رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى بيتنا مراهق (٢)

جريدة الدستور

"فجأة! تحول ابني إلي كتلة عناد، ما عاد يستجيب إلي أيٍ من توجيهاتي.. لقد تغير كثيرًا!"
"فوجئت اليوم بابنتي ترفع صوتها علي لا أعرف من أين لها تلك الجرأة، وإلي أين اختفت أخلاقها!"
"أصبح منعزلًا في غرفته.. لا يبرحها"!
"تبكي بلا سببٍ واضح.. وأحيانًا لأتفه الأسباب"!
"يشاهد مقاطع إباحية"..
تلك بعض من التعليقات الأكثر شيوعًا التي ترد إلي من الآباء يليها سؤالًا واحدًا.. "ماذا أفعل؟!".. بصوتٍ مرتعش يحمل الكثير من القلق وأحيانًا الخوف..
فجأة وبدون مقدمات.. يدرك الآباء أن أجساد أبنائهم قد تغيرت وبدون سابق إنذار.. وتكون القضية الكبرى، حين يتوهم الآباء بأن أطفالهم قد كبروا وقد استحالوا أفرادًا راشدين فيتوقعون من تلك الأجساد النامية سلوكًا يضاهي سلوك الكبار! ولا يكون لديهم خيارًا بديلًا لذلك سوى أن يستمر سلوك أبنائهم كما كان سابقًا.. كسلوك أطفال!
يتوجب علينا كآباء أن ندرك الفرق بين مفهومي البلوغ والمراهقة، وذلك حتى يتسنى لنا تحديد ما يواجهنا من تحديات وبالتالي اختيار ما يتناسب مع تلك التحديات من تصرفات وردود أفعال.. فالبلوغ عملية بيلوجية يصاحبها تغيرات في جسم المراهق ونفسه بسبب نمو الغدد الجنسية ووصولها إلي مرحلة النضوج، فيتسارع نمو الجسد.. وتتغير معالمه بسرعة ملحوظة، فتسبب الخجل للمراهق، ذلك الخجل الذي يُعد أحد أهم الأسباب الخفية المستترة خلف تغير سلوكه.
ومن مظاهر البلوغ، زيادة ملحوظة في الطول والوزن، ظهور الشعر في أماكن متفرقة من الجسد، زيادة خشونة الصوت لدي البنين، الاحتلام للبنين والحيض للإناث، تطور التوافق العضلي العصبي وسرعة رد الفعل.
أما المراهقة فهي مرحلة يتدرج فيها نضج الإنسان العاطفي للانتقال من مرحلة الطفولة إلي مرحلة الرشد وتتطلب بضع سنين.. يتسبب النمو السريع لجسد المراهق والذي لا يتناسب واتزان سلوكه الانفعالي في نوع من اللبس لدي الآباء، فيتعاملون مع الأجساد النامية وكأنها مؤشر للنضج الانفعالي والحكمة!
إن المشكلات التي يمر بها المراهق بسبب ما يطرأ عليه من تغيرات فسيولوجية وسيكلوجية غالبًا ما تؤثر عليه سلبًا لتغلف نفسه بعجين لين ينطبع عليه آثار التعاملات مهما كانت بسيطة..
فما هي تلك التغيرات وكيف تؤثر علي كل من المراهق ووالديه علي السواء؟

تابعونا.. بمقال الأسبوع القادم
ياسمين الخولي
[email protected]