رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ادعاء المعرفة مرادف للجهل والنفاق


«مَنْ رَأيْتَهُ مُجيبًا عَنْ كُلِّ ما سُئِلَ، وَمُعَبِّرًا عَنْ كُلِّ ما شَهِدَ، وَذاكِرًا كُلَّ ما عَلِمَ، فاسْتَدِلَّ بِذلِكَ عَلى وُجودِ جَهْلِهِ».. المعنى هنا أنك إذا رأيت إنسانًا مجيبًا عن كل ما سُئل فيه من المسائل فاعلم أنه جاهل.
تشير هذه الحكمة العطائية إلى ما يحدث الآن فى العصر الحديث وأصبحت له مصطلحات يتداولها الشباب على فيسبوك مثل «الهرى» و«الهبد» و«الفتى».
وفى الوقت الحالى، نشاهد الكثير ممن يدعون المعرفة فى الدين والطب والسياسة والفن وأى شىء، طوال الوقت، للفت الانتباه إليهم، لكن البعض منهم يكون نصابًا يريد تحقيق مكاسب، وللأسف هؤلاء يجدون من يصدقهم، كما أن عالم «السوشيال ميديا» ساهم فى انتشارهم بشدة.
وتتطابق شخصية مدعى المعرفة بشكل كبير مع شخصية النصاب والدجال، والثابت أنه كلما زاد الجهل زاد هؤلاء المدعون.
والخطير أن ادعاء المعرفة يقودك إلى تصرفات وسلوكيات ذميمة مثل النميمة والكذب والنفاق والغرور والكِبر.
ونسبة كبيرة من مدعى المعرفة مصابون باضطرابات الشخصية الدرامية التى تهوى جذب الانتباه، لأنها تعانى السطحية والفراغ النفسى.
والخلاصة هنا أن العالِم الحقيقى يدقق فى أى شىء يقوله أو يذكره ويتبع المنهج العلمى، كما أنه يكون شخصًا متواضعًا.