فى محبة محمد صلاح.. يا أستاذ صلاح
بعض الكتابات رشيقة، وبعضها صعب.. وكثير منها «صلاح منتصر»، وأنا لا أفضل الأكل الصحى، كل العلماء يحذرون من خطورة الكوليسترول على الدم، لكن لم ينبهنا أحد إلى خطورة تُقل الدم فى الكتابة.. مهما قال صاحبها لا تشعر أبدًا بالشبع.. بالعكس ينتابك إحساس بارتجاع فى المرىء يحتاج إلى حالة هدوء تقرأ فيها ما تيسر من مضادات اكتئاب صحفية، تعيد للروح بهجتها.
بعض المحسوبين على الكتابة لا بد أن تتوقف أمام إنتاجهم لتسأل: «لماذا يكتبون أصلًا؟».. بالأمس القريب قرأت ما أطلق عليه صاحبه مقالًا، لا يمكن إلا أن يكون قطعة تعبير لطالب دور ثانٍ فى مدرسة إعدادية.
لا يهمنى المقال، ولا يهم أحدًا طالما أنه يمر مثل غيره فى طريقه الطبيعى، طالما أنه موجه لقارئ واحد هو المصحح اللغوى، لكن ما يهم هنا هو مقال آخر، تسبب فى خناقة حول محمد صلاح.
وصلاح هو أيقونة البهجة وصانع السعادة، هو من يحتفظ الأطفال بصوره فى خيالهم، وهو من يجمع كل أفراد الأسرة حول شاشات الهواتف وقنوات اليوتيوب والفضائيات لمتابعة لمساته، صلاح الذى يحلم كل أب بأن يصبح ابنه مثل العالمى، هو من يشاهدون أهدافه مساءً ويتابعون أفعاله الخيرية صباحًا، صلاح الذى يلمس الكرة بقدمه فى ليفربول فتهتز لها كل القلوب فى العالم.. صلاح الذى أصاب مشجعى إنجلترا بلوثة جنون.. صلاح الذى انفتحت له كل أبواب السعادة، فزادته تواضعًا، وفتحت أمامه كل أبواب الرزق، ففتح أبوابًا أكثر للخير، وظهرت أمامه كل خيرات الأرض فتمسك بزوجته وابنته ولم يضبط مرة فى موقف يحقر من شأنه.
لا أعرف سببًا واحدًا يجعل كاتبًا كبيرًا مثل الأستاذ صلاح منتصر يتهكم على «شكل» و«منظر» محمد صلاح، لأن شكله متطرف و«زى الإرهابيين».
نحن الدولة الوحيدة التى يخرج فيها الكاتب إلى «المعاش» فيقرر أن يرازى خلق الله، الفراغ قد يكون قاتلًا.. ربما.. لكن أن يقتل صاحبه فهذه جديدة.. يكتب الأستاذ صلاح منتصر من مرحلة كتابة «مسمارية» أنتج خلالها عددًا ضخمًا من المقالات عن مخاطر التدخين، ثم متفرقات عن إسرائيل.. فلا طبّع المصريون من خلالها، ولا أقلع أحدهم عن الدخان.
كيف هان عليه أن يضرب كرسيًا فى الكلوب ويقول إن «شكله يشبه المتطرفين والإرهابيين»؟.
لم يكتب الأستاذ صلاح منتصر يومًا عن محمد صلاح، لم ينتبه إليه وهو يتحرك من قريته عبر وسائل مواصلات لم يعرفها الأستاذ منتصر ليصل إلى الملعب، من حسن حظه أنه لم ينتبه إلى صعود نجمه وهو يكبر فى المقاولون العرب، ربما نظر إليه نفس النظرة الفوقية لرئيس نادى الزمالك ممدوح عباس أنه لا يصلح لارتداء «الفانلة البيضاء»، ومحتاج شغل كتير بعد الضهر.. من حسن الحظ فعلًا أن محمد صلاح لم يخرج من بين أيديهم.. ولا كان لأحدهم فضل عليه، سوى موهبته واجتهاده والتزامه وإيمانه بقدراته.. ربما لأنه صنع نفسه أحبه الناس.. وتعلقوا به.
بقى أن نذكر أن مقال الأستاذ صلاح منتصر حقق هدفين، الأول أنه أثبت محبة الناس لأبوصلاح، والثانى- وهو الأهم- أنه عرف الناس أن الأستاذ صلاح منتصر ما زال يكتب.. بركة اللى اتطمنّا عليه.