صاحب السيطرة والسيادة.
وأشار إلى أن من ضمن المضايقات أيضًا أننا كنا قد وضعنا ثلاجة بجانب غرفة مدير المسجد الأقصى وغرفة الحارسات "وهو مكان مطل على قبة الصخرة مباشرة، خصوصًا بعدما لاحظنا أن المستوطنين يحاولون ممارسة صلواتهم فيه (حيث يقومون بالاتكاء على الحائط وهز رءوسهم ويتمتمون)، فوضعت "الأوقاف" هذه الثلاجة لمنع هذه الصلوات، فما كان من سلطات الاحتلال إلا أن أوقفت جميع معاملات الأوقاف لحين إزالة هذه الثلاجة بحجة أنه لا يسمح بأى تغيير إلا بإذن الاحتلال، وبالفعل تمت إزالة الثلاجة.
واستطرد: "الآن أصبح كل شيء حتى لو أردنا دق مسمار على الحائط يجب أن يكون بموافقة إسرائيلية وفي وجود ضابط إسرائيلى للإشراف عليه حتى لو كان في مكاتبنا الخاصة، وهذا كله أصبح يحدث من بعد قرارات ترامب".
ونبه إلى ملف الاعتداء على مقبرة باب الرحمة الملاصقة لسور المسجد الأقصى، واستمرار الاعتداءات عليها وتكثيفها منذ بداية رمضان ومنع أهل بلدة سلوان المتاخمة لها من دفن موتاهم هناك، مشيرًا إلى أن كل من يعترض من المقدسيين العزل يجابه بالقمع والضرب والطرد والاعتقال من أجل تهويد المدينة والسيطرة على كل ما في القدس.
وأكد أننا على يقين من أنه مهما اشتد الاحتلال في سطوته على القدس فهو إلى زوال، مشددًا على أننا سنظل مرابطين كما قال الله تعالى في آخر سورة البقرة "يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا"، لذلك نحن نعلم أننا سنصبر وسيتم إيذاؤنا في صبرنا وسنبقى صابرين ومرابطين حتى يفرج الله الكرب، لأن يقيننا بإذن الله أن الاحتلال إلى زوال، خصوصًا أن بيت المقدس تعرض على مر التاريخ لعدة احتلالات وكان الاحتلال يستمر 600 عام و800 عام ولكن في النهاية زال الاحتلال.. لذا أوجه رسالة إلى الاحتلال وأقول له أنت زائل بفضل الله وبصبرنا ورباطنا نحن وأولادنا من بعدنا.