رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شرعية الرئيس عند الجماعة الإسلامية


أحاول منذ فترة فك طلاسم العلاقة الجديدة بين الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان .. وذكري للفظ الجديدة لأنني أحد شهود العيان على العلاقة الحقيقية بين الجماعة والإخوان خلال السنوات الماضية ... ربما بحكم تلك التجربة التى قضيتها مع الجماعة الإسلامية

في فترة من فترات حياتى  والتى جعلتني أستطيع وضع الأمور عند نصابها الصحيح .

معظم أبناء الجماعة الإسلامية كانوا ينظرون لجماعة الإخوان بالتنظيم الاستفزازي المهيمن، الذي لا يجد حرج في القيام بأي أمر تحت قاعدة شهيرة كانوا  دائما ما يستخدمونها وهى  "مصلحة الدعوة " ..ومصلحة الدعوة لدى الإخوان  كانت تتيح لهم الكثير من الأمور حتى لو كان فيها ما فيها من التجاوزات الشرعية .. فمصلحة الدعوة كانت تتيح لهم حلق اللحى للهروب من براثن جهاز  أمن الدولة التي عانى  منه الجماعة الإسلامية أشد المعاناة ، ومصلحة الدعوة لديهم كانت تتيح لديهم التنصل والتبرؤ من أي عضو يقع في محظور بوصفه خارج عن التظيم  حتى لو كان قد تربى وترعرع بين أجنحتها .

مصلحة الدعوة عند الإخوان  كانت تسمح لهم بالتجاوز والتعدي على تنظيمات أخرى مثل الجماعة الإسلامية والجماعات السلفية في الصعيد؛ رغبة في الهيمنة والتسلط  والتواجد والانتشار بالمحافظات، وقد حدثت حالات تعدٍ كثيرة وصلت لقتل شاب من الجماعة بمدينة ديروط  ومجزرة بمدينة بني مزار ومغاغة في التسعينات .

مصلحة الدعوة عندهم  كانت تفرض عليهم عدم الالتصاق أو الدفاع عن جماعات أخرى رغبة في البقاء منفردين،  فلم يكن يعنيهم اعتقال عشرات الآلاف من الجماعة الإسلامية وجماعات الجهاد وغيرهم، لذا لم يهتموا بالدفاع والضغط للإفراج عنهم والتخفيف عنهم من بلطجة النظام السابق ، فلم يسمع أبناء الجماعة الإسلامية -التي يدافع قادتها بشراسة عن شرعية مرسي- أن الإخوان كانت لهم وقفة تاريخية للإفراج عن المعتقلين أو تقديم مبادرة من شأنها إيجاد وسيلة تفاهم للإفراج عن الآلاف الذين اعتقلوا بدون ذنب

"مصلحة الدعوة "عند الإخوان كانت تسمح بشعارات براقة يتم رفعها علي رءوس الناس وفي جوهرها خواء وأنانية وتقديس للذات.. فهوالتظيم الوحيد الذى يفعل كل  شيئ لأجل بقاءه قويا متسلطا منفردا فلا يعنيه شعب يأن ولا فقير يتلوى فهم التنظيم الوحيد الذى رفع الاف  الشعارات والأقوال دون الأفعال .

سبب دهشتى من هذه العلاقة الجديدة بين الجماعة الإسلامية والاخوان أننى لا أجد أى مبرر لكل هذا الدعم الرهيب الذي تقدمه قيادات الجماعة لذلك التنظيم تحت شعار "حماية الشرعية "، فأي شرعية والبلد يتم استنزافها وسرقتها وتدميرها وتغيير هويتها ..أي شرعية تلك التي تعمل على استكمال بناء مؤسسات  موجهة ومنبطحة لمكتب الارشاد منزوعة الصلاحية محكوم عليها بالفشل؛ بسبب قياداتها التي يختارها ذلك التنظيم دون علم أو دراية أو خبرة متجاهلين كل الكفاءات الموجودة على الساحة والتصميم على الدفع  بالعجزة والفاشلين والمتسلقين والهواة لإدارة مؤسسات تلك الدولة .

الخلط بين دعم الشرعية ودعم ذلك التنظيم خطير جدا، فمن الممكن دعم الشرعية بدعم هذا الشعب الذى رقص فرحا بثورته ولكنه صدم بذلك التنظيم الذى قفز وسرق حلمه الجميل .. دعم الشرعية هو مؤازرة هذا الشعب  إذا قال لا ورفض هذا العند والكبر والغطرسة والكذب والخنوع والمؤامرات .

فهذا الشعب يستحق أن يتواءم وأن يتقارب وأن يتوحد وأن يجد أرضية مشتركة بعد أن قسمته وفتته وشرذمته  تلك الجماعة .

. لا اعتقد أن من ذاق الظلم والطغيان والجبروت والعند من أبناء الجماعة الإسلامية يرضى بأن يتذوق أبناء شعبه من نفس الكأس المغلف بشعارات الشرعية والشريعة " و"رفع راية الحق " فكلها شعارات أثبت التاريخ أنها من  أخطر القواميس الغريبة لذلك التنظيم يحاول بها الوصول إلى قلوب هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره .

اللهم اجعل لنا مخرجا واحقن دماءنا .