رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسائل غرام الشيخ مصطفى عبد الرازق إلى مي زيادة

جريدة الدستور

كان الشيخ مصطفى عبد الرازق من أبرز رواد صالون الكاتبة "مي زيادة"، وكغيره من أعلام تلك الفترة وقع شيخ الأزهر السابق ووزير الأوقاف لست مرات، ومجدد الفلسفة الإسلامية في حب الأديبة اللبنانية المسيحية.

ولم يكتف مصطفى عبد الرازق بحضور صالون مي الأدبي كل ثلاثاء منذ 1913، قبل أن ينتقل عام 1921 إلى إحدى عمارات جريدة الأهرام ويستمر حتى الثلاثينيات من القرن الماضي.

بل وصل الأمر إلى كتابة الرسائل لها، والتي جاءت محملة بالعاطفة، معبرا خلالها عن حبه وشوقه وهيامه بالكتابة مي زيادة، وقد أرسل الشيخ مصطفى عبد الرازق إلى مي ثلاثة رسائل كانت إحدى الرسالات الثلاث التي أرسل بها الشيخ مصطفى عبد الرازق من باريس، والرسالتان الأخريتان من ألمانيا.

وتعد الرسالة التي أرسلها عبد الرازق من باريس حجة قوية للاستدلال على ما في قلبه من حب، إذ بلغ فيها ذروة الرقة، وجنح فيها إلى حرارة التعبير حين قال: "وإني أحب باريس، إن فيها شبابي وأملي، ومع ذلك فإني أتعجل العودة إلى القاهرة، يظهر أن في القاهرة ما هو أحب إليَّ من الشباب والأمل".

وعن مي زيادة كتب الشيخ مصطفى عبد الرازق واصفا اياها كأدبية قائلا: "أديبة جيل، كتبت في الجرائد والمجلات، وألفت الكتب والرسائل، وألقت الخطب والمحاضرات، وجاش صدرها بالشعر أحيانًا، وكانت نصيرة ممتازة للأدب تعقد للأدباء في دارها مجلسًا أسبوعيًا، لا لغو فيه ولا تأثيم، ولكن حديث مفيد وسمر حلو وحوار تتبادل فيه الآراء في غير جدل ولا مراء".

ويظل الشيخ مصطفى عبد الرازق ينشد وصال مي في تحفظ ووقار، وذلك من خلال الصداقة الأدبية، حيث يقول عنها: "إن للآداب الإفرنجية أثرًا ظاهرًا في أسلوب مي، وفي طريقة معالجتها لموضوعاتها".
وعندما توفيت الكاتبة اللبنانية الأصل "مي زيادة" أخذ في رثائها قائلا: "شهدنا مشرق مي وشهدنا مغيبها، ولم يكن طويلًا عهد مي، على أن مجدها الأدبي كان طويلًا".