رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر إيران.. شوكة في حلق مَنْ؟!


لطالما دأب بنو صهيون على توسيد شعارهم فِّرق.. تسُدْ بدافع الصراع ليس على الوجود فحسب، ولكن أيضا بدافع الصراع على الحدود أيضا. من هنا كانت الحرب على العالمين العربي والإسلامي تحت زعم الحرب على الإرهاب بدءًا من أفغانستان

وانتهاءً بما يُعرف بالربيع العربي، ومرورا بالعراق وبلاد الشام واغتيال القضية الفلسطينية!

فلا شك أن العوالم الطامعة في رغد العرب والمسلمين تستخدم ما يُعرف بإسرائيل عصا لضرب المنطقة كل من عصى. وليس غريبًا أن تأتي أحد الأدوات في السياق همزة القطع بين العربان والمسلمين بوازع الفتنة الطائفية تارة والجغرافية تارة أخرى!

فليس عجيبا أن تلك القُوى تقف بمثابة همزة قطع وتقطيع للتقارب المصري الإيراني. وبينما تسعی بعض الجهات السلفية والإعلامية المصرية التي لا تريد تعزيز التقارب الإيراني والمصري لتهميش زيارة السياح الإيرانيين إلی مصر بعد 34 عاما، عبر شن الدعاية السوداء وإطلاق مزاعم بأن السياح الإيرانيين يأتون إلی مصر لنشر مذهب التشيع، أكدت مديرة وكالة السياحة الإيرانية التي تعمل لتنظيم الرحلات الجوية إلی مصر بأن السياح الإيرانيين الذين وصلوا إلی مصر ليسوا سوی السياح الحقيقيين فحسب!

وتؤكد رقية حاتمي بور في تصريحاتها لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية إيسنا بأن هذه الدفعة من السياح الإيرانيين تتضمن 43 سائحا من بينهم 9 أطفال كانوا علی متن طائرة مصرية، وأشارت إلی العوائق التي واجهتها في مجال أخذ الجواز لإرسال السياح الإيرانيين إلی مصر، معلنة بأنه من المقرر أن تنطلق كل أسبوع رحلة جوية واحدة من إيران متوجهة إلی مصر.

وتستطرد حاتمي قائلة بأن السياح الإيرانيين زاروا المعالم الأثرية في المدن المصرية مثل القاهرة وأسوان والمعرض الوطني في ميدان التحرير وأهرام الجيزة بمراقبة ومرافقة قوات الشرطة المصرية، مشيرةً إلی الترحيب الواسع الذي تلقاه السياح الإيرانيين من جانب الشارع المصري.

غير أن القائم بأعمال السفارة الإيرانية لدى مصر مجتبي أماني، وصف ما حدث أمام مقر إقامته بالقاهرة بأنه محاولة لضرب التطور الحاصل في العلاقات الثنائية بين البلدين ، مشددا على أن إيران بصدد اتخاذ خطوات مهمة لصالح الشعبين المصري والإيراني !

وتأكيد أماني عبر حديث صحفي، أن الحديث عن أن إيران تسعى لإقامة ستة آلاف حسينية في مصر مقابل دعم الاقتصاد المصري، هو ضرب من الخيال، ومكانة مصر لدى إيران أكبر من كل المتربصين بها . وبحرص أماني على نفى حدوث أي اقتحام لمنزله ، مشيرًا إلى أن مجموعات سلفية دخلت معها مجموعات من المعارضة السورية، للتشويش على العلاقات المهمة والخطوات التي تعتزم كل من مصر وإيران اتخاذها في المنظور القريب .

وبطبيعة الحال كلما حاولت إيران مد حبال الوصال مع العرب، تتعرض للهجوم، وهي لا تريد سوى الخير لمصر ولكل دول العالم الإسلامي . وأكد أماني أن عددا من المتظاهرين التفوا أمام مقر إقامته أمس بشارع صلاح سالم بمنطقة مصر الجديدة، مشيرًا إلى أن الهدف هو منع تطور العلاقات بين مصر وإيران التي لا ترحب بها إسرائيل .

ومن المعقول والمنطق السوي أن يطالب أماني السلطات الأمنية المصرية بالتدخل وبأخذ كافة التدابير التي تواجه هذا العنف، كي لا يتكرر مرة أخرى، سواء من هذه المجموعات أو مجموعات أخرى . وأتفق مع أماني بقوله إن الصهيونية تعمل على تحويل الصراع إلى سنة وشيعة للإضرار بمصالح المنطقة، وأن هذه المجموعات التي تتظاهر ليس لديها معلومات كافية عن إيران التي لن تسعى أو تعمل لنشر المذهب الشيعي .

وأتساءل التقارب المصري الإيراني.. شوكة في حلق من ؟!

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.