رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كهرباء بالتقتير بعد التصدير!


من دولة مصدرة للكهرباء إلى متلق للإعانات لمواجهة الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائى، ما أدى إلى تزايد السخط الشعبي وازدهار سوق مولدات الكهرباء. ولك أن تتخيل أن يضع الطبيب المخدر حول عيون المريض والتقط أدواته وبدأ في إجراء الجراحة الحساسة العاجلة وما أن أنجز نصف مهمته حتى انقطع التيار الكهربائي دون سابق إنذار!

وأعتقد أن الطلب على المولدات زاد بنسبة 100 بالمائة خاصة مع حلول الصيف واقتراب شهر رمضان حيث يزداد الاستهلاك. وليس غريبا أن تتوارى الثلاجات وأجهزة التليفزيون وتتصدر المولدات المشهد بألوانها وأحجامها المختلفة محتلة جزءا كبيرا من الرصيف ونهر الشوارع التجارية. وليس غريبا أن تتضاعف أسعار المولدات عن العام الماضي.

وبالطبع من لا يقدر على ثمن المولد، لا مناص له سوى شراء "الكشاف" وهو مصباح ثمنه حوالي 80 جنيها يتم شحنه أثناء وجود التيار لينير عند انقطاع التيار الكهربائى أوعلى ضوء شمعة أو على ضوء الشموع يمكنك التحقق من حبات الحصى وحبات الأرز. وأكيد أن الكهرباء ليست شىء من الرفاهية، ولكنها مسألة حياة أو موت.

وبالرغم أن مصر كانت أبرز مصدري الكهرباء بين دول الربط الأربعة التي تضمها مع سوريا ولبنان والأردن، إلا أنها تعانى من أزمة حادة في السولار في الفترة الأخيرة أدت إلى تكدس أعداد ضخمة من العملاء أمام محطات الوقود، وبالتالى تقلص حجم صادرات مصر من الكهرباء خارج البلاد لمواجهة ارتفاع الطلب المحلى.

وبالطبع تراجعت قيمة صادرات مصر من الكهرباء التى تجاوزت مليار جنيه في العالم المالي 2012-2013، لكنه سيكون أقل من ذلك بكثير في العام المالي الجاري 2013-2014 طبقا لتقرير متخصص فى قدرات الطاقة الكهربائية المصرية المصدرة إلى الأردن ولبنان وسوريا.

ولا شك أنى أتوجس من تصاعد الأزمة مع استمرار وزارة البترول في تصدير الغاز للخارج، واستبداله بالمازوت لإدارة محطات توليد الكهرباء، مما يهدد بانخفاض إنتاج المحطات وتعطل بعضها، لأنها معدة بالأساس للعمل بالغاز.

وبالرغم من أن طاقة توليد الكهرباء في مصر تبلغ حوالى 27 ألف ميجاوات، لكنها لا تلبى احتياجات السوق المحلي التي تتزايد بنسبة 5 % سنويا.

من هنا، يجىء السخط الشعبي سواء من أصحاب المحال التجارية أوالأهالي اعتراضاً على انقطاع التيار الكهربائى.

ولكن لايد أن نقف أمام حقيقة هامة، وهى أن المصالح الحكومية تقف السبب الرئيس وراء المعضلة لسوء سلوك اللعاملين بالمؤسسات الحكومية وإضاءة المصابيح بدون داعى وكذلك الأهالى فى المنازل دون أدنى أهمية أدبية أو إقتصادية.

فهل يغير الله بقوم ما لم يغيرو من أنفسهم لتلبية نداءات ثورة 25 يناير: عيش.. حرية.. عدالة إجتماعية؟!

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.